أدت ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة في آسيا إلى قتل الآلاف، وتشريد الملايين وتكبد المليارات في عام 2020

28 تشرين الأول/ أكتوبر 2021

تسببت آثار ظواهر الطقس المتطرفة وتغير المناخ في جميع أنحاء آسيا في عام 2020 في قتل الآلاف من الأشخاص، وتشريد ملايين آخرين، وتكبد مئات المليارات من الدولارات الأمريكية، إلى جانب إلحاق خسائر فادحة بالبنية التحتية والنظم الإيكولوجية. والتنمية المستدامة مُهددة، في ظل تزايد انعدام الأمن الغذائي والمائي والمخاطر الصحية والتدهور البيئي، وفقاً لتقرير جديد متعدد الوكالات نسقته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).

جنيف 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) – تسببت آثار ظواهر الطقس المتطرفة وتغير المناخ في جميع أنحاء آسيا في عام 2020 في قتل الآلاف من الأشخاص، وتشريد ملايين آخرين، وتكبد مئات المليارات من الدولارات الأمريكية، إلى جانب إلحاق خسائر فادحة بالبنية التحتية والنظم الإيكولوجية. والتنمية المستدامة مُهددة، في ظل تزايد انعدام الأمن الغذائي والمائي والمخاطر الصحية والتدهور البيئي، وفقاً لتقرير جديد متعدد الوكالات نسقته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).

ويقدم تقرير حالة المناخ في آسيا 2020 نظرة عامة عن درجات الحرارة في الأراضي والمحيطات، والهطول، وانحسار الأنهار الجليدية، وانكماش الجليد البحري، وارتفاع مستوى سطح البحر، والطقس القاسي. ويبحث هذا التقرير في الآثار الاجتماعية والاقتصادية في عام كانت فيه المنطقة تكافح أيضاً جائحة كوفيد-19، التي أدت بدورها إلى تعقيد إدارة الكوارث.

ويوضح التقرير مدى تأثر كل جزء في آسيا، بدءاً من قمم جبال الهيمالايا ووصولاً على المناطق الساحلية المنخفضة، ومن المدن المكتظة بالسكان إلى الصحاري، ومن المنطقة القطبية الشمالية إلى البحار العربية.

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: "لقد كانت لأخطار الطقس والمناخ، ولا سيما الفيضانات والعواصف والجفاف، آثار كبيرة على العديد من البلدان في المنطقة أثرت على الزراعة والأمن الغذائي وساهمت في زيادة تشريد المهاجرين واللاجئين والنازحين وضعفهم، وأدت إلى تفاقم المخاطر الصحية والمشاكل البيئية والخسائر في النظم الإيكولوجية الطبيعية".

وتابع: "ولهذه الآثار مجتمعة تأثير كبير على التنمية المستدامة على الأجل الطويل، والتقدم نحو خطة الأمم المتحدة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة على وجه الخصوص".

ويجمع التقرير بين مدخلات من مجموعة واسعة من الشركاء، بمن فيهم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (ESCAP) ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، فضلاً عن كبار العلميين والمراكز المناخية. ونُشر هذا التقرير قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، مؤتمر الأطراف السادس والعشرون، كأحد التقارير في سلسلة من التحليلات الإقليمية لتوجيه صناع القرار وواضعي السياسات، وكذلك الاستثمار الإقليمي والوطني.

وتُرفق به خريطة وصفية تلقي الضوء على الرسائل الرئيسية.

وقالت السيدة Armida Salsiah Alisjahbana، الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ التابعة للأمم المتحدة (UNESCAP): "في خضم الجائحة، تتعرض البلدان لمجموعة من الكوارث، وعليها أن تتعامل مع الآثار المدمرة بشكل متزايد لتغير المناخ".

وأضافت أن "أقل من 10 في المائة من غايات التنمية المستدامة في سبيلها لأن تُحقق بحلول عام 2030. وما يثير القلق البالغ ما نشهده من تراجع في مجالي العمل المناخي (الهدف 13) والحياة تحت الماء (الهدف 14)؛ وكلاهما يتعلق بالقدرة على الصمود أمام الكوارث".

الرسائل الرئيسية

Annual mean temperature anomalies 1900–2020

المتوسط السنوي للشذوذ في درجات الحرارة للفترة 2020‑1900 (درجة مئوية) المتخذة كمتوسط لآسيا، بالنسبة لمتوسط الفترة 2010‑1981 (مكتب الأرصاد الجوية، المملكة المتحدة)

درجات الحرارة: شهدت آسيا أدفأ أعوامها على الإطلاق في عام 2020، بمتوسط درجة حرارة أعلى من متوسط الفترة 2010‑1981 بمقدار 1.39 درجة مئوية. ورُصدت العديد من درجات الحرارة القصوى الملحوظة، بما في ذلك درجة الحرارة البالغة 38.0 درجة مئوية في Verkhoyansk، الاتحاد الروسي، وهي أعلى درجة حرارة عُرفت حتى الآن في أي مكان شمال الدائرة القطبية الشمالية.

الهطول: كانت الرياح الموسمية الصيفية في شرق آسيا وجنوب آسيا نشطة بشكل غير عادي، وتسبب ذلك، بالإضافة إلى الأعاصير المدارية المتكررة، في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية، مما أسفر عن خسائر في الأرواح وتشريد في العديد من البلدان.

دفء المحيطات: تؤثر التغيرات في درجة حرارة سطح البحر وحرارة المحيط تأثيراً مباشراً على تقارن المحيط والغلاف الجوي، وبالتالي على الدوران الإقليمي والعالمي، بالإضافة إلى الحياة البحرية.

وفي عام 2020، وصل متوسط درجة حرارة سطح البحر إلى مستويات قياسية عالية في المحيط الهندي والمحيط الهادئ والمحيط المتجمد الشمالي.

وتزداد درجات حرارة سطح البحر واحترار المحيطات في آسيا وحولها لتصل إلى مستويات أعلى من المتوسط العالمي – بمعدل ثلاثة أضعاف المعدل في حالة بحر العرب.

وقد ازدادت أيضاً درجات حرارة سطح البحر في أجزاء من المحيط المتجمد الشمالي بمعدل ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي خلال الفترة 2020-1982. وحُدد بحر بارنتس على أنه بؤرة ساخنة لتغير المناخ، في ظل فقدان الجليد البحري الذي يؤدي بدوره إلى زيادة احترار المحيطات.

مساحة الجليد البحري: تمثل مساحة الجليد البحري مؤشراً رئيسياً للتغيرات في المناطق القطبية، فهي لا تشكل المناخ الإقليمي فحسب، ولكن أيضاً المناخ العالمي.

وكان الحد الأدنى لمساحة الجليد البحري (بعد ذوبان الصيف) في عام 2020 هو ثاني أدنى مستوى في سجل السواتل منذ عام 1979. وكانت بحار الجرف في أوروبا وآسيا وطريق البحر الشمالي خالية تماماً من الجليد في فصل الصيف.

مستوى سطح البحر: ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بمعدل 3.3 ملم سنوياً منذ أوائل تسعينات القرن الماضي. ويشهد شمال المحيط الهندي وشمال غرب المحيط الهادئ ارتفاعاً في مستوى سطح البحر يتجاوز بكثير المتوسط العالمي.

انحسار الأنهار الجليدية: تعد المناطق الجبلية العالية في آسيا موطناً لما يقرب من 100000 كيلومتر مربع من الأنهار الجليدية المتمركزة في هضبة التبت وجبال الهيمالايا. وتحتوي على أكبر كميات من الجليد خارج المناطق القطبية وهي مصدر 10 أنهار آسيوية هامة.

ويتسارع انحسار الأنهار الجليدية ومن المتوقع أن تنخفض الكتلة الجليدية بنسبة تتراوح بين 20 و40 في المائة بحلول عام 2050، وهو ما سيؤثر على حياة وسبل عيش حوالي 750 مليون شخص في المنطقة. ولهذا الأمر تداعيات كبيرة على مستوى سطح البحر العالمي، ودورات المياه الإقليمية، والأخطار المحلية (من قبيل الانهيارات الأرضية والانهيارات الجليدية).

وفي بلدان مثل أفغانستان، كانت المياه المستخلصة من ذوبان الجليد البحري ضرورية على مدار التاريخ للحفاظ على إمدادات المياه في أوقات الجفاف، وبالتالي فإن للانخفاض المتوقع في جريان الأنهار الجليدية آثاراً كبيرة على الأمن الغذائي وكذلك على النظم الإيكولوجية.

أثر ظواهر الطقس المتطرفة

Total Annual average losses from climate-related hazards in Asia

مجموع متوسط الخسارة السنوية (AAL) الناجمة عن الأخطار المتعلقة بالمناخ في آسيا: اقتُبست البيانات من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (ESCAP2021: بوابة المخاطر والقدرة على الصمود.

في عام 2020، أثرت الفيضانات والعواصف على ما يقرب من 50 مليون شخص في آسيا وأسفرت عن مقتل أكثر من 5000 شخص. ويقل ذلك عن المتوسط السنوي للعقدين الماضيين (تأثر 158 مليون شخص، وتوفي حوالي 15500 شخص) وهذا دليل على نجاح نظم الإنذار المبكر في العديد من البلدان في آسيا.

وقد تسببت الأعاصير المدارية والفيضانات والجفاف في متوسط خسارة سنوية (AAL) تُقدر بمئات المليارات من الدولارات الأمريكية، وفقاً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (ESCAP). وقُدرت الخسائر بنحو 238 مليار دولار أمريكي في الصين، و87 مليار دولار أمريكي في الهند، و83 مليار دولار أمريكي في اليابان.

وفيما يتعلق بحجم الاقتصاد، من المتوقع أن يصل متوسط الخسارة السنوية إلى 7.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي (7.5 مليار دولار أمريكي) لطاجيكستان، و5.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي (24.5 مليار دولار أمريكي) لكمبوديا، و5.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي (17.9 مليار دولار أمريكي) لجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية. وترتبط أعلى قيم لمتوسط الخسار السنوية (ALL) بالجفاف.

النزوح: ضربت الأعاصير العنيفة، والأمطار الموسمية، والفيضانات المناطق المعرضة بشدة والمكتظة بالسكان في جنوب آسيا وشرق آسيا، وأدت إلى نزوح ملايين الأشخاص في الصين وبنغلاديش والهند واليابان وباكستان ونيبال وفييت نام في عام 2020.

وضرب إعصار Amphan، أحد أقوى الأعاصير التي سُجلت على الإطلاق، منطقة Sundarbans الواقعة بين الهند وبنغلاديش في أيار/ مايو 2020، مما أدى إلى نزوح 2.4 مليون شخص في الهند و2.5 مليون شخص في بنغلاديش.

ويطول أمد العديد من حالات النزوح المرتبطة بالطقس والمناخ في آسيا، إذ لا يستطيع الأشخاص العودة إلى ديارهم أو الاندماج محلياً أو الاستقرار في مكان آخر.

الزراعة والأمن الغذائي: تباطأ التقدم المحرز في مجال الأمن الغذائي والتغذية. ففي عام 2020، تشير التقديرات إلى معاناة 48.8 مليون شخص في جنوب شرق آسيا و305.7 مليون شخص في جنوب آسيا و42.3 مليون شخص في غرب آسيا من نقص التغذية. وتمثل آسيا أكثر من نصف الإجمالي العالمي.

ولم تُحدد بعد الآثار الفعلية لجائحة كوفيد-19 على الأمن الغذائي والتغذية. ولكن قياساً بعام 2019، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في عام 2020 بنسبة 6 في المائة في جنوب شرق آسيا وغرب آسيا، وبنسبة 20 في المائة في جنوب آسيا. وأدت الكوارث المرتبطة بالمناخ إلى تفاقم هذه المشكلة.

البيئة

ستكون لانحسار الأنهار الجليدية وتضاؤل موارد المياه العذبة تداعيات كبيرة على الأمن الغذائي والنظم الإيكولوجية في المستقبل في آسيا، وسيؤثر تدهور الشعاب المرجانية سلباً على الأمن الغذائي.

وتوفر غابات المانغروف الحماية للسواحل ولكنها تتعرض لضغوط من الأنشطة البشرية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر ودرجات حرارة المياه، وكذلك من خلال التغير في تواتر وشدة هطول الأمطار وأنماط العواصف.

وفي عام 2019، كان ما يقرب من ثلاثة أرباع أشجار المانغروف تقع في بنغلاديش (24 في المائة) وميانمار (19 في المائة) والهند (17 في المائة) وتايلند (14 في المائة). وانخفضت أشجار المانغروف في بنغلاديش، وهي دولة منخفضة معرضة للعواصف المدارية، بنسبة 19 في المائة خلال الفترة من عام 1992 إلى عام 2019.

وتمتص الغابات ثاني أكسيد الكربون وتعمل كبالوعة مهمة للكربون. وفي الفترة بين عامي 1990 و2018، زادت بوتان والصين والهند وفييت نام من الغطاء الحرجي لديها. بينما انخفض الغطاء الحرجي في ميانمار (26 في المائة) وكمبوديا (24 في المائة) وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (12 في المائة).

وتضر العواصف الرملية والغبارية بصحة الإنسان والزراعة والبيئة. ويتزايد تواتر العواصف الترابية وشدتها بسبب تغيرات استخدام الأراضي والغطاء الأرضي والعوامل المتعلقة بالمناخ، لا سيما في مناطق مثل شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط الأوسع نطاقاً، وكذلك آسيا الوسطى.

التنمية المستدامة: آسيا في وضع جيد حالياً للاستجابة لظواهر الطقس المتطرفة، وهي من بين المناطق التي لديها الإمكانيات الأكبر في مجال نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة (MHEWS).

Multi-Hazard Early Warning Systems (MHEWS)

إلا أن تكاليف الظواهر المتطرفة آخذة في الارتفاع، ويُعزى ذلك جزئياً إلى زيادة التعرض. وتوجد نسبة عالية من البنى التحتية الحيوية القائمة في بؤر ساخنة متعددة الأخطار، وهو ما قد يؤدي إلى اضطراب كبير في النشاط الاقتصادي عند حدوث الكوارث الطبيعية. فعلى سبيل المثال، يقع حوالي ثلث محطات توليد الطاقة وشبكات كابلات الألياف الضوئية والمطارات و42 في المائة من البنية التحتية للطرق في بؤر ساخنة متعددة الأخطار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ومن المتوقع أن تؤدي زيادة الحرارة والرطوبة إلى خسائر كبيرة في ساعات العمل في البيئة الخارجية، إذ تُقدر التكلفة المحتملة بمليارات الدولارات الأمريكية.

وتراجعت آسيا عن تحقيق الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة (العمل المناخي) في معظم مناطقها دون الإقليمية، بدرجات متفاوتة. ومن المحتمل أن تخفق المنطقة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ما لم تُسرع الجهود لبناء القدرة على الصمود.

ومن الضروري التكيف وبناء القدرة على الصمود، لا سيما في الأجزاء العالية المخاطر وذات الإمكانيات الضعيفة في المنطقة. ويتطلب ذلك فهماً أفضل للمخاطر، والاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيات الرائدة، والصحة، والبيئة، والحماية الاجتماعية، وضمان الإنفاق المالي الموجه والمتطلع للأمام.

ويمثل الإنفاق على التكيف مع المناخ استثماراً بعائد مرتفع يحقق فوائد اجتماعية واقتصادية متعددة.

ولإعادة البناء بشكل أفضل بعد جائحة كوفيد-19، يوصى بأن يوسع نطاق استراتيجيات التعاون الإقليمي ودون الإقليمي التي تدمج الكوارث، بما في ذلك الكوارث المتعلقة بالمناخ، والمنظورات الصحية ذات الصلة، من أجل استكمال الجهود الوطنية الرامية إلى تنفيذ الخطة المستدامة لعام 2030.

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Mobile phone  41797091397

 

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء

Video State of the Climate in Asia
شارك: