2023 عام مناخي للتاريخ يختتم به تالاس ولايته الناجحة أمينا عاما للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية

22 كانون الأول/ ديسمبر 2023

جنيف، 22 كانون الأول/ ديسمبر 2023 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية) - يستكمل البروفيسور بيتيري تالاس ولايته التي دامت ثماني سنوات في منصب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية - وتزامنت هذه الفترة مع آثار تغير المناخ التي تسارعت وتيرتها، وشهدت ظواهر جوية أكثر تطرفاً، وهو ما سلط الضوء على الحاجة المتزايدة إلى تحسين خدمات الطقس والمناخ وتعزيز نظم الإنذار المبكر.

الرسائل الرئيسية
  • • المؤشرات المناخية الرئيسية تسوء وآثار تغير المناخ تتفاقم
  • • مستويات غازات الاحتباس الحراري آخذة في الارتفاع
  • • الآثار الاجتماعية والاقتصادية الضخمة للمناخ تبرز أهمية مبادرة نظم الإنذار المبكر للجميع
  • • القيادة العالمية للمنظمة وخبراتها وخدماتها التعاونية أهم من أي وقت مضى

وقاد البروفيسور تالاس المنظمة خلال السنوات الثماني الأحر في التاريخ منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتولى تالاس مهام منصبه أميناً عاماً للمنظمة في عام 2016 الذي سجل درجات الحرارة الأعلى على الإطلاق آنذاك، وأدت إليها ظروف تغير المناخ التي اقترنت بظروف فرضتها ظاهرة النينيو القوية للغاية. ويختتم ولايته وهو يعلم أن عام 2023 سيحطم الرقم القياسي لدرجات الحرارة ويدخل تاريخ المناخ لأسباب مؤسفة للغاية، مع استمرار درجة حرارة المناخ في الارتفاع.

يقول البروفيسور تالاس: "إن خبرات وخدمات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمجتمع العلمي لم تكن أكثر أهمية في أي وقت مضى مما هي عليه الآن لمواجهة تغير المناخ، الذي يمثل أكبر تحدٍ تواجهه البشرية".

وأضاف: "أغادر المنظمة ولي رجاء من قادة العالم؛ وهو أن يهتموا بالأدلة والبراهين العلمية، وأن ينصتوا إلى الأمم المتحدة التي آلت على نفسها أن تُعزِّز رفاهية المواطنين في جميع أنحاء العالم. نحن فخورون بما أنجزناه، لكننا نحتاج إلى دعمكم لتحقيق النجاح".

واستطرد قائلاً: "إن الاتفاق الذي صدر عن الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في دبي، اتفاق تاريخي لأنه يعترف - للمرة الأولى في التاريخ - بالحاجة إلى التحول بعيداً عن استخدام جميع أنواع الوقود الأحفوري. وهذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ولكنها ليست الهدف الأسمى. إننا في حاجة ماسة إلى خفض إنتاجنا واستهلاكنا من الوقود الأحفوري وتسريع الانتقال إلى استخدام الطاقة المتجددة. فالوقت يداهمنا".

وتخلف البروفيسورة سيليستى ساولو من الأرجنتين البروفيسور تالاس الذي سيعود إلى منصبه مديراً عاماً للمعهد الفنلندي للأرصاد الجوية.

المناخ يتغير بوتيرة سريعة

في مستهل ولاية البروفيسور تالاس في عام 2016، كان المتوسط العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 403.6 أجزاء في المليون. وبلغ 417.9 جزءاً في المليون في عام 2022 - وهو العام الأخير الذي تتوفر بشأنه إحصاءات عالمية - وواصل الارتفاع في عام 2023.

وارتفعت مستويات سطح البحر بوتيرة سريعة، ووصل الجليد البحري إلى مستويات منخفضة جديدة، وزادت حرارة المحيطات وحموضتها. كذلك، زادت شدة وتواتر موجات الحر - ومعظم التغييرات سببها تغير المناخ - وأصبحت أحداث هطول الأمطار الغزيرة أكثر كثافة وخلَّفت عواقب مدمرة.

وفي العامين الأخيرين من ولايته - 2022 و2023 - فقدت الأنهار الجليدية في سويسرا نسبة مذهلة من حجمها بلغت 10 في المائة. وقد تختفي هذه الأنهار بنهاية القرن.

ووفقاً لتقرير المنظمة المؤقت عن حالة المناخ العالمي، الذي صدر بمناسبة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين" (COP28)، كانت درجة الحرارة في هذا العام حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 1.40 درجة مئوية تقريباً أعلى منها في الفترة المرجعية 1850-1900 قبل الثورة الصناعية (مع هامش من عدم اليقين قدره ±0.12 درجة مئوية). وكان تشرين الثاني/ نوفمبر هو الأحر على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة. وفي كانون الثاني/ يناير، ستُصدِر المنظمة أرقامها النهائية الموحدة لدرجات الحرارة استناداً إلى ست مجموعات بيانات دولية. ووصلت درجات حرارة الأرض وسطح البحر إلى مستويات قياسية في عام 2023.

وشهد عام 2023 أيضاً العديد من الظواهر الجوية ذات الآثار الكبيرة التي قلبت حياة الناس رأساً على عقب، وتسببت في تكاليف اجتماعية واقتصادية باهظة في كل قارة مأهولة.

واجتاحت موجات الحر الشديدة والممتدة عشرات البلدان، وألحقت الضرر بالصحة والنظم الإيكولوجية والاقتصادات، وأدت إلى اندلاع حرائق هائلة في الغابات. واتسعت رقعة الجفاف اتساعاً كبيراً أدى إلى نزوح عدة آلاف في منطقة القرن الأفريقي الكبرى، في حين أودت الفيضانات القاتلة في ليبيا بحياة أكثر من 000 10 شخص. وأثرت موجات الجفاف على أجزاء كثيرة من أمريكا الجنوبية، وهو ما أثر على قطاعي النقل والطاقة. وخلَّفت الأعاصير المدارية، التي تزداد شدتها بسرعة، دماراً في المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم.
 

A map of the world.

مبادرة نظم الإنذار المبكر للجميع

سلطت الظواهر الجوية المتطرفة المتزايدة والخسائر الاقتصادية المتصاعدة الضوء على الحاجة إلى إطلاق مبادرة نظم الإنذار المبكر للجميع تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، وبقيادة مشتركة من البروفيسور تالاس والسيدة مامي ميزوتوري، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالحد من مخاطر الكوارث، وبدعم من شركاء الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الرئيسيين.

وقال البروفيسور تالاس: "في السنوات الثماني الماضية، أنقذنا أعداداً لا حصر لها من الأرواح بفضل نظم الإنذار المبكر وإدارة الكوارث المُحسَّنة والواعية بالمخاطر. وتهدف مبادرة نظم الإنذار المبكر للجميع إلى ضمان حماية كل شخص على وجه الأرض من خلال نظم الإنذار المبكر المُنقِذة للحياة بحلول نهاية عام 2027، ونحن عازمون على النجاح".

وأكد تالاس أن "هناك ما يدعو للتفاؤل".

وأضاف: "الأهم من ذلك هو أن الحكومات باتت تدرك أننا نواجه مشكلة تُسمَّى تغير المناخ. فقد اعترف مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون (COP28) أخيراً ورسمياً بالسبب الجذري لهذه المشكلة، ألا وهو الوقود الأحفوري. ويحمل هذا الأمر في طياته أملاً أكبر مما كان عليه الوضع عندما توليت منصبي، ولكن علينا تسريع جهود التخفيف من آثار تغير المناخ».

وأطلقت المنظمة مبادرة عالمية جديدة لمراقبة غازات الاحتباس الحراري، وتمهد هذه المبادرة الطريق أمام تعاون واسع النطاق ومتعدد الأطراف لتعزيز عمليات الرصد وتوفير المعلومات اللازمة لتوجيه خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

يقول البروفيسور تالاس: "أصبح القطاع الخاص أيضاً فاعلاً للغاية فيما يتعلق بالحلول المناخية، وانخفضت أسعار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وستستمر في الانخفاض".

وتهيمن الآن مصادر الطاقة المتجددة على المصادر الجديدة لإمدادات الطاقة. ففي عام 2022 وحده، استأثرت مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 83٪ من القدرات الجديدة، وكان للطاقة الشمسية وطاقة الرياح النصيب الأكبر من هذه القدرات. ووفقاً لتقرير مشترك بين المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة أُطلِق في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، فإن ما يقرب من 30٪ من توليد الطاقة في العالم اليوم يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، ويرجع السبب في ذلك إلى الانتشار السريع لهذه المصادر في العقد الماضي.
 

Three people sitting at a table and giving the thumbs up.
Dr Wenjian Zhang - Prof. Petteri Taalas - Dr Elena Manaenkova
WMO

الإرث

أبرز البروفيسور تالاس دور المنظمة في جدول الأعمال العالمي، من خلال تعزيز الاستفادة من العلوم في اتخاذ القرارات. وعمل تالاس لسنوات عديدة مستشاراً مناخياً أساسياً للأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش الذي جعل تغير المناخ على رأس أولوياته. وأعلن السيد غوتيريش عن مبادرة نظم الإنذار المبكر للجميع في اليوم العالمي للأرصاد الجوية لعام 2022، وهي الآن واحدة من أهم أولويات المنظمة.

كذلك، أدخل البروفيسور تالاس إصلاحات على الهيكل التنظيمي للمنظمة حتى تستطيع مجابهة تحديات العصر الحديث، وأقام شراكات جديدة مع القطاع الخاص.

وانضمت الدكتورة إلينا ماناينكوفا إلى المنظمة في عام 2003، وتشغل منصب نائبة الأمين العام منذ عام 2016. ويشغل الدكتور وينتيان تشانغ منصب الأمين العام المساعد منذ عام 2016. وها هما ينهيان ولايتهما الرسمية في 31 كانون الأول/ ديسمبر بالتزامن مع انتهاء ولاية البروفيسور تالاس، تاركين وراءهم إرثاً من الالتزام بالعلم والمسؤولية تجاه المجتمع.

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

  • Clare Nullis موظف إعلامي، cnullis@wmo.int +41 79 709 13 97
  • WMO Strategic Communication Office Media Contact media@wmo.int
    شارك: