الشراكة العالمية تحث على تعزيز الاستعداد للطقس الحار خلال فيروس كورونا (COVID-19)

28 أيار/ مايو 2020

مع دخول نصف الكرة الشمالي في موسم حار قياسي آخر وفق التوقعات، دعت شبكة من خبراء الصحة والمناخ إلى تعزيز الاستعداد للحفاظ على سلامة الناس في الطقس الحار دون زيادة خطر انتشار فيروس كورونا (COVID-19).

مع دخول نصف الكرة الشمالي في موسم حار قياسي آخر وفق التوقعات، دعت شبكة من خبراء الصحة والمناخ إلى تعزيز الاستعداد للحفاظ على سلامة الناس في الطقس الحار دون زيادة خطر انتشار فيروس كورونا (COVID-19).

إن الجائحة المستشرية تفاقم المخاطر الصحية للطقس الحار على كثير من الناس، ومنهم المعرضون أيضاً لخطر الإصابة بفيروس كورونا (COVID-19). وبالتالي، يلزم على البلدان والمجتمعات المحلية الاستعداد بدءاً من الآن لصيف حار، وفقاً لما قاله خبراء من الشبكة العالمية لمعلومات الحرارة والصحة (GHHIN).

وسيلزم أيضاً تبني استراتيجيات معدلة للاتصالات والتوعية - مثل الخروج من المنازل التي تشكل سخونتها خطراً للأماكن العامة الأكثر برودة والمكيفة، والقيام بزيارات منزلية للاطمئنان على الأشخاص المعرضين للخطر، وتلقي الرعاية الطبية العاجلة بمجرد ظهور علامات الإجهاد الحراري - لأن الإجراءات المشتركة للحد من الأمراض والوفيات المتصلة بالحرارة قد يتعذر اتخاذها أو قد تكون متناقضة مع توصيات وبروتوكولات الصحة العامة للحد من انتقال فيروس كورونا (COVID-19).

ولمساعدة الحكومات والعاملين في مجال الصحة على الاستعداد لهذه التهديدات المركبة للصحة العامة، أُعدت مجموعة نشرات إعلامية لمساعدة صناع القرار المحليين على الحصول على مزيد من المعلومات عن كيفية إدارة المخاطر الصحية للطقس الحار خلال فيروس كورونا (COVID-19).

وتتضمن مجموعة النشرات الإعلامية موجزاً فنياً عن حماية الصحة من الطقس الحار خلال فيروس كورونا (COVID-19)، وأسئلة وأجوبة بشأن القضايا الرئيسية، وقوائم مرجعية للتخطيط. ويجري إصدار هذه المجموعة خلال حلقة دراسية شبكية في 26 أيار/ مايو، يستضيفها المكتب الإقليمي لأوروبا التابع لمنظمة الصحة العالمية (WHO) بشأن الوقاية من آثار الحرارة على الصحة في سياق فيروس كورونا (COVID-19).

وتتناول الحلقة الشبكية المواضيع التالية:

1.        السكان الضعفاء
2.        معدات الحماية الشخصية والإجهاد الحراري
3.        العاملون الصحيون والإجهاد الحراري
4.        مقارنة الحمى بالإجهاد الحراري
5.        تكييف الهواء والتهوية
6.        خيارات التبريد ضعيفة التكنولوجيا
7.        الاتصالات والتوعية
8.        الأماكن الباردة في الهواء الطلق
9.        الأحياء العشوائية
10.      الخدمات الاجتماعية
11.      مراكز التبريد
12.      الموسمية والطقس
13.      الأوزون، والحرارة، وفيروس كورونا (COVID-19)

والشبكة العالمية لمعلومات الصحة والحرارة عبارة عن شراكة طوعية من العلميين وخبراء السياسات يدعو إلى عقدها المكتب المشترك بين المنظمة (WHO) والمنظمة (WMO) والمعني بالمناخ والصحة، ومكتب برنامج المناخ التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في الولايات المتحدة. ومن بين الشركاء المتعاونين الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، ومجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، وشبكة المدن الأربعين المعنية بالمناخ (C40)، فضلاً عن مؤسسات أكاديمية، وهيئات الصحة العامة، ومرافق الأرصاد الجوية من عشرات البلدان.

تغير المناخ وموجات الحر

أصبحت موجات الحر أكثر تواتراً وشدة لأن تركيزات غازات الاحتباس الحراري تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مع تزايد الخسائر المرتبطة بتلك الموجات على صحة الإنسان والنظم الصحية. وفي عام 2018، شهد الأشخاص المعرضون للخطر الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً زيادة قياسية في حالات التعرض لموجة الحر بلغت 220 مليون حالة، مقارنة بمتوسط خط الأساس للفترة 2005-1986، وفقاً لبيان المنظمة (WMO) بشأن حالة المناخ العالمي في عام 2019.

وهكذا، شهدت أوروبا موجتين حر هامتين في حزيران/ يونيو وأواخر تموز/ يوليو 2019. فسجلت فرنسا رقماً قياسياً جديداً قدره 46.0 درجة مئوية في 28 حزيران/ يونيو خلال موجة الحر التي ألمَّت بجنوب غرب ووسط أوروبا. كما تأثر جزء كبير من وسط وغرب أوروبا بموجة الحر في أواخر تموز/ يوليو. وفي هولندا، اقترنت هذه الموجة بعدد 2964 حالة وفاة، أي بزيادة تناهز 400 حالة وفاة عن متوسط أي أسبوع صيفي. وسجلت فرنسا بين بداية حزيران/ يونيو ومنتصف أيلول/سبتمبر أكثر من 20000 حالة في غرف الطوارئ و5700 زيارة طبية منزلية بسبب أمراض ذات صلة بالحرارة، وفقاً لتقرير المنظمة (WMO) الذي تضمَّن مدخلات من المنظمة (WHO) ومن مجموعة كبيرة من الشركاء الآخرين.

تفاعلات فيروس كورونا (COVID-19) مع الطقس الحار

في حين أن الظروف البيئية تؤدي على الأرجح دوراً محدوداً في تحديد مكان وتوقيت انتقال فيروس كورونا (COVID-19)، فإن الطقس الحار يمكن أن يضاعف الآثار ويفاقم النتائج بالنسبة للمصابين بالكورونا، ويمكن أن يزيد من معدلات انتقال العدوى مع تجمع الناس في الهواء الطلق وفي الأماكن العامة. كما يمكن للحالات الإضافية للمصابين بالإجهاد الحراري أن تضع ضغطاً على نظم الرعاية الصحية والنظم الحرجة الأخرى في وقت يكون فيه عدد كبير من هذه النظم على شفا الانهيار بالفعل. وفي المناطق المتأثرة بارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا (COVID-19)، يمكن أن تسفر موجة حر شديدة عن عدد كبير من الإصابات وعن آثار صحية هامة.

وقد زاد فيروس كورونا (COVID-19) من مخاطر الطقس الحار على عدد كبير من الفئات المعرضة للخطر والمعرضة للإصابة بكل من فيروس كورونا (COVID-19) والإجهاد الحراري. ونتيجة لفقدان الوظائف وتمديد أوامر البقاء في المنازل، قد يتعرض الأشخاص الذين يعتبرون معرضين لخطر الإصابة بأمراض تتصل بالحر لظروف اجتماعية واقتصادية أكثر سوءاً.

والخوف العام من طلب الرعاية الصحية خلال فيروس كورونا (COVID-19) قد يؤخر الحصول على هذه الرعاية للأمراض غير المتصلة بفيروس كورونا (COVID-19)، حتى عندما تمس الحاجة إلى هذه الرعاية. ويمكن أن يؤدي هذا النوع من التصور والسلوك إلى وفيات يمكن تفاديها بين الأشخاص الضعفاء الذين يقيمون في أماكن دون تبريد كافٍ، ولا يغادرون منازلهم بحثاً عن أماكن أكثر برودة أو عن الرعاية الصحية.

ما هي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها؟

يمكن الوقاية من جميع الأمراض والوفيات المتصلة بالحرارة، ولكن في سياق فيروس كورونا (COVID-19) ينبغي تكييف النُهُج بما يلائم السياقات المحلية، ويلزم اتخاذ إجراءات للاتصالات والتوعية، والتنسيق والتأهب.

وعلى المستوى الحكومي، ينبغي البدء الآن في زيادة التنسيق والتأهب للحرارة، بما في ذلك استعراض وتعديل الخطط الخاصة بالحرارة والتوجيه المحلي، قبل بدء موسم الحرارة.

وفي قطاع الرعاية الصحية، ينبغي تدريب العاملين في المجال الطبي وغيرهم ممن يعملون في خط المواجهة الأول على مراقبة حالات الإجهاد الحراري المحتملة، وينبغي أن يكونوا على علم بالمخاطر الحرارية الإضافية التي قد يواجهونها هم ذاتهم عند ارتداء معدات الحماية الشخصية والعمل في ظروف حارة.

وقد أعلنت السيدة Joy Shumake-Guillemot، رئيسة المكتب المشترك بين المنظمة (WHO) والمنظمة (WMO) والمعني بالمناخ والصحة، والمنسقة المشاركة للشبكة (GHHIN) أن "خفض عدد الأشخاص المصابين بأمراض ذات صلة بالحرارة ينبغي أن يكون من بين الأولويات للمساعدة في الحد بأقصى قدر من حالات الدخول إلى المستشفيات الممتلئة بالفعل."

وأضافت "من المحتمل أن تواجه مجالس المدن والمهنيون الصحيون خيارات صعبة بشأن كيفية تحقيق توازن بين منع انتشار العدوى، والحفاظ على سلامة الناس في ظل ظروف الحر الخطير التي قد يعيشون فيها". ويأمل المساهمون والمراجعون من أكثر من 25 بلداً أن يساعدوا من خلال هذه المجموعة من النشرات الإعلامية تلك المجالس وهؤلاء المهنيين على التفكير في خياراتهم واتخاذ قراراتهم بشكل مستنير."

وفي الحلقة الدراسية الشبكية، التي يستضيفها المكتب الإقليمي لأوروبا التابع للمنظمة (WHO) بشأن الوقاية من الآثار الصحية المترتبة على الحرارة في سياق فيروس كورونا (COVID-19)، أعربت الدكتورة Shumake-Guillemot عن الشواغل الرئيسية التي تساور شبكة الخبراء، والاعتبارات المتعلقة بالعمل الوقائي، إلى جانب شركاء من عدد من هيئات الصحة العامة الأوروبية الذين قدموا أمثلة ذاتية لمعالجة المخاطر الصحية الناجمة عن الطقس الحار في أثناء فيروس كورونا (COVID-19).

ويمكن الوصول إلى الحلقة الشبكية، التي ستُعقد الساعة 1100 بالتوقيت الصيفي لوسط أوروبا في 26 أيار/ مايو، هنا. كما يمكن الاطلاع على المجموعة الكاملة للنشرات الإعلامية هنا.

موارد المنظمة (WHO) عن فيروس كورونا (COVID-19( متاحة هنا
https://www.who.int/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019

الشبكة العالمية لمعلومات الصحة والحرارة في سطور

الشبكة العالمية لمعلومات الصحة والحرارة منتدى مستقل وطوعي يوجهه الأعضاء ومؤلف من علميين وممارسين وصانعي السياسات، ويركز على تحسين القدرة على حماية السكان من المخاطر الصحية الناجمة عن الحرارة المتطرفة، والتي يمكن تجنبها في ظل مناخ متغير. وتعزز الشبكة القائمة على تقديم حلول تبادل الموارد والمعلومات، وتشجع التعلم التعاوني وبناء الشراكات بين الأعضاء، وتسعى إلى تعزيز أدوات اتخاذ القرار على أساس فني وعلمي من أجل تحسين إدارة مخاطر الحرارة. وقد اتخذ زمام هذه المبادرة المكتب المشترك بين المنظمة (WHO) والمنظمة (WMO) والمعني بالمناخ والصحة، ومكتب برنامج المناخ التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في الولايات المتحدة. ويمكنكم الانضمام إلى القائمة البريدية للشبكة للحصول على الأخبار الشهرية عن الصحة والحرارة، ومعلومات عن الفصول الدراسية الرئيسية والحوارات والندوات الإلكترونية القادمة. www.ghhin.org

جهات الاتصال الصحفية:

Joy Shumake-Guillemot، المكتب المشترك بين المنظمة (WHO) والمنظمة (WMO) والمعني بالمناخ والصحة jshumake-guillemot@wmo.int

Jake Thompson، مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية jthompson@nrdc.org

Alison Freebairn، الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر alison.freebairn@ifrc.org

    شارك: