حزيران/ يونيو ينتهي بدرجات حرارة استثنائية

05 تموز/ يوليو 2021

تضرب موجة حارة استثنائية وخطيرة شمال غرب الولايات المتحدة وغرب كندا في مناطق مشهورة بالبرودة. إذ وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 45.0 درجة مئوية في أيام متتالية تخللتها ليال دافئة للغاية.

تضرب موجة حارة استثنائية وخطيرة شمال غرب الولايات المتحدة وغرب كندا في مناطق مشهورة بالبرودة. إذ وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 45.0 درجة مئوية في أيام متتالية تخللتها ليال دافئة للغاية.

وكان لهذا الحدث غير المسبوق تأثيرات كبيرة متعددة منها الإجهاد الحراري الذي بات يتعرض له الناس والحيوانات والنباتات؛ ونوعية الهواء (الملوثات بسبب الهواء الساخن المستقر)؛ ومخاطر حرائق الغابات؛ واحتمال حدوث انهيالات أرضية بسبب ذوبان الأنهار الجليدية في الجبال؛ والأضرار والأعطال التي لحقت بالبنى التحتية وأنظمة النقل غير المستعدة لمثل درجات الحرارة المرتفعة هذه؛ والعديد من المخاطر الاجتماعية والاقتصادية الأخرى.

وأصدرت دوائر وطنية ومحلية للأرصاد الجوية العديد من الإنذارات والتحذيرات بشأن الحرارة، ومن المأمول أن تحد خدمات الإنذار المبكر بشأن الصحة والحرارة من عدد الوفيات.

وسُجِّل عدد كبير من الأرقام القياسية الجديدة لدرجة يصعب تتبعها.

Fire destroys Lytton, which saw 48.6°C Canadian temperature record

فقد شهدت كندا رقماً قياسياً جديداً يوم الأحد، حيث سجَّلت ليتون في كولومبيا البريطانية 46.6 درجة مئوية (1.6 درجة مئوية أعلى من الرقم القياسي السابق المسجَّل في 5 تموز/ يوليو 1937). وبعد أقل من 24 ساعة، سجَّلت ليتون درجة حرارة قياسية جديدة بلغت 47.9 درجة مئوية يوم الاثنين. ثم سجَّلت، في 29 حزيران/ يونيو، درجة حرارة قياسية جديدة بلغت 49.5 درجة مئوية.

وتجاوزت درجة الحرارة القياسية هذه أعلى درجة حرارة سجلتها لاس فيجاس على الإطلاق وهي 117 درجة فهرنهايت/ 47.2 درجة مئوية. ولعل من المعتاد أن تُسجَّل مثل درجات الحرارة هذه في أثناء أشهر الصيف في الشرق الأوسط وليس في موطن جبال روكي والحديقة الوطنية الجليدية. وقد أدى ذلك إلى زيادة مخاطر ذوبان الأنهار الجليدية.

وفي 28 حزيران/ يونيو، حُطم 43 رقماً قياسياً لدرجات الحرارة في مقاطعة كولومبيا البريطانية، ومن المتوقع أن يزداد ذلك العدد في المستقبل.

ووفقاً لتغريدة وزارة البيئة وتغير المناخ كندا بكولومبيا البريطانية، فإن "الكلمات لا يمكن أن تصف هذا الحدث التاريخي".

وقال Armel Castellan، وهو خبير في الأرصاد الجوية في وزارة البيئة وتغير المناخ كندا، ما يلي: "لم ننته بعد...

فقد سجلت الأقاليم الشمالية الغربية أعلى درجات الحرارة السنوية على الإطلاق وليس فقط بالنسبة لشهر حزيران/ يونيو. إذ أصبحنا نسجِّل درجات حرارة قياسية غير منتظرة في هذا الوقت المبكر من الموسم...

وشهدنا ذلك على مدى عدة أيام متتالية إذ أصبحنا نستيقظ كل يوم على درجات حرارة أعلى من اليوم السابق. وهو أمر خطير لأن الناس عانوا من الجفاف على مدى أيام عديدة، وشهدنا درجات الحرارة ترتفع يوماً تلو يوم...

ومسألة أن درجات الحرارة الدنيا باتت أعلى من درجات الحرارة القصوى المتوسطة لأواخر شهر حزيران/ يونيو مسألة خطيرة للغاية. إذ تحتاج أجسامنا أن تبرد وتتعافى قبل التعرض ليوم آخر من درجات الحرارة المرتفعة. وينبغي أيضاً الانتباه لمسألة البنى التحتية...

إذ إن أقل من 40 في المئة من المنازل مزودة بتكييف للهواء على الساحل، ويضطر الناس للذهاب إلى المكتبات ومراكز التسوق للتمتع ببعض ساعات من الهواء المكيف. وأنا شخصياً كنت أنام في خيمة للفرار من الحرارة."

وأصدرت وزارة البيئة وتغير المناخ كندا العديد من الإنذارات والتحذيرات بشأن الحرارة.

الولايات المتحدة الأمريكية

من كاليفورنيا ونيفادا إلى الشمال الغربي وإلى مونتانا في الشرق، لا يزال أكثر من 14 مليون أمريكي يتلقون إنذارات وتحذيرات بشأن الحرارة المفرطة أو نشرات بشأن الحرارة في الغرب.

وأفاد المرفق الوطني للطقس في الولايات المتحدة بأنه "مجرد امتداد تاريخي لدرجات حرارة قياسية في الشمال الغربي! #HeatWave2021".

ووفقاً للمرفق الوطني للطقس في الولايات المتحدة، سجَّلت سياتل درجة حرارة قياسية جديدة يوم الأحد بلغت 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية)، وأخرى يوم الاثنين بلغت 107 درجات فهرنهايت (41.7 درجة مئوية). وسجَّلت بورتلاند درجة حرارة قياسية جديدة يوم السبت بلغت 108 درجات فهرنهايت (42 درجة مئوية)، وأخرى يوم الأحد بلغت 112 درجة فهرنهايت (44.4 درجة مئوية). وسجَّلت العديد من المحطات الأخرى درجات حرارة قياسية جديدة يوم الاثنين.

وترجع الحرارة إلى نمط حجب كبير في الغلاف الجوي أدى إلى صوبة حرارية مع ضغط منخفض على أحد الجانبين لا يتحرك مع التيار النفاث.

وتأتي هذه الموجة الحارة في أعقاب موجة حرارة تاريخية حدثت قبل أقل من أسبوعين في الصحراء في جنوب غرب الولايات المتحدة وولاية كاليفورنيا وتجاوزت المئات من درجات الحرارة القياسية.

Siberiafires2021
درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي

وشهدت غرب ليبيا درجات حرارة أعلى من المتوسط في حزيران/ يونيو بعشر درجات مئوية.

وشهدت غرب روسيا والمناطق المحيطة ببحر قزوين درجات حرارة مرتفعة بشكل غير عادي بسبب استمرار وجود منطقة كبيرة من الضغط العالي. وفي أجزاء من المنطقة، منها موسكو، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى نحو 35 درجة مئوية بالنهار وأن تظل فوق 20 درجة مئوية بالليل. ومن المتوقع أن تشهد المناطق القريبة من بحر قزوين درجات حرارة تصل إلى نحو 45 درجة مئوية وأن تظل فوق 25 درجة مئوية بالليل. ومن المرجح أن تُسجَّل درجات حرارة قياسية جديدة خلال هذه الموجة الحارة.

تغيّر المناخ

تحدث هذه الظروف الجوية الحارة في أوائل الصيف في ظل تغيّر المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، مع وصول درجات الحرارة العالمية إلى 1.2 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل العصر الصناعي.

وقال عمر بدّور، رئيس شعبة مراقبة المناخ والسياسات المناخية التابعة للمنظمة (WMO)، إن "موجات الحر أصبحت أكثر تواتراً وشدة لأن تركيزات غازات الاحتباس الحراري تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وإننا نلاحظ أيضاً أن بداية موجات الحر باتت تتقدم ونهايتها تتأخر وأنها تلحق أضراراً متزايدة بصحة الإنسان".

وقال Nikos Christidis، وهو عالم مناخ في مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، ما يلي: "لولا تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، لكان من المستحيل تقريباً أن تصل درجات الحرارة في غرب الولايات المتحدة إلى هذه المستويات القياسية في حزيران/ يونيو، إذ إن احتمال حدوث ذلك طبيعياً هو مرة واحدة كل عشرات الآلاف من السنين. ولكن في ظل الظروف المناخية الحالية، بات تسجيل شهر حزيران/ يونيو درجات حرارة مرتفعة للغاية أمراً شائعاً، ومن المرجح أن يحدث ذلك مرتين كل ثلاثة عقود. ومع ذلك، يشير تحليل قائم على العديد من النماذج الحاسوبية إلى أن احتمال تسجيل درجات الحرارة القصوى هذه سيكون مرتفعاً بحلول نهاية القرن. ويُقدَّر أن التأثير البشري قد زاد من احتمال تسجيل أرقام قياسية جديدة عدة آلاف من المرات."

وتضمن التقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية معلومات عن تغير المناخ ورفاه الإنسان.

وجاء في التقرير أنه من المتوقع أن تزيد المخاطر المتصلة بالمناخ على الصحة وسبل العيش والأمن الغذائي والإمداد بالمياه وأمن البشر والنمو الاقتصادي في ظل الاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية، وأن تزيد بدرجة أكبر في ظل الاحترار العالمي البالغ درجتين مئويتين. وإن حد الاحترار عند 1.5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين قد يؤدي إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يتعرضون لموجات الحر الشديدة بمقدار 420 مليون شخص.

ووفقاً لبيان المنظمة (WMO) بشأن حالة المناخ العالمي في عام 2019، شهد الأشخاص المعرضون للخطر الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، في عام 2018، زيادة في حالات التعرض لموجة الحر بلغت 220 مليون حالة أكثر من متوسط خط الأساس للفترة 1986-2005.

ويعمل المكتب المشترك بين المنظمة (WMO) ومنظمة الصحة العالمية المعني بالمناخ والصحة بنشاط على حماية صحة الناس من هذا الخطر الرئيسي. والمنظمة (WMO) هي أحد الشركاء المؤسسين للشبكة العالمية للمعلومات بشأن الحرارة والصحة.

    شارك: