عاصفة رملية ترابية تلم بأوروبا

22 شباط/ فبراير 2021

هجمة شرسة للرمال والأتربة الآتية من الصحراء الكبرى غيّرت شكل السماء والمشهد العام في أوروبا في نهاية الأسبوع، في يومي 6 و7 شباط/ فبراير، مما ترتب عليه آثار كبيرة على البيئة والصحة. وأبرزت هذه الظاهرة مجدداً أهمية التنبؤ الدقيق بهذا الخطر العابر للحدود، وإصدار تحذيرات بشأنه.

هجمة شرسة للرمال والأتربة الآتية من الصحراء الكبرى غيّرت شكل السماء والمشهد العام في أوروبا في نهاية الأسبوع، في يومي 6 و7 شباط/ فبراير، مما ترتب عليه آثار كبيرة على البيئة والصحة. وأبرزت هذه الظاهرة مجدداً أهمية التنبؤ الدقيق بهذا الخطر العابر للحدود، وإصدار تحذيرات بشأنه.

EU Sentinel2 image of the Pyrénées, covered in sand 8.2.2021

وقد تنبأ بهذه الظاهرة بدقة مركز برشلونة للتنبؤ بالأتربة، التابع لنظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية وتقييمها (SDS-WAS) التابع للمنظمة (WMO)، والذي يعمل كمركز إقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا (NAMEE). ويسعى النظام (SDS-WAS) إلى تقديم خدمات تشغيلية للتنبؤ والإنذار في مناطق مختلفة من العالم بطريقة منسقة عالمياً من أجل الحد من آثار هذه العواصف على البيئة والصحة والاقتصاد.

وتقول السيدة Sara Basart، العاملة في مركز برشلونة للحوسبة الفائقة، الذي يعمل بمثابة مركز تشغيلي: "كنا على علم مسبق بهذه الظاهرة. وتنبأت النماذج بالظاهرة بشكل جيد حقاً".

لقد بدأت العاصفة الرملية والترابية في 5 شباط/ فبراير في شمالي الجزائر، وأدت إلى انخفاض الرؤية إلى 800 متر. ثم انتقلت جزيئات الغبار عبر الغلاف الجوي إلى جنوب شرق إسبانيا، ومنه إلى جنوب ووسط أوروبا، وحولت لون السماء إلى الأصفر، وغطت المباني والسيارات بالرمال والأتربة، وكست الثلوج المتراكمة على سلاسل جبال البرانس والألب بالرمال.

وفي 8 شباط/ فبراير، وصل التراب الذي اقتحم الأجواء إلى شرق البحر المتوسط. كما شهدت منطقة الساحل الأفريقي، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً في العالم، تركيزاً كبيراً للتراب السطحي.

وصرح السيد Slobodan Nikovic، أحد أعضاء اللجنة التوجيهية للنظام (SDS-WAS) العالمي، ورئيس الفريق التوجيهي الإقليمي لعقدة الاتصال (SDS-WAS NAMEE): "إن الأمر لا يقتصر على مجرد اتساخ النوافذ أو السيارات. فالعواصف الرملية والترابية تسبب مشاكل أكبر من ذلك بكثير".

وعلَّق السيد Mark Parrington، كبير العلميين في خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي، قائلاً: "لقد جلبت هذه السحب الترابية في طياتها كميات كبيرة من الجزئيات السطحية التي يقل قطرها عن 10 ميكرومترات (PM10)، وتسببت في ارتفاع قيم العمق الضوئي للهباء الجوي. لقد شهدنا انخفاضاً كبيراً في قيم جودة الهواء في المناطق المتضررة. إن تأثير السحب الترابية الصحراوية واضح جلي في الحقيقة على موقعنا الشبكي بالنسبة إلى المدن المتضررة، مثل برشلونة ومرسيليا. ويمكن استخدام موقعنا المصغر المخصص لمراقبة جودة الهواء في سياق فيروس كورونا (COVID-19) لمعرفة تأثير الظاهرة".

إن العواصف الرملية والترابية تندرج في إطار المخاطر الجوية الشائعة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وعادة ما تنجم عن العواصف الرعدية – أو منحنيات الضغط القوي المرتبطة بالأعاصير – التي تزيد من سرعة الرياح فوق منطقة كبيرة.

Sand storm hits Europe 6.2.2021

‏وينبعث في الغلاف الجوي سنوياً زهاء ‎2000‏ مليون طن من التراب. وجزء كبير من هذه العملية أمر طبيعي، ولكن شطراً كبيراً منها ينجم عن سوء إدارة المياه والأراضي.

وقد أدرك العلميون خلال العقد الماضي آثار هذه العواصف على المناخ وصحة الإنسان والبيئة، وعلى قطاعات اجتماعية واقتصادية كثيرة.

وأعضاء المنظمة ‎(WMO)‏ في طليعة الجهات التي تقيِّم هذه الآثار وتُعد نواتج يُسترشد بها في إعداد سياسات للاستعداد لهذه الآثار والتكيف معها والتخفيف من حدتها. وقد ‏استهلت المنظمة ‎(WMO)‏ مشروع العواصف الرملية والترابية في ‎2004‏، وأطلقت النظام ‎(SDS-WAS)‏ في ‎2007‏. كما أن المنظمة ‎(WMO)‏ طرف في تحالف تابع للأمم المتحدة لمكافحة العواصف الرملية والترابية.

وتقدم حالياً أكثر من 20 منظمة تنبؤات يومية عالمية أو إقليمية بالأتربة في مناطق جغرافية مختلفة، بما في ذلك 7 نماذج عالمية وأكثر من 15 نموذجاً إقليمياً تساهم في النظام ‎(SDS-WAS)‏. ويضم هذا النظام دوائر بحثية وجماعات المستخدمين (من قطاعات مثل الصحة والطاقة والنقل والطيران والزراعة).

ويوجد حالياً ثلاث عقد اتصال إقليمية للنظام ‎(SDS-WAS)‏، هي: عقدة الاتصال لشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، وتستضيف إسبانيا مركز هذه العقدة، وعقدة الاتصال لآسيا، وتستضيف الصين مركز هذه العقدة، وعقدة الاتصال للبلدان الأمريكية، وتستضيف بربادوس والولايات المتحدة الأمريكية مركز هذه العقدة.

Sand storm hits Europe 6.2.2021

وقال السيد Alexander Baklanov، من شعبة بحوث بيئة الغلاف الجوي بإدارة العلوم والابتكار بالمنظمة (WMO): "من الأهمية بمكان أن نقطع الميل الأخير. نحن بحاجة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للتعريف بالإنذارات المبكرة بالعواصف الرملية والترابية".

ولذا، تُشرف المنظمة (WMO) وتراقب التقدم المحرز في تنفيذ الإنذارات المبكرة بالعواصف الرملية والترابية، في إطار نظام الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة التابع للمنظمة ‎(WMO)‏.

ويتمثل التحدي الرئيسي الآخر في ضمان إتاحة الإنذارات في البلدان الأكثر تضرراً، لا سيما في منطقة غرب أفريقيا.

وتتعاون المنظمة (WMO) مع المرفق الوطني للأرصاد الجوية بإسبانيا (AEMET) ومركز برشلونة للتنبؤ بالأتربة، لتحسين الإنذارات في بوركينو فاسو، وهي واحد من أكثر البلدان تضرراً. وقد نفذت بوركينا فاسو، بتمويل من المبادرة المعنية بنظم الإنذار المبكر بالمخاطر المناخية (CREWS)، صفحة شبكية للإنذارات بالرمال والأتربة في البلد، وسيجري توسيع هذه الصفحة لتشمل بلداناً أخرى في غرب أفريقيا. والمرفق الوطني (AEMET) بصدد نشر شبكة تتألف من أدوات لقياس جسيمات الهباء الجوي، وهي أدوات مهمة للتطبيقات الصحية، نظراً إلى العلاقة الترابطية بين العواصف الرملية والترابية والمشاكل التنفسية، وكذلك التهاب السحايا، في حزام التهاب السحايا الممتد ليغطي 26 بلداً، من السنغال إلى إثيوبيا.

.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.
شارك: