الطقس القاسي يضاعف تأثيرات فيروس كورونا (COVID-19)
جنيف، 2 كانون الأول/ ديسمبر 2020 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) - واصل تغير المناخ مسيرته الحثيثة في عام 2020 وهو عام في طريقه ليصبح واحداً من أحر ثلاث سنوات مسجلة. وستكون الفترة 2020-2011 هي أحر عقد مسجل، إذ تضم أحر ست سنوات منذ عام 2015، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
وسجلت حرارة المحيطات مستويات قياسية، وشهد أكثر من 80 في المائة من المحيطات العالمية موجات حر بحرية في وقت ما من عام 2020، مع تداعيات واسعة النطاق على النظم الإيكولوجية البحرية التي تعاني بالفعل من زيادة المياه الحمضية بسبب امتصاصها لثاني أكسيد الكربون (CO2)، وفقاً لتقرير المنظمة (WMO) المؤقت عن حالة المناخ العالمي في عام 2020.
ويبين التقرير، الذي يستند إلى مساهمات عشرات المنظمات الدولية والخبراء، كيف أن الظواهر شديدة التأثير، بما في ذلك الحرارة المتطرفة وحرائق الغابات والفيضانات، فضلاً عن موسم أعاصير الهاريكين في المحيط الأطلسي الذي سجل رقماً قياسياً، قد أثرت على ملايين الأشخاص، مما ضاعف التهديدات التي تتعرض لها صحة الإنسان وأمنه واستقراره الاقتصادي بسبب جائحة فيروس كورونا (COVID-19).
ورغم الإغلاق الناجم عن فيروس كورونا (COVID-19)، واصلت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ارتفاعها، مما تسبب في مزيد من الاحترار على كوكب الأرض لأجيال كثيرة مقبلة بسبب طول عمر ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وفقاً لما ورد في التقرير.
اختلاف المتوسط السنوي العالمي لدرجات الحرارة عن أحوال ما قبل العصر الصناعي (1900-1850). وتتواءم بيانات إعادتي التحليل (ERA5 وJRA55) مع مجموعات البيانات الموقعية (HadCRUT وNOAAGlobalTemp وGISTEMP) خلال الفترة المرجعية 2010-1981. وبيانات عام 2020 هي من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: "من المتوقع أن يبلغ المتوسط العالمي لدرجة الحرارة في عام 2020 نحو 1.2 درجة سلسيوس فوق مستوى عصر ما قبل الصناعة (1900-1850). وثمة احتمال بنسبة 20 في المائة على الأقل أن تتجاوز درجة الحرارة بشكل مؤقت 1.5 درجة سلسيوس بحلول عام 2024".
وأضاف قائلاً: "إن هذا العام هو الذكرى السنوية الخامسة على إبرام اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. وإننا نرحب بجميع الالتزامات التي قطعتها الحكومات مؤخراً بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لأننا لسنا حالياً على المسار الصحيح، وثمة حاجة إلى بذل مزيد من الجهود".
كما أضاف البروفيسور تالاس قائلاً: "وعادة ما تتزامن السنوات الحارة القياسية مع ظاهرة النينيو الشديدة، كما حدث في عام 2016. وإننا نشهد الآن ظاهرة النينيا، التي لها تأثير تبريدي على درجات الحرارة العالمية، ولكنها ليست كافية لكبح جماح احترار هذا العام. وعلى الرغم من الظروف الحالية للنينيا، فقد سجل هذا العام بالفعل حرارة قياسية قريبة من الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2016".
واستطرد البروفيسور تالاس قائلاً: "إن عام 2020، للأسف، كان عاماً استثنائياً آخر لمناخنا. لقد شهدنا درجات حرارة متطرفة جديدة في البر والبحر ولاسيما في المنطقة القطبية الشمالية. والتهمت حرائق الغابات مساحات شاسعة فى أستراليا وسيبيريا والساحل الغربى للولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، مرسلةً أعمدة من الدخان لتطوف العالم. وشهدنا عدداً قياسياً من أعاصير الهاريكين في المحيط الأطلسي، بما في ذلك أعاصير هاريكين متتالية لم يسبق لها مثيل من الفئة الرابعة في أمريكا الوسطى في تشرين الثاني/ نوفمبر. وأدت الفيضانات في أجزاء من أفريقيا وجنوب شرق آسيا إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان وتقويض الأمن الغذائي للملايين".
ويستند التقرير المؤقت عن حالة المناخ العالمي في عام 2020 إلى بيانات عن درجات الحرارة للفترة من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر. وسيصدر التقرير النهائي لعام 2020 في آذار/ مارس 2021. ويتضمن التقرير معلومات مقدمة من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) والمراكز الإقليمية والعالمية المعنية بالمناخ وشركاء الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) وصندوق النقد الدولي (IMF) ولجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (UNESCO-IOC) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).
درجات الحرارة والحرارة
[[{"fid":"20903","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"Temperature anomalies 12-20","field_file_image_title_text[und][0][value]":"Temperature anomalies 12-20"},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"Temperature anomalies 12-20","field_file_image_title_text[und][0][value]":"Temperature anomalies 12-20"}},"attributes":{"alt":"Temperature anomalies 12-20","title":"Temperature anomalies 12-20","style":"height: 188px; width: 500px;","class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]
الشذوذ في درجات الحرارة قياساً بالمتوسط طويل الأجل للفترة 2010-1981 من إعادة التحليل (ERA5) للمركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) للفترة من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2020
كان المتوسط العالمي لدرجة الحرارة من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2020 أعلى بحوالي 1.2 درجة سلسيوس من خط الأساس للفترة 1900-1850 الذي يُستخدم كتقريب لمستويات عصر ما قبل الصناعة. ومن المرجح جداً أن يكون عام 2020 من أحر ثلاث سنوات مسجلة على الصعيد العالمي. وبدأت السجلات الحديثة لدرجات الحرارة في عام 1850.
ويستند تقييم المنظمة (WMO) إلى خمس مجموعات بيانات عالمية لدرجات الحرارة (الشكل 1). وتضع حالياً جميع مجموعات البيانات الخمس عام 2020 كثاني أحر عام حتى الآن بعد عام 2016 وقبل عام 2019. غير أن الفرق بين الثلاث سنوات الأحر ضئيل، ويمكن أن تتغير التصنيفات الدقيقة لكل مجموعة بيانات بمجرد توافر البيانات عن السنة بأكملها.
ورُصد الاحترار الأبرز في شمالي آسيا، لاسيما في المنطقة القطبية الشمالية السيبيرية، حيث سُجلت درجات حرارة أعلى من المتوسط بمقدار 5 درجات سلسيوس. وبلغت الحرارة في سيبيريا ذروتها في أواخر حزيران/ يونيو، عندما وصلت إلى 38.0 درجة سلسيوس في بلدة فيرخويانسك في 20 حزيران/ يونيو، وهي أعلى درجة حرارة معروفة حتى الآن في أي مكان شمال الدائرة القطبية الشمالية. وقد أدى الاحترار إلى تأجيج موسم حرائق الغابات ليصبح الأكثر نشاطاً في سجل بيانات عمره 18 عاماً، كما تشير التقديرات المتعلقة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الحرائق.
الجليد البحري
منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين، زاد احترار المنطقة القطبية الشمالية على الأقل مرتين أسرع من المتوسط العالمي، مما عزز الاتجاه الهبوطي الطويل لمدى اتساع رقعة الجليد البحري في صيف المنطقة القطبية الشمالية والذي كان له تداعيات على المناخ في مناطق خطوط العرض الوسطى.
ووصل الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية إلى حده الأدنى السنوي في أيلول/ سبتمبر، كثاني أدنى مستوى سجلته السواتل على مر تاريخها البالغ 42 عاماً. وكان الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية بالنسبة لشهري تموز/ يوليو وتشرين الأول/ أكتوبر 2020 هو الأدنى في السجلات.
وكان الجليد البحري في بحر لابتيف منخفضاً بشكل استثنائي خلال فصول الربيع والصيف والخريف، وكان الطريق البحري الشمالي خالياً من الجليد أو يكاد يكون خالياً من الجليد من تموز/ يوليو إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
وكان الجليد في المنطقة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) في عام 2020 قريباً من المتوسط أو أعلى من المتوسط بدرجة طفيفة على مدى 42 عاماً.
وواصلت غرينلاند فقدان الجليد، إذ فقدت 152 غيغاطناً من الجليد هذا العام بمعدل أبطأ من عام 2019.
اختلاف رقعة الجليد البحري عن متوسط الفترة 2010-1981 في المنطقة القطبية الشمالية (على اليسار) والمنطقة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) (على اليمين) للأشهر ذات الغطاء الجليدي الأقصى اتساعاً (المنطقة القطبية الشمالية: آذار/ مارس، المنطقة القطبية الجنوبية: أيلول/ سبتمبر) والغطاء الجليدي الأدنى اتساعاً (المنطقة القطبية الشمالية: أيلول/ سبتمبر، المنطقة القطبية الجنوبية: شباط/ فبراير). البيانات من النسخة v2p1 الصادرة عن مرفق التطبيقات الساتلية المعني بالمحيطات والجليد البحري (OSI SAF v2p1) التابع للمنظمة الأوروبية لاستغلال السواتل المخصصة للأرصاد الجوية (EUMETSAT) (Lavergne وآخرون، 2019، محدث) والنسخة 3 من المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد (NSIDC v3) (Fetterer وآخرون، 2017).
ارتفاع مستوى سطح البحر وحرارة المحيطات
كان المحتوى الحراري للمحيطات لعام 2019 هو أعلى محتوى حراري مسجل في مجموعات البيانات التي ترجع إلى عام 1960. وثمة إشارة واضحة على امتصاص أسرع للحرارة في العقود الأخيرة. وتمتص المحيطات أكثر من 90 في المائة من الطاقة الزائدة المتراكمة في النظام المناخي نتيجة لزيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري.
وفي المتوسط، يبلغ متوسط المعدل العالمي لارتفاع مستوى سطح البحر المستند إلى قياس الارتفاع، منذ أوائل عام 1993، 3.3 ± 0.3 مم سنوياً. كما ارتفع المعدل خلال تلك الفترة. والسبب الرئيسي للارتفاع المتسارع في المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر يرجع إلى الانخفاض المتزايد في الكتلة الجليدية من الصفائح الجليدية.
ويشبه المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر في عام 2020 المتوسط في عام 2019، ويتسق مع الاتجاه الطويل الأجل. وقد أدت أحوال النينيا المتنامية إلى انخفاض طفيف في مستوى سطح البحر العالمي مؤخراً، على غرار الانخفاضات المؤقتة المرتبطة بظواهر النينيا السابقة.
وعلى غرار موجات الحر على اليابسة، يمكن أن تؤثر الحرارة المتطرفة على الطبقة القريبة من سطح المحيطات مما يسفر عن مجموعة من التبعات على الحياة البحرية والمجتمعات التي تعتمد عليها. وتُستخدم الاستعادة الساتلية لدرجة حرارة سطح البحر في رصد موجات الحر البحرية، التي يمكن تصنيفها بأنها معتدلة أو قوية أو شديدة أو متطرفة. وقد شهد جزء كبير من المحيطات موجة حر بحرية ’قوية‘ واحدة على الأقل في وقت ما في عام 2020. وشهد بحر لابتيف موجة حر بحرية متطرفة من حزيران/ يونيو إلى تشرين الأول/ أكتوبر. وكانت رقعة الجليد البحري منخفضة بشكل غير عادي في المنطقة وشهدت المناطق البرية المجاورة موجات حر خلال فصل الصيف.
تبين الخريطة العالمية أعلى فئة من موجات الحر البحرية جرى التعرّض لها في كل عنصور (بِكسل) على مدار العام مقدّرة باستخدام النسخة 2 من مجموعة بيانات الاستقراء الأمثل لدرجة حرارة سطح البحر (OISST) الصادرة عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) (الفترة المرجعية 1982-2011).
تحمض المحيطات يتزايد. تمتص المحيطات نحو 23 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية البشرية المنشأ في الغلاف الجوي، مما يساعد على تخفيف آثار تغير المناخ على كوكب الأرض. والتكاليف الإيكولوجية لهذه العملية في المحيطات مرتفعة، إذ يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع مياه البحر مما يخفض درجة حموضتها؛ وتسمى هذه العملية تحمّض المحيطات. وهناك انخفاض في متوسط درجة الحموضة في المواقع المرصودة المتاحة بين عامي 2015 و2019، وعام 2019 هو آخر عام يتوافر عنه بيانات حالياً. وتبين أيضاً مجموعة متنوعة أوسع من المصادر، بما في ذلك قياسات المتغيرات الأخرى، زيادة مطردة في تحمض المحيطات على الصعيد العالمي.
الظواهر شديدة التأثير
الفيضانات
أثرت الفيضانات الشديدة على ملايين كثيرة من الناس في شرق أفريقيا ومنطقة الساحل وجنوب آسيا والصين وفييت نام.
ففي أفريقيا – كان السودان وكينيا أكثر تضرراً، حيث أُبلغ عن 285 حالة وفاة في كينيا و155 حالة وفاة في السودان. ووصلت بحيرة فيكتوريا إلى مستويات قياسية في أيار/ مايو، ووصل نهرا النيجر والنيل إلى مستويات قياسية في نيامي (النيجر) والخرطوم (السودان). وساهمت الفيضانات أيضاً في استمرار تفشي الجراد.
وفي جنوب آسيا – شهدت الهند أحد أكثر فصول الرياح الموسمية مطراً منذ عام 1994، وكان آب/ أغسطس الشهر الأكثر مطراً في السجلات بالنسبة لباكستان، ورُصدت فيضانات واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة (بما في ذلك بنغلاديش ونيبال وميانمار).
وفي الصين – تسبب أيضاً تواصل سقوط الأمطار الغزيرة في مستجمعات مياه نهر Yangtze خلال موسم الرياح الموسمية في فيضانات شديدة. وقد تجاوزت الخسائر الاقتصادية المُبلغ عنها 15 مليار دولار أمريكي، وأُبلغ عن 279 حالة وفاة على الأقل خلال تلك الفترة.
وفي فيت نام – تفاقمت الأمطار الغزيرة النموذجية الناجمة عن وصول الرياح الموسمية الشمالية الشرقية بفعل الأعاصير المدارية والمنخفضات المتتابعة، إذ وصلت ثمانية منها إلى اليابسة في أقل من خمسة أسابيع.
(على اليسار) إجمالي الهطول في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر 2020، معبراً عنها كمئين من الفترة المرجعية 2010-1951، حيث تعكس المناطق البنية أكثر المناطق جفافاً بنسبة 20 في المائة والمناطق الخضراء أكثر المناطق مطراً بنسبة 20 في المائة من السنوات خلال الفترة المرجعية. وتشير الظلال البنية والخضراء الأكثر دُكنة إلى المناطق ذات الهطول الأكثر جفافاً والأكثر مطراً على التوالي بنسبة 10 في المائة من السنوات. (يمين) الفرق بين المئين 95 المرصود من إجمالي الهطول اليومي في كانون الثاني/ يناير - أيلول/ سبتمبر 2020 والمتوسط الطويل الأجل للفترة -19822016 (سنة كاملة). ويشير اللون الأزرق إلى ظواهر الهطول اليومية الأكثر تطرفاً واللون البني إلى الظواهر الجافة المتطرفة (المصدر: المركز العالمي لمناخيات الهطول (GPCC)، دائرة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD)، ألمانيا).
الحرارة والجفاف والحرائق
في المناطق الداخلية من أمريكا الجنوبية، أثر الجفاف الشديد على أجزاء كثيرة في عام 2020، وكانت المناطق الأكثر تضرراً هي شمال الأرجنتين وباراغواي والمناطق الحدودية الغربية في البرازيل. وقُدرت الخسائر الزراعية بما يقارب 3 مليارات دولار أمريكي في البرازيل وحدها. وكان هناك نشاط كبير في حرائق الغابات في جميع أنحاء المنطقة، وكان أشدها في الأراضي الرطبة من منطقة بانتانال في غرب البرازيل.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، اندلع أكبر حريق سُجل على الإطلاق في أواخر الصيف والخريف. وساهم الجفاف الواسع النطاق والحرارة المتطرفة في اضطرام الحرائق، إذ كانت الفترة من تموز/ يوليو إلى أيلول/ سبتمبر أحر وأجف فترة مسجلة في الجنوب الغربي. وبلغت درجة الحرارة في وادي الموت في كاليفورنيا 54.4 درجة سلسيوس في 16 آب/ أغسطس، وهي أعلى درجة حرارة معروفة في العالم في السنوات الثمانين الماضية على الأقل.
وفي منطقة البحر الكاريبي، حدثت موجات حر كبيرة في نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر. وبلغت درجة الحرارة 39.7 درجة سلسيوس في مدينة Veguitas في 12 نيسان/ أبريل، وهو رقم قياسي وطني لكوبا، وشهدت مدينة هافانا أيضاً أحر يوم لها بدرجة حرارة 38.5 درجة سلسيوس.
وحطمت أستراليا الأرقام القياسية للحرارة في أوائل عام 2020، بما في ذلك أعلى درجة حرارة مرصودة في منطقة حضرية أسترالية، في غرب سيدني عندما وصلت درجة الحرارة في مدينة Penrith إلى 48.9 درجة سلسيوس في 4 كانون الثاني/ يناير.
وشهدت أوروبا جفافاً وموجات حر، ولكنها لم تكن عموماً بنفس الشدة التي شهدتها في عام 2019. وفي شرق البحر المتوسط سُجلت أرقام قياسية غير مسبوقة في القدس (42.7 درجة سلسيوس) وإيلات (48.9 درجة سلسيوس) في 4 أيلول/ سبتمبر، بعد موجة حر ألمَّت بالشرق الأوسط في أواخر تموز/ يوليو، وصلت خلالها درجة الحرارة في مطار الكويت إلى 52.1 درجة سلسيوس وبغداد 51.8 درجة سلسيوس.
الأعاصير والعواصف المدارية
جاء عدد الأعاصير المدارية على الصعيد العالمي في عام 2020 أعلى من المتوسط، بوقوع 96 إعصاراً حتى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، في موسم عام 2020 لنصف الكرة الشمالي وموسم 2020-2019 لنصف الكرة الجنوبي.
وشهدت منطقة شمال الأطلسي موسماً نشطاً بشكل استثنائي، حيث بلغ عدد أعاصير المدارية حتى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 30 إعصاراً، أي أكثر من ضعف المتوسط الطويل الأجل (2010-1981)، وحطم الرقم القياسي بالنسبة لموسم كامل والذي سُجل في عام 2005. وفي الوقت الذي يقترب فيه الموسم عادة من نهايته، وصل إعصاران من الفئة الرابعة إلى اليابسة في أمريكا الوسطى في أقل من أسبوعين في تشرين الثاني/ نوفمبر، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وسقوط الكثير من الضحايا.
وكان إعصار Amphan الذي وصل إلى اليابسة في 20 أيار/ مايو بالقرب من الحدود بين الهند وبنغلاديش، أكثر الأعاصير المدارية تكلفة في السجلات بالنسبة لشمال المحيط الهندي، إذ بلغت الخسائر الاقتصادية المُبلغ عنها في الهند حوالي 14 مليار دولار أمريكي. وساعدت عمليات الإجلاء الواسعة النطاق للمناطق الساحلية في الهند وبنغلاديش على خفض عدد الضحايا قياساً بالأعاصير السابقة في المنطقة.
المخاطر والآثار
سُجِّل خلال النصف الأول من عام 2020 حوالي 10 ملايين حالة نزوح، تعزى إلى حد كبير إلى الأخطار والكوارث الناجمة عن الأرصاد الجوية الهيدرولوجية، وتركزت أساساً في جنوب وجنوب شرق آسيا والقرن الأفريقي. وفي عام 2020، أضافت جائحة فيروس كورونا (COVID-19) بعداً آخر إلى شواغل التنقل البشري.
وأضافت الجائحة (COVID-19) أيضاً طبقة أخرى من المخاطر إلى عمليات الإجلاء والإنعاش والإغاثة المتصلة بالظواهر شديدة التأثير. ففي الفلبين، على سبيل المثال، على الرغم من إجلاء أكثر من 000 180 شخص بصورة استباقية قبل الإعصار المداري Vongfong (Ambo) في منتصف أيار/ مايو، كانت هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير للتباعد الاجتماعي ترمي إلى عدم إمكانية نقل السكان بأعداد كبيرة، ولا يمكن استخدام مراكز الإجلاء إلا بنصف طاقتها.
وبعد عقود من التراجع، جاءت الزيادة الأخيرة في انعدام الأمن الغذائي منذ عام 2014 مدفوعة بالصراعات والتباطؤ الاقتصادي، فضلاً عن تقلبية المناخ وظواهر الطقس المتطرف. وعاني حوالي 690 مليون شخص، أو 9 في المائة من سكان العالم، من نقص التغذية، وعانى حوالي 750 مليون شخص من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2019 وفقاً لأحدث بيانات منظمة الأغذية والزراعة (FAO). وزاد عدد الأشخاص المصنفين الذي يعانون من الأزمات والطوارئ والمجاعات إلى حوالي 135 مليون شخص في 55 بلداً.
استمر عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في العالم في الزيادة في عام 2019. وتُوضَّح القيم المتوقعة في الشكل بالخطوط المنقطة والدوائر الفارغة. وتمثل المنطقة المظللة توقعات الفترة الأطول من عام 2019 إلى العام المستهدف 2030. ونقحت السلسلة بأكملها لتعكس المعلومات الجديدة المتاحة منذ صدور الطبعة الأخيرة من التقرير؛ وتحل محل جميع السلاسل المنشورة سابقاً (المصدر: منظمة الأغذية والزراعة (FAO))
ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، تعرَّض أكثر من 50 مليون شخص لأزمتين معاً في عام 2020: الكوارث المتعلقة بالمناخ (الفيضانات والجفاف والعواصف) وجائحة فيروس كورونا (COVID-19). في حين تعاني بلدان أمريكا الوسطى من آثار ثلاثية ناجمة عن: إعصاري الهاريكين Eta وIota، وجائحة فيروس كورونا (COVID-19)، والأزمات الإنسانية القائمة من قبل. وقدرت حكومة هندوراس أن 53000 هكتار من الأراضي الزراعية قد جرفت، لاسيما الأراضي المزروعة بالأرز والفاصوليا وقصب السكر.
وتشمل الآثار البيئية السلبية التأثيرات على الأراضي مثل الجفاف، وحرائق الغابات في مناطق الغابات والأراضي الخثية، وتدهور الأراضي، والعواصف الرملية والترابية، والتصحر، وتلوث الهواء، مع ما يترتب على ذلك من آثار بعيدة المدى على الطبيعة والحياة البرية. وتشمل التأثيرات على النظم البحرية ارتفاع مستوى سطح البحر، وتحمض المحيطات، وانخفاض مستويات الأكسجين في المحيطات، واضمحلال المنغروف، وابيضاض المرجان.
الدروس والفرص المتاحة لتعزيز العمل المناخي
وفقاً لصندوق النقد الدولي، فإن الركود العالمي الحالي الناجم عن جائحة فيروس كورونا (COVID-19) يجعل من الصعب وضع السياسات اللازمة للتخفيف من آثار تغير المناخ، ولكنه يتيح أيضاً فرصاً لوضع الاقتصاد على مسار أكثر اخضراراً من أجل تعزيز الاستثمار في البنى التحتية العامة الخضراء والقادرة على الصمود، وبالتالي دعم الناتج المحلي الإجمالي والعمالة خلال مرحلة الإنعاش.
للحصول على مزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell 41797091397
ملاحظات للمحررين
المعلومات المستخدمة في هذا التقرير مستقاة من عدد كبير من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) والمؤسسات المرتبطة بها، فضلاً عن المراكز المناخية الإقليمية والبرنامج العالمي للبحوث المناخية (WCRP) والمراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW) والمراقبة العالمية للغلاف الجليدي (GCW) وشركاء الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) وصندوق النقد الدولي (IMF) ولجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (UNESCO-IOC) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).
وتعرب المنظمة (WMO) عن امتنانها لكافة الجهود الكبيرة المبذولة لجعل هذا التقرير مصدراً موثوقاً للمعلومات عن حالة المناخ وتأثيراته.
ويرد المتوسط العالمي لدرجات الحرارة باعتباره متوسط خمس مجموعات بيانات مدرجة أدناه. ويُعبر عن الشذوذ في المتوسط العالمي لدرجات الحرارة قياساً بمتوسط الفترة 1850-1900.
وتستخدم المنظمة (WMO) مجموعات بيانات (تستند إلى بيانات مناخية شهرية من مواقع رصد تابعة لأعضاء المنظمة (WMO))، أعدها وصانها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بالولايات المتحدة، ومعهد Goddard للدراسات الفضائية التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA)، ومركز هادلي التابع لدائرة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، ووحدة أبحاث المناخ في جامعة East Anglia بالمملكة المتحدة.
وتستخدم المنظمة (WMO) أيضاً مجموعات بيانات إعادة التحليل من المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) ودائرة كوبرنيكوس المعنية بتغيّر المناخ التابعة له، ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية. وتدمج هذه الطريقة ملايين الرصدات الجوية والبحرية، بما في ذلك من السواتل، في النماذج لإنتاج إعادة تحليل كامل للغلاف الجوي. ويمكِّن دمج الرصدات في النماذج من تقدير درجات الحرارة في أي وقت وفي أي مكان في العالم، حتى في المناطق التي تشح فيها البيانات، مثل المناطق القطبية.
وتُستخدم مجموعات البيانات المعترف بها دولياً في جميع المؤشرات المناخية الرئيسية الأخرى. وترد التفاصيل الكاملة في التقرير المؤقت.
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء