ظاهرة النينيا الجديدة تؤثر في درجات الحرارة ومعدلات الهطول – ولكن ليس في تغيّر المناخ

جنيف، 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) - تشكلت ظاهرة النينيا للعام الثاني على التوالي، ومن المتوقع أن تستمر حتى أوائل عام 2022 فتؤثر في درجات الحرارة ومعدلات الهطول. ووفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، فعلى الرغم من تأثير التبريد لهذه الظاهرة المناخية الطبيعية، فمن المتوقع أن تكون درجات الحرارة في أجزاء عديدة من العالم أعلى من المتوسط بسبب الحرارة المتراكمة المحبوسة في الغلاف الجوي نتيجة بلوغ غازات الاحتباس الحراري مستويات غير مسبوقة.

ومن المرجح، وفقاً لمعظم النماذج، أن تتراوح شدة ظاهرة النينيا في 2021/2022 بين ضعيفة ومعتدلة وأن تكون أضعف قليلاً من ظاهرة 2020/2021.

ومع ذلك، ستتضرر القطاعات الشديدة التأثر بالمناخ مثل الزراعة والصحة والموارد المائية وإدارة الكوارث. وتقدِّم المنظمة (WMO) سُبل الدعم والمشورة إلى الوكالات الإنسانية الدولية للحد من الآثار في وقت تستنزف فيه ظواهر الطقس المتطرفة واستمرار جائحة كوفيد-19 قدرة البلدان الضعيفة على الصمود.

وتتصل ظاهرة النينيا بانخفاض واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي، مع تغيرات في دوران الغلاف الجوي في المنطقة المدارية، وبالتحديد في الرياح والضغط وهطول الأمطار. ومن ثم، فإن آثار ظاهرة النينيا تكون عادةً معاكسة لآثار ظاهرة النينيو التي تشير إلى المرحلة الدافئة من الظاهرة المعروفة باسم "ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي".

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس، إن "الأثر التبريدي لظاهرة النينيا في 2020/2021 - الذي يتجلى عادةً في النصف الثاني من الظاهرة - يعني أن عام 2021 لن يكون أحر عاماً مسجَّلاً وإنما من أحر عشرة أعوام. ولا شك في أن في ذلك تخفيفاً ولو لحين، ولكنه لا يعكس توجه الاحترار على الأجل الطويل ولا يقلل في شيء من الطابع الملح للعمل المناخي".

ووفقاً لأحدث المعلومات الصادرة عن المنظمة (WMO)، فإن احتمال بقاء درجات حرارة سطح المحيط الهادئ الاستوائي عند المستوى الذي بلغته بسبب ظاهرة النينيا حتى نهاية عام 2021 احتمال مرتفع (90%)، واحتمال بقائها عند المستوى نفسه في الربع الأول من عام 2022 متوسط (70-80%). ويستند ذلك إلى تنبؤات من المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات البعيدة المدى التابعة للمنظمة (WMO) وتفسيرات الخبراء.

مستجدات المناخ الموسمي العالمي

ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي هي المحرك المهيمن للتقلبات المناخية الطبيعية، وهي المصدر الرئيسي للتنبؤ بالمناخ الموسمي. ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (جزء الفريق العامل الأول من تقرير التقييم السادس)، فمن المرجح أن تزداد تقلبية هطول الأمطار المرتبطة بظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي على الصعيد الإقليمي عندما يزداد العالم دفئاً.

وظاهرتا النينيو والنينيا لستا العاملين الوحيدين، ولا تتشابه ظاهرتان من ظواهر النينيو أو النينيا. ولذلك تصدر المنظمة (WMO) منشوراً شهرياً بعنوان "مستجدات المناخ الموسمي العالمي" لتوفير المزيد من المعلومات العملية لمتخذي القرارات.

ويتناول ذلك المنشور، إضافة إلى ظاهرتَي النينيو والنينيا، تأثيرات محركات مناخية أخرى مثل تذبذب شمال الأطلسي والقطبية الثنائية للمحيط الهندي بغية تقييم آثارها المحتملة على درجات الحرارة السطحية وأنماط الهطول على الصعيد الإقليمي؛ وهو بذلك أساس لكثير من المناقشات الموسمية مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين.

ومن ثم، ينبغي لمتخذي القرارات أن يتابعوا على الدوام أحدث التنبؤات الموسمية للحصول على أحدث المعلومات.

توقعات احتمالية لدرجة حرارة الهواء السطحي في الفترة كانون الأول/ ديسمبر - شباط/ فبراير 2021-2022. وفترة خط الأساس هي 1993‑2009‏.
والبيانات مستمدة من المركز الرئيسي للتنبؤات البعيدة المدى على أساس مجموعات التنبؤات المتعددة النماذج (LC-LRFMME)ا التابع للمنظمة (WMO).

ووفقاً لمنشور "مستجدات المناخ الموسمي العالمي"، فعلى الرغم من ضعف ظاهرة النينيا في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي، فإن الارتفاع الواسع النطاق والأعلى من المتوسط لدرجة حرارة سطح البحر في المناطق الأخرى يهيمن على توقعات درجات حرارة الهواء في الفترة كانون الأول/ ديسمبر - شباط/ فبراير 2021-2022.

ومن المتوقع أن تشهد العديد من المناطق البرية درجات حرارة أعلى من المتوسط فيما عدا شمال غرب أمريكا الشمالية وشبه القارة الهندية وشبه جزيرة الهند الصينية وأستراليا.

ومن المتوقع أن يكون الشتاء دافئاً دفئاً غير عادي في أقصى الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من آسيا والقطب الشمالي. ووفقاً للنماذج، فإنه من المتوقع أيضاً أن تكون درجات الحرارة أعلى من المتوسط في الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية من أمريكا الشمالية، بما في ذلك في جزء كبير من منطقة البحر الكاريبي، وفي الأجزاء الشمالية الشرقية من آسيا وأغلب أجزاء أوروبا.

وأما في جنوب تلك المناطق، فمن المتوقع أن تكون درجات الحرارة أعلى من المتوسط في مساحة كبيرة من شبه القارة البحرية امتداداً إلى جنوب المحيط الهادئ، وكذلك بالقرب من أفريقيا الاستوائية امتداداً إلى مدغشقر في الجنوب الشرقي.

ومن المتوقع أن تكون درجات الحرارة شبه عادية أو أقل من المعتاد في معظم أنحاء أمريكا الجنوبية التي تقع شمال 15 درجة جنوباً تقريباً، ومن المتوقع أن يشهد جزء كبير من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية درجة حرارة أقل من المعتاد.

الهطول

من المتوقع حدوث بعض الآثار المعتادة لظاهرة النينيا على هطول الأمطار. وتوجد احتمالات مرتفعة لأن تكون الأحوال الجوية جافة جفافاً غير عادي على طول خط الاستواء وأن تتركز بالقرب من خط التوقيت الدولي وتمتد إلى أقصى جنوب أمريكا الجنوبية والأجزاء الشمالية الغربية من جنوب آسيا والشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن تكون الأحوال الجوية رطبة رطوبة غير اعتيادية في أنحاء جنوب شرق آسيا التي تقع شمال خط الاستواء مباشرة، وأن تمتد إلى جنوب غرب المحيط الهادئ وشمال وسط المحيط الهادئ والشمال الشرقي وأقصى الشمال الغربي من أمريكا الجنوبية.

وتوجد دلائل أضعف على أن الأحوال الجوية ستكون رطبة رطوبة غير عادية في جزء من غرب أمريكا الشمالية وبعض أجزاء الجنوب الأفريقي وجزء كبير من أستراليا.

ولا يوجد اتساق يُذكر فيما يخص هطول الأمطار المتوقع على الأجزاء المتبقية من أفريقيا وأوروبا وآسيا.

توقعات احتمالية للهطول في الفترة كانون الأول/ ديسمبر - شباط/ فبراير 2021-2022. وفترة خط الأساس هي 1993‑2009‏.
والبيانات مستمدة من المركز الرئيسي للتنبؤات البعيدة المدى على أساس مجموعات التنبؤات المتعددة النماذج (LC-LRFMME) التابع للمنظمة (WMO).

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Mobile phone: +41 79 709 13 97