مؤشرات وآثار تغير المناخ تفاقمت في عام 2020

19 نيسان/ أبريل 2021

عصف الطقس المتطرف وجائحة كوفيد-19 معاً بملايين الأشخاص في عام 2020. ومع ذلك، عجز التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالجائحة عن كبح عوامل تغيّر المناخ وتسارع آثاره، وفقاً لتقرير جديد أعدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وشبكة واسعة من الشركاء.

كان عام 2020 من أحر ثلاثة أعوام مسجلة على الإطلاق، على الرغم من التأثير التبريدي لظاهرة النينيا

عاصفة مزدوجة من الطقس المتطرف وجائحة كوفيد-19

نيويورك/ جنيف، 19 نيسان/ أبريل 2021 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) - عصف الطقس المتطرف وجائحة كوفيد-19 معاً بملايين الأشخاص في عام 2020. ومع ذلك، عجز التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالجائحة عن كبح عوامل تغيّر المناخ وتسارع آثاره، وفقاً لتقرير جديد أعدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وشبكة واسعة من الشركاء.

ويوثق التقرير عن حالة المناخ العالمي في عام 2020 مؤشرات النظام المناخي، بما فيها تركيزات غازات الاحتباس الحراري، وزيادة درجات الحرارة في البر والمحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد وتراجع الأنهار الجليدية، والطقس المتطرف. ويبرز الآثار على التنمية الاجتماعية الاقتصادية، والهجرة والنزوح، والأمن الغذائي، والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية.

وكان عام 2020 من أحر ثلاثة أعوام مسجلة على الإطلاق، على الرغم من التأثير التبريدي لظاهرة النينيا. إذ بلغ المتوسط العالمي لدرجات الحرارة نحو 1.2 درجة مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900). وكانت السنوات الست منذ عام 2015 أحر السنوات المسجَّلة على الإطلاق. وكان العقد الممتد من عام 2011 إلى عام 2020 أحر عقد مسجَّل على الإطلاق.

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس، إنه "مر 28 عاماً منذ أن أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أول تقرير عن حالة المناخ في عام 1993 بسبب الشواغل التي أثيرت آنذاك بشأن تغير المناخ المتوقع. وعلى الرغم من تزايد فهم النظام المناخي والقدرات الحاسوبية منذ ذلك الحين، فإن الرسالة الأساسية لا تزال نفسها وباتت لدينا 28 سنة أخرى من البيانات تُظهر زيادات كبيرة في درجات الحرارة فوق البر والبحر، فضلاً عن تغييرات أخرى مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد البحري والأنهار الجليدية، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار. ويؤكد ذلك مصداقية علم المناخ القائم على القوانين الفيزيائية التي تحكم سلوك النظام المناخي".

وقال البروفيسور تالاس أيضاً إن "كل المؤشرات المناخية الرئيسية والمعلومات عن الآثار الواردة في هذا التقرير تسلط الضوء على التغير المستمر وغير المنقطع للمناخ، وتزايد وقوع الظواهر المتطرفة واشتداد حدتها، وتفاقم الخسائر والأضرار الجسيمة التي تضر بالناس والمجتمعات والاقتصادات. وسيستمر الاتجاه السلبي للمناخ على مدى العقود المقبلة بغض النظر عن نجاحنا في التخفيف من حدة تغير المناخ. ولذلك، فمن المهم الاستثمار في التكيف. ومن أقوى طرائق التكيف الاستثمار في خدمات الإنذار المبكر وشبكات مراقبة الطقس. إذ تشهد بلدان عدة من أقل البلدان نمواً ثغرات كبيرة في أنظمة الرصد الخاصة بها، وتفتقر لأحدث خدمات الطقس والمناخ والماء".

وانضم البروفيسور تالاس إلى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، في إطلاق التقرير الرائد للمنظمة (WMO) في مؤتمر صحفي عُقد يوم 19 نيسان/ أبريل، أي قبل مؤتمر قمة القادة المعني بالمناخ الذي ستعقده الولايات المتحدة الأمريكية في يومَي 22 و23 نيسان/ أبريل. ويسعى الرئيس بايدن، من خلال هذا المؤتمر، إلى حشد الجهود التي تبذلها الاقتصادات الكبرى للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق أهداف اتفاق باريس بشأن تغير المناخ الرامية إلى الإبقاء على ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية في حدود أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية بحلول نهاية القرن، ودون 1.5 درجة مئوية إن أمكن ذلك.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن "هذا التقرير يُبيِّن أنه لم يعد لدينا وقت نضيعه. فالمناخ يتغير وآثاره باتت تكلف الناس والكوكب الكثير للغاية. وهذه هي سنة العمل. ويتعين على البلدان الالتزام بالوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. ويتعين عليها أن تقدِّم، قبل عقد الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في غلاسكو، خططاً مناخية وطنية طموحة تخفض، بحلول عام 2030، الانبعاثات العالمية بنسبة 45 في المائة مقارنةً بمستويات عام 2010. وعليها أن تتحرك الآن لحماية الناس من الآثار الكارثية لتغير المناخ".

Global mean temperature 04-21

وفي عام 2020، أضافت جائحة كوفيد-19 بعداً جديداً وغير مرحب به إلى المخاطر المتعلقة بالطقس والمناخ والماء، مع آثار مشتركة واسعة النطاق على صحة الإنسان ورفاهه. وأدت القيود المفروضة على التنقل، والركود الاقتصادي، والاضطرابات التي يشهدها القطاع الزراعي إلى تفاقم آثار الظواهر المناخية والأحوال الجوية المتطرفة على امتداد سلسلة الإمدادات الغذائية بأكملها، مما أدى إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وتباطؤ عمليات تقديم المساعدات الإنسانية. وأدت الجائحة أيضاً إلى اضطرابات في عمليات رصد الطقس وتعقيد الجهود الرامية إلى الحد من مخاطر الكوارث.

ويوضح التقرير كيف يشكل تغير المناخ خطراً على تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة عن طريق سلسلة متتالية من الظواهر المترابطة. إذ يمكن لتلك الظواهر أن تؤدي إلى تعزيز أو تفاقم أوجه عدم المساواة القائمة. وفضلاً عن ذلك، يوجد احتمال لظهور حلقات تأثير متبادل مستمرة تهدد بإدامة الحلقة المفرغة لتغير المناخ.

وقد استُمدت المعلومات المستخدمة في التقرير المذكور آنفاً من عدد كبير من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والمؤسسات المرتبطة بها، مثل المراكز الإقليمية المناخية. وتضم الجهات الشريكة من منظومة الأمم المتحدة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وصندوق النقد الدولي (IMF)، ولجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC)، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO).

والتقرير يحدِّث نسخة مؤقتة صدرت في كانون الأول/ ديسمبر 2020 وتصحبه خريطة سردية بشأن مؤشرات المناخ العالمي.

غازات الاحتباس الحراري

استمرت تركيزات غازات الاحتباس الحراري الرئيسية في الزيادة في عامَي 2019 و2020. ووفقاً للتقرير، تجاوز المتوسط العالمي للكسور الجزيئية لغاز ثاني أكسيد الكربون 410 أجزاء في المليون، وإذا اتبع تركيز ثاني أكسيد الكربون التوجه نفسه، فسيبلغ أو يتجاوز 414 جزءاً في المليون في عام 2021. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، أدى التباطؤ الاقتصادي إلى خفض مؤقت في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن لم يكن له أي تأثير ملحوظ في تركيزات الغلاف الجوي.

المحيطات

‏تمتص المحيطات نحو 23 في المائة من الانبعاثات السنوية البشرية المنشأ لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ. ومع ذلك، يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع مياه البحر، مما يقلل من درجة الحموضة ويؤدي إلى تحمض المحيطات. فيقلل ذلك من قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. ووفقاً للجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC)، استمر تحمض المحيطات وتناقص الأكسجين فيها، مما أضر بالنظم الإيكولوجية والحياة البحرية ومصائد الأسماك.

وتمتص المحيطات أيضاً أكثر من 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناتجة عن الأنشطة البشرية. وشهد عام 2019 أعلى محتوى حرارة في المحيطات على الإطلاق، ومن المرجح أن يستمر هذا التوجه في عام 2020. ووفقاً لمرفق كوبرنيكوس البحري التابع للاتحاد الأوروبي، كان معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات على مدى العقد الماضي أعلى من المتوسط الطويل الأجل، مما يشير إلى استمرار امتصاص الحرارة الناتجة عن غازات الاحتباس الحراري.

وشهدت أكثر من 80 في المائة من مساحة المحيطات موجة حرارة بحرية واحدة على الأقل. وكانت نسبة المحيطات التي شهدت موجات حرارة بحرية "قوية" (45 في المائة) أعلى من تلك التي شهدت موجات حرارة بحرية "معتدلة" (28 في المائة).

Global mean sea level

وقد ارتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر في سجل القياسات بمقياس الارتفاع (منذ عام 1993). وشهد مؤخراً ارتفاعاً بمعدل أعلى، ويرجع ذلك جزئياً إلى زيادة ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند وأنتاركتيكا. ومن المرجح أن يكون الانخفاض الطفيف في متوسط مستوى سطح البحر في العالم في صيف عام 2020 مرتبطاً بتغير أحوال ظاهرة النينيا. وبوجه عام، استمر متوسط مستوى سطح البحر العالمي في الزيادة في عام 2020.

‏الغلاف الجليدي

منذ منتصف الثمانينات، ارتفعت درجات حرارة الهواء السطحي في منطقة القطب الشمالي أسرع من المتوسط العالمي بمرتين على الأقل. وقد يكون لذلك عواقب جسيمة على النظم الإيكولوجية في منطقة القطب الشمالي فضلاً عن المناخ العالمي بسبب الآثار المتبادلة المتنوعة مثل ذوبان التربة الصقيعية التي تطلق غاز الميثان في الغلاف الجوي.

وبلغت الرقعة الدنيا للجليد البحري في منطقة القطب الشمالي في عام 2020 بعد ذوبان الصيف 3.74 مليون كيلومتر مربع، وهي المرة الثانية فقط على الإطلاق التي تنحسر فيها تلك الرقعة إلى أقل من 4 ملايين كيلومتر مربع. ورُصدت درجات قياسية من تقلص رقعة الجليد البحري في شهرَي تموز/ يوليو وتشرين الأول/ أكتوبر. وأدت درجات الحرارة المرتفعة القياسية في شمال الدائرة القطبية الشمالية في سيبيريا إلى تسارع ذوبان الجليد البحري في بحر سيبيريا الشرقي وبحر لابتيف اللذين شهدا موجة حرارة بحرية مطولة. وكان تراجع الجليد البحري في بحر لابتيف خلال صيف عام 2020 أول تراجع يُرصد في عصر السواتل.

واستمر تفاقد كتلة الغطاء الجليدي لغرينلاند. وعلى الرغم من أن توازن الكتلة السطحية كان قريباً من المتوسط الطويل الأجل، فقد كان فقدان الجليد بسبب انفصال الجبال الجليدية أقرب إلى أعلى مستوى سجلته السواتل على مدى 40 عاماً. إذ فُقد نحو 152 غيغاطناً من جليد الغطاء الجليدي في غرينلاند بين شهرَي أيلول/ سبتمبر 2019 وآب/ أغسطس 2020.

وظلت رقعة الجليد البحري في أنتاركتيكا قريبة من المتوسط الطويل الأجل. ومع ذلك، أظهر الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا توجهاً قوياً نحو فقدان الكتلة منذ أواخر التسعينيات. وقد تسارع هذا التوجه في عام 2005 تقريباً، وباتت أنتاركتيكا تفقد حالياً ما بين 175 و225 غيغاطناً في السنة تقريباً بسبب زيادة معدلات تدفق الأنهار الجليدية الرئيسية في غرب أنتاركتيكا وشبه جزيرة أنتاركتيكا.

ويعادل فقدان 200 غيغاطن من الجليد في السنة ضعف التصريف السنوي لنهر الراين في أوروبا تقريباً.

Arctic sea ice extent

الفيضانات وحالات الجفاف

هطلت أمطار غزيرة وفيضانات واسعة النطاق على أجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا في عام 2020. وأثرت الأمطار الغزيرة والفيضانات في جزء كبير من منطقة الساحل ومنطقة القرن الأفريقي الكبرى، مما أدى إلى تفشي الجراد الصحراوي. وشهدت شبه القارة الهندية والمناطق المجاورة، والصين، وجمهورية كوريا واليابان، وأجزاء من جنوب شرق آسيا، معدلات سقوط أمطار عالية بشكل غير عادي في أوقات مختلفة من السنة.

وأثر الجفاف الشديد في أجزاء عديدة من المناطق الداخلية من أمريكا الجنوبية في عام 2020، وكانت المناطق الأكثر تضرراً هي شمال الأرجنتين وباراغواي والمناطق الحدودية الغربية في البرازيل. وقُدِّرت الخسائر الزراعية بنحو 3 مليارات دولار أمريكي في البرازيل، مع تكبد الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي خسائر إضافية.

واستمر الجفاف الطويل الأجل في أجزاء من جنوب القارة الأفريقية، ولا سيما في مقاطعتي كيب الشمالية وكيب الشرقية في جنوب أفريقيا، على الرغم من أن أمطار الشتاء ساعدت في استمرار التعافي من ظاهرة الجفاف المتطرف التي بلغت ذروتها في عام 2018.

الحرارة والحرائق

في عام 2020، كانت درجات الحرارة في جزء كبير من المنطقة القطبية الشمالية السيبيرية أعلى من المتوسط بأكثر من 3 درجات مئوية، مع تسجيل درجة حرارة قياسية بلغت 38 درجة مئوية في بلدة فيرخويانسك. ورافق ذلك حرائق غابات مطولة وواسعة النطاق.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، اندلع أكبر حريق سُجل على الإطلاق في أواخر الصيف والخريف. وساهم الجفاف الواسع النطاق في اندلاع الحرائق، إذ كانت الفترة الممتدة من تموز/ يوليو إلى أيلول/ سبتمبر أحر وأجف فترة مسجلة في الجنوب الغربي. وبلغت درجة الحرارة في وادي الموت بكاليفورنيا 54.4 درجة مئوية في 16 آب/ أغسطس، وهي أعلى درجة حرارة معروفة في العالم في السنوات الثمانين الماضية على الأقل.

وفي منطقة البحر الكاريبي، حدثت موجات حر كبيرة في نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر. وسجلت كوبا درجة حرارة وطنية قياسية جديدة بلغت 39.7 درجة مئوية في 12 نيسان/ أبريل. وسجلت دومينيكا وغرينادا وبورتوريكو معدلات وطنية أو إقليمية قياسية في موجات الحرارة في شهر أيلول/ سبتمبر.

وحطمت أستراليا الأرقام القياسية للحرارة في أوائل عام 2020، بما في ذلك أعلى درجة حرارة مرصودة في المناطق الحضرية الأسترالية، في غرب سيدني عندما وصلت درجة الحرارة في مدينة بنريث إلى 48.9 درجة مئوية.

وكان الصيف حاراً جداً في أجزاء من شرق آسيا. إذ عادلت هاماماتسو (41.1 درجة مئوية) درجة الحرارة القياسية الوطنية في اليابان في 17 آب/ أغسطس.

وشهدت أوروبا جفافاً وموجات حر خلال صيف 2020، ولكنها لم تكن عامةً بالشدة نفسها التي شهدتها في عامَي 2018 و2019. وفي شرق البحر المتوسط، سُجلت أرقام قياسية غير مسبوقة في القدس (42.7 درجة مئوية) وإيلات (48.9 درجة مئوية) في 4 أيلول/ سبتمبر، بعد موجة حر اجتاحت الشرق الأوسط في أواخر تموز/ يوليو، بلغت خلالها درجة الحرارة 52.1 درجة مئوية في مطار الكويت و51.8 درجة مئوية في بغداد.

الأعاصير المدارية

tropical cyclones

مع وجود 30 عاصفة مسماة، شهد موسم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي لعام 2020 أكبر عدد من العواصف المسماة المسجلة. إذ سُجِّل رقم قياسي ببلوغ 12 عاصفة اليابسة في الولايات المتحدة الأمريكية، مما حطم الرقم القياسي السابق وهو تسع عواصف. وقد بلغ إعصار لورا درجة الشدة 4 ووصل إلى اليابسة في 27 آب/ أغسطس في غرب لويزيانا، مما أدى إلى أضرار جسيمة وخسائر اقتصادية بلغت 19 مليار دولار أمريكي. وأدى إعصار لورا أيضاً، أثناء تشكله، إلى فيضانات أحدثت أضراراً واسعة النطاق في هايتي والجمهورية الدومينيكية.

وكانت العاصفة الأخيرة من الموسم، وهي عاصفة إيوتا، أشد عاصفة إذ بلغت درجة الشدة 5 قبل أن تصل إلى اليابسة في أمريكا الوسطى.

وكان إعصار أمفان الذي وصل إلى اليابسة في 20 أيار/ مايو بالقرب من الحدود بين الهند وبنغلاديش، أكثر الأعاصير المدارية تكلفة على الإطلاق بالنسبة لشمال المحيط الهندي، إذ بلغت الخسائر الاقتصادية المُبلغ عنها في الهند نحو 14 مليار دولار أمريكي.

وكان أقوى إعصار مداري هذا الموسم هو إعصار غوني (رولي). إذ عبر شمال الفلبين في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر بسرعة رياح متوسطة على مدى 10 دقائق بلغت 220 كيلومتراً في الساعة (أو أكثر) قبل بلوغ اليابسة، فكان من أشد الأعاصير التي تبلغ اليابسة على الإطلاق.

وتسبب إعصار هارولد المداري في أضرار كبيرة في جزر فانواتو الشمالية في 6 نيسان/ أبريل، حيث ألحق أضراراً بنحو 65 في المائة من السكان وأسفر عن أضرار في فيجي وتونغا وجزر سليمان.

وجلبت عاصفة أليكس في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر رياحاً شديدة إلى غرب فرنسا مع هبوب رياح وصلت سرعتها إلى 186 كم/ الساعة، في حين غطت الأمطار الغزيرة منطقة واسعة. وكان يوم 3 تشرين الأول/ أكتوبر أكثر الأيام رطوبة في المملكة المتحدة بمتوسط وطني قدره 31.7 ملم، في حين هطلت أمطار غزيرة بالقرب من ساحل البحر المتوسط على جانبي الحدود الفرنسية الإيطالية حيث تجاوز إجمالي الأمطار على مدى 24 ساعة 600 ملم في إيطاليا و500 ملم في فرنسا.

وشملت العواصف المتطرفة الكبرى الأخرى عاصفة برد في كالغاري (كندا) في 13 حزيران/ يونيو، تجاوزت بعدها الخسائر المؤمن عليها مليار دولار أمريكي، وعاصفة برد في طرابلس (ليبيا) في 27 تشرين الأول/ أكتوبر حيث بلغ سمك البرد فيها 20 سم وصحبتها أحوال جوية باردة غير عادية.

آثار جائحة كوفيد-19

وفقاً للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تضرر أكثر من 50 مليون نسمة من الكوارث المرتبطة بالمناخ (الفيضانات والجفاف والعواصف) فضلاً عن جائحة كوفيد-19 في عام 2020. وأدت جائحة كوفيد-19 أيضاً إلى تفاقم حالات انعدام الأمن الغذائي وأضافت طبقة أخرى من المخاطر إلى عمليات الإجلاء والإنعاش والإغاثة المتصلة بالظواهر الشديدة التأثير.

وتسبب إعصار هارولد، الذي ضرب فيجي وجزر سليمان وتونغا وفانواتو وكان من أقوى العواصف المسجلة على الإطلاق في جنوب المحيط الهادئ، في نزوح نحو 99 500 شخص. وبسبب عمليات الإغلاق والحجر الصحي الناتجة عن جائحة كوفيد-19، تعرقلت عمليات الاستجابة والإنعاش مما أدى إلى تأخيرات في توفير المعدات والمساعدات.

ففي الفلبين، على الرغم من إجلاء أكثر من 180 000 شخص بصورة استباقية قبل إعصار فونغفونغ (أمبو) المداري في منتصف أيار/ مايو، أدت ضرورة اتخاذ تدابير التباعد الاجتماعي إلى عدم إمكانية نقل السكان بأعداد كبيرة واستخدام نصف سعة استيعاب مراكز الإجلاء فقط.

وفي شمال أمريكا الوسطى، كان نحو 5.3 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية منهم 560 000 من النازحين داخلياً قبل بداية الجائحة. ولذلك، شهدت عمليات الاستجابة لإعصاري إيتا ويوتا ظروف ضعف معقدة ومترابطة.

انعدام الأمن الغذائي

food insecurity

بعد عقود من التراجع، أدت الصراعات والتباطؤ الاقتصادي فضلاً عن تقلبية المناخ وظواهر الطقس المتطرفة إلى تفاقم حالات انعدام الأمن الغذائي منذ عام 2014. وعاني نحو 690 مليون شخص، أي 9 في المائة من سكان العالم، من نقص التغذية، وعانى نحو 750 مليون شخص، أي زهاء 10 في المائة، من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2019. وبين عامَي 2008 و2018، كلفت آثار الكوارث القطاعات الزراعية في اقتصادات البلدان النامية أكثر من 108 مليارات دولار من المحاصيل والماشية المفقودة أو التالفة. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، زاد عدد الأشخاص المصنفين على أنهم يعانون أزمات وحالات طوارئ ومجاعات إلى نحو 135 مليون شخص في 55 بلداً.

وقد شلت آثار جائحة كوفيد-19 الزراعة والنظم الغذائية، مما أضر بمسارات التنمية والنمو الاقتصادي. وفي عام 2020، أضرت الجائحة مباشرةً بالعرض والطلب الغذائيين، مع حدوث اضطرابات في سلاسل الإمداد المحلية والوطنية والعالمية، مما أخل بالقدرة على الحصول على المحاصيل الزراعية والموارد والخدمات اللازمة للحفاظ على الإنتاجية الزراعية وضمان الأمن الغذائي. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ظهرت تحديات كبيرة أمام إدارة انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم نتيجة للقيود المفروضة على الحركة والتي تفاقمت بسبب الكوارث المتصلة بالمناخ.

النزوح

وفقاً لمركز رصد النزوح الداخلي، تسببت الأحداث المتعلقة بالطقس، على مدى العقد الماضي (2019-2010)، في نزوح نحو 23.1 مليون شخص في المتوسط كل سنة، معظمهم داخل الحدود الوطنية. وسُجِّل خلال النصف الأول من عام 2020 نحو 9.8 مليون حالة نزوح تُعزى إلى حد كبير إلى الأخطار والكوارث الناجمة عن الأرصاد الجوية الهيدرولوجية، وتركزت أساساً في جنوب وجنوب شرق آسيا والقرن الأفريقي.

ومن المتوقع أن تؤدي الظواهر التي وقعت في النصف الثاني من العام، بما في ذلك حالات النزوح المرتبطة بالفيضانات في جميع أنحاء منطقة الساحل، وموسم الأعاصير النشط في المحيط الأطلسي، وآثار الأعاصير في جنوب شرق آسيا، إلى جعل مجموع الحالات هذا العام قريباً من المتوسط المسجَّل على مدى العقد.

ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، فإن العديد من حالات النزوح الناجمة عن الظواهر الهيدرولوجية قد أصبحت طويلة أو مطولة بالنسبة للأشخاص غير القادرين على العودة إلى ديارهم السابقة أو الذين يفتقرون لأي خيار للاندماج محلياً أو الاستقرار في أماكن أخرى. وقد يتعرض هؤلاء الأشخاص أيضاً للتهجير المتكرر، مما لا يمهلهم سوى القليل من الوقت للتعافي بين صدمة وأخرى.

الدروس المستفادة والفرص المتاحة لتعزيز العمل المناخي

وفقاً لصندوق النقد الدولي (IMF)، فإن الركود العالمي الحالي الناجم عن جائحة كوفيد-19 قد يجعل من الصعب وضع السياسات اللازمة للتخفيف من آثار تغير المناخ، ولكنه يتيح أيضاً فرصاً لوضع الاقتصاد على مسار أكثر اخضراراً من أجل تعزيز الاستثمار في البنى التحتية العامة الخضراء والقادرة على الصمود، ومن ثم دعم الناتج المحلي الإجمالي والعمالة خلال مرحلة الإنعاش.

ويمكن لسياسات التكيف الرامية إلى تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، مثل الاستثمار في البنى التحتية الأساسية المقاومة للكوارث ونظم الإنذار المبكر، وتقاسم المخاطر من خلال الأسواق المالية، وتطوير شبكات السلامة الاجتماعية، أن تحد من أثر الصدمات المتصلة بالطقس وتساعد الاقتصاد على التعافي بشكل أسرع.

logos

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell 41797091397

‏ملاحظات للمحررين

سيُصدر التقرير إبّان مؤتمر صحفي سيُعقد مع الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، والأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، البروفيسور بيتيري تالاس، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في الساعة 1130 بالتوقيت الشرقي (أي 1630 بتوقيت غرينيتش أو 1730 بتوقيت وسط أوروبا) من يوم 19 نيسان/ أبريل. ويمكن مشاهدة بث مباشر على شبكة الإنترنت عبر قناة الأمم المتحدة التلفزيونية: http://webtv.un.org/

ويمكن الاطلاع على المواد الرقمية عبر هذا الرابط وعلى الخريطة السردية عبر هذا الرابط.

والمعلومات المستخدمة في هذا التقرير مستمدة من عدد كبير من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) والمؤسسات المرتبطة بها، فضلاً عن المراكز المناخية الإقليمية، والبرنامج العالمي للبحوث المناخية (WCRP)، والمراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW)، والمراقبة العالمية للغلاف الجليدي (GCW) ودائرة كوبرنيكوس المعنية بتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي. وتضم الجهات الشريكة من منظومة الأمم المتحدة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وصندوق النقد الدولي (IMF)، ولجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC)، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).

وتعرب المنظمة (WMO) عن امتنانها لكل الجهود الكبيرة المبذولة لجعل هذا التقرير مصدراً موثوقاً به للمعلومات عن حالة المناخ وتأثيراته. وتعرب عن امتنانها بوجه خاص لمكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة الذي عمل بوصفه المؤلف الرئيسي لهذا التقرير.

ويرد المتوسط العالمي لدرجات الحرارة باعتباره متوسط خمس مجموعات بيانات مدرجة أدناه. ويُعبر عن الشذوذ في المتوسط العالمي لدرجات الحرارة قياساً بمتوسط الفترة 1850-1900.

‏وتستخدم المنظمة (WMO) مجموعات بيانات (تستند إلى بيانات مناخية شهرية من مواقع رصد تابعة لأعضاء المنظمة (WMO))، أعدتها وصانتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بالولايات المتحدة، ومعهد غودارد للدراسات الفضائية التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA)، ومركز هادلي التابع لدائرة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، ووحدة أبحاث المناخ في جامعة إيست أنغليا بالمملكة المتحدة.

و‏تستخدم أيضاً مجموعات بيانات إعادة التحليل من المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) ودائرة كوبرنيكوس المعنية بتغيّر المناخ التابعة له، ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية. وتجمع هذه الطريقة ملايين الرصدات الجوية والبحرية، بما في ذلك من السواتل، في نماذج لإنتاج إعادة تحليل كامل للغلاف الجوي. ودمج الرصدات مع النماذج يمكِّن من تقدير درجات الحرارة في أي وقت وفي أي مكان في العالم، حتى في المناطق التي تشح فيها البيانات، مثل المناطق القطبية.

وتُستخدم مجموعات البيانات المعترف بها دولياً في جميع المؤشرات المناخية الرئيسية الأخرى. وترد التفاصيل الكاملة في التقرير.