تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي تصل إلى مستوى قياسي جديد

25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019

سجلت مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي رقماً قياسياً جديداً مرة أخرى، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO). ويعني هذا الاتجاه المستمر على المدى الطويل أن الأجيال القادمة ستواجه تأثيرات حادة ومتزايدة لتغير المناخ، منها ارتفاع درجات الحرارة وطقس أكثر تطرفاً وإجهاد مائي وارتفاع مستوى سطح البحر واختلال النظم الإيكولوجية البحرية والبرية.

عام آخر، رقم قياسي آخر

جنيف، 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 – سجلت مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي رقماً قياسياً جديداً مرة أخرى، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO). ويعني هذا الاتجاه المستمر على المدى الطويل أن الأجيال القادمة ستواجه تأثيرات حادة ومتزايدة لتغير المناخ، منها ارتفاع درجات الحرارة وطقس أكثر تطرفاً وإجهاد مائي وارتفاع مستوى سطح البحر واختلال النظم الإيكولوجية البحرية والبرية.

وتشير نشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة (WMO) إلى أن المتوسط العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون (CO2) قد بلغ 407.8 جزء في المليون في 2018، مرتفعاً من 405.5 جزء في المليون في 2017.

وكانت الزيادة في ثاني أكسيد الكربون من 2017 إلى 2018 قريبة للغاية من الزيادة المرصودة من 2016 إلى 2017 وتزيد بالكاد على متوسط العقد الماضي. وقد تجاوزت المستويات العالمية لثاني أكسيد الكربون الحد الرمزي الهام 400 جزء في المليون في 2015.

ويبقى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لقرون وقد يبقى في المحيطات لفترة أطول.

كما ارتفعت تركيزات الميثان وأكسيد النيتروز بكميات أعلى مما كانت عليه خلال العقد الماضي، وفقاً لعمليات الرصد الصادرة عن الشبكة العالمية لمراقبة الغلاف الجوي التي تضم محطات في المنطقة القطبية الشمالية والمناطق الجبلية والجزر المدارية النائية.

ومنذ عام 1990، زاد إجمالي القسر الإشعاعي - التأثير الاحتراري على المناخ - بمقدار 43 في المائة بفعل غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر. وساهم ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 في المائة في هذه الزيادة، وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بالولايات المتحدة والتي نقلتها نشرة المنظمة (WMO).

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، السيد بيتيري تالاس "ليس هناك ما يشير إلى وجود تباطؤ، ناهيك عن انخفاض، في تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي رغم جميع الالتزامات المقطوعة بموجب اتفاق باريس بشأن تغير المناخ ... نحن بحاجة إلى ترجمة الالتزامات إلى أفعال وزيادة مستوى ما نطمح إليه من أجل رفاه البشرية في المستقبل".

واستطرد السيد تالاس قائلاً " تجدر الإشارة إلى أن آخر مرة شهدت الأرض فيها تركيزات مماثلة لثاني أكسيد الكربون كان قبل 5-3 ملايين سنة. ففي ذلك الوقت كانت درجات الحرارة أعلى من الآن بدرجتين إلى ثلاث درجات سلسيوس، وكان مستوى سطح البحر أعلى بمقدار 10 أمتار إلى 20 متراً."

فجوة الانبعاثات

تعرض نشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة (WMO) تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. والانبعاثات هي ما يذهب إلى الغلاف الجوي، أما التركيزات فهي ما يبقى في الغلاف الجوي بعد نظام معقد من التفاعلات بين الغلاف الجوي والغلاف الحيوي والغلاف الأرضي والغلاف الجليدي والمحيطات. وتمتص المحيطات زهاء ربع إجمالي الانبعاثات في حين يمتص الغلاف الحيوي ربعاً آخر.

ولا يُقدر أن تبلغ الانبعاثات العالمية ذروتها بحلول عام 2030، ناهيك عن عام 2020، إذا تم الحفاظ على سياسات المناخ الحالية والمستويات الطموحة للمساهمات المحددة وطنياً (NDCs). وتشير النتائج الأولية الواردة في تقرير Emissions Gap Report 2019 (تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2019) إلى أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري استمرت في الارتفاع في عام 2018، وفقاً للفصل الذي نُشر مسبقاً من تقرير فجوة الانبعاثات والذي ورد كجزء من التقرير التجميعي United in Science (متحدون في العلوم) الذي صدر في قمة العمل المناخي التي نظمها الأمين العام للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر.

وشدد التقرير United in Science (متحدون في العلوم)، الذي جمع المنظمات الشريكة الرئيسية في مجال البحوث العالمية لتغير المناخ، على الفجوة الصارخة والمتنامية بين الأهداف المتفق عليها لمواجهة الاحترار العالمي والواقع الفعلي.

وقالت السيدة Inger Andersen، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) "إن نتائج نشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة (WMO) وتقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) يشيران، في هذه الفترة الحرجة، إلى اتجاه واضح وهو ضرورة أن يتخذ العالم إجراءات ملموسة ومكثفة بشأن الانبعاثات". وأضافت "نحن نواجه خياراً قاسياً: إما البدء في إجراء تحولات جذرية نحتاجها الآن وإما مواجهة عواقب كوكب تغير بشكل جذري بفعل تغير المناخ."

وسيصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقرير فجوة الانبعاثات بشكل منفصل ومكمل في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر. ويقيِّم التقرير، في عامه العاشر حالياً، أحدث الدراسات العلمية بشأن الانبعاثات الحالية والمقدرة مستقبلاً لغازات الاحتباس الحراري؛ كما يقارن هذه الانبعاثات مع مستويات الانبعاثات المسموح بها بغية إحراز تقدم عالمي على المسار الأقل تكلفة نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس. ويُعرف الفرق بين "المستويات التي يرجّح أننا فيها وتلك التي يتعيّن علينا بلوغها" بفجوة الانبعاثات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش إن القمة قد "عززت الزخم والتعاون وما نطمح إليه، ولكن لايزال الطريق طويلاً."

وسينهض بهذا الأمر الآن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، الذي سيعقد في الفترة من 2 إلى 15 كانون الأول/ ديسمبر في مدريد، إسبانيا، برئاسة شيلي.

‏النتائج الرئيسية لنشرة غازات الاحتباس الحراري

تضمنت النشرة التركيز على الطريقة التي تؤكد بها النظائر الدور المهيمن لاحتراق الوقود الأحفوري في زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

فهناك دلائل عديدة على أن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مرتبطة باحتراق الوقود الأحفوري. وقد تكوَّن الوقود الأحفوري من مادة نباتية منذ ملايين السنين ولا يحتوي على الكربون المشع. ومن ثم، فإن احتراقه سيضيف إلى الغلاف الجوي ثاني أكسيد الكربون الخالي من الكربون المشع، مما يزيد من مستويات ثاني أكسيد الكربون ويقل محتوى الكربون المشع. وهذا هو بالضبط ما يتضح من القياسات.

ثاني أكسيد الكربون

ثاني أكسيد الكربون هو أهم غاز من غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر في الغلاف الجوي ويتعلق بالأنشطة البشرية. وقد وصل تركيزه إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2018 تبلغ 407.8 جزء في المليون، أو 147 في المائة من مستواه قبل العصر الصناعي في عام 1750.

وكانت الزيادة في ثاني أكسيد الكربون من 2017 إلى 2018 أعلى من متوسط معدل الزيادة على مدى العقد الماضي. فقد ارتفع متوسط معدل زيادة ثاني أكسيد الكربون على مدى ثلاثة عقود متتالية (1995-1985 و2005-1995 و2015-2005) من 1.42 جزء في المليون في السنة إلى 1.86 جزء في المليون في السنة ثم إلى 2.06 جزء في المليون في السنة وكانت أعلى معدلات الزيادة السنوية المرصودة خلال حدوث ظاهرة النينيو.

ويبين المؤشر السنوي لغازات الاحتباس الحراري الصادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن القسر الإشعاعي الناجم عن غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر (LLGHGs) قد زاد بنسبة 43 في المائة في الفترة من 1990 إلى 2018، وساهم ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 في المائة في هذه الزيادة.

الميثان

الميثان (CH4) هو ثاني أهم غاز من غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر، ويسهم بنحو 17 في المائة في القسر الإشعاعي. وينبعث زهاء 40 في المائة من الميثان في الغلاف الجوي من مصادر طبيعية (مثل الأراضي الرطبة والنمل الأبيض)، بينما ينجم زهاء 60 في المائة عن الأنشطة البشرية، مثل تربية الماشية وزراعة الأرز واستغلال الوقود الأحفوري ومدافن القمامة وحرق الكتلة الأحيائية.

وقد بلغ تركيز الميثان في الغلاف الجوي رقماً قياسياً جديداً قدره حوالي 1869 جزءاً في البليون في 2018، إذ يبلغ تركيزه الآن 259 في المائة من مستواه قبل العصر الصناعي. وكانت الزيادة في الميثان من 2017 إلى 2018 أعلى من الزيادة المرصودة من 2016 إلى 2017 ومن المتوسط على مدار العقد الماضي.

أكسيد النيتروز

ينبعث أكسيد النيتروز (N2O) في الغلاف الجوي من مصادر طبيعية (زهاء 60 في المائة) وبشرية (زهاء 40 في المائة)، منها المحيطات والتربة وحرق الكتلة الأحيائية واستخدام المسمدات والعمليات الصناعية المختلفة.

وقد بلغ تركيزه في الغلاف الجوي 331.1 جزء في البليون في 2018، وهو ما يعادل 123 في المائة من مستواه قبل العصر الصناعي. وكانت أيضاً الزيادة من 2017 إلى 2018 أعلى من الزيادة المرصودة من 2016 إلى 2017 ومن متوسط معدل الزيادة على مدار العشر سنوات الماضية.

ويؤدي أكسيد النيتروز دوراً مهماً في تدمير طبقة الأوزون الستراتوسفيرية التي تحمينا من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، ويسهم بنحو 6 في المائة في القسر الإشعاعي الناجم عن غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر.

ملاحظات للمحررين

ينسق برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW) التابع للمنظمة (WMO)  عمليات الرصد المنتظمة لغازات الاحتباس الحراري والأنواع النزرة الأخرى، ويحلل نتائج تلك العمليات. وقد أسهمت أربعة وخمسون بلداً ببيانات في نشرة غازات الاحتباس الحراري. وتقدم البلدان المشاركة البيانات الخاصة بالقياسات، ويقوم المركز العالمي لبيانات غازات الاحتباس الحراري (WDCGG) في هيئة الأرصاد الجوية اليابانية بحفظ هذه البيانات وتوزعيها.

للحصول على مزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell +41 79 709 13 97

ملاحظات للمحررين

عام آخر، رقم قياسي آخر

جنيف، 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 – سجلت مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي رقماً قياسياً جديداً مرة أخرى، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO). ويعني هذا الاتجاه المستمر على المدى الطويل أن الأجيال القادمة ستواجه تأثيرات حادة ومتزايدة لتغير المناخ، منها ارتفاع درجات الحرارة وطقس أكثر تطرفاً وإجهاد مائي وارتفاع مستوى سطح البحر واختلال النظم الإيكولوجية البحرية والبرية.

وتشير نشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة (WMO) إلى أن المتوسط العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون (CO2) قد بلغ 407.8 جزء في المليون في 2018، مرتفعاً من 405.5 جزء في المليون في 2017.

وكانت الزيادة في ثاني أكسيد الكربون من 2017 إلى 2018 قريبة للغاية من الزيادة المرصودة من 2016 إلى 2017 وتزيد بالكاد على متوسط العقد الماضي. وقد تجاوزت المستويات العالمية لثاني أكسيد الكربون الحد الرمزي الهام 400 جزء في المليون في 2015.

ويبقى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لقرون وقد يبقى في المحيطات لفترة أطول.

كما ارتفعت تركيزات الميثان وأكسيد النيتروز بكميات أعلى مما كانت عليه خلال العقد الماضي، وفقاً لعمليات الرصد الصادرة عن الشبكة العالمية لمراقبة الغلاف الجوي التي تضم محطات في المنطقة القطبية الشمالية والمناطق الجبلية والجزر المدارية النائية.

ومنذ عام 1990، زاد إجمالي القسر الإشعاعي - التأثير الاحتراري على المناخ - بمقدار 43 في المائة بفعل غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر. وساهم ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 في المائة في هذه الزيادة، وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بالولايات المتحدة والتي نقلتها نشرة المنظمة (WMO).

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، السيد بيتيري تالاس "ليس هناك ما يشير إلى وجود تباطؤ، ناهيك عن انخفاض، في تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي رغم جميع الالتزامات المقطوعة بموجب اتفاق باريس بشأن تغير المناخ ... نحن بحاجة إلى ترجمة الالتزامات إلى أفعال وزيادة مستوى ما نطمح إليه من أجل رفاه البشرية في المستقبل".

واستطرد السيد تالاس قائلاً " تجدر الإشارة إلى أن آخر مرة شهدت الأرض فيها تركيزات مماثلة لثاني أكسيد الكربون كان قبل 5-3 ملايين سنة. ففي ذلك الوقت كانت درجات الحرارة أعلى من الآن بدرجتين إلى ثلاث درجات سلسيوس، وكان مستوى سطح البحر أعلى بمقدار 10 أمتار إلى 20 متراً."

فجوة الانبعاثات

تعرض نشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة (WMO) تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. والانبعاثات هي ما يذهب إلى الغلاف الجوي، أما التركيزات فهي ما يبقى في الغلاف الجوي بعد نظام معقد من التفاعلات بين الغلاف الجوي والغلاف الحيوي والغلاف الأرضي والغلاف الجليدي والمحيطات. وتمتص المحيطات زهاء ربع إجمالي الانبعاثات في حين يمتص الغلاف الحيوي ربعاً آخر.

ولا يُقدر أن تبلغ الانبعاثات العالمية ذروتها بحلول عام 2030، ناهيك عن عام 2020، إذا تم الحفاظ على سياسات المناخ الحالية والمستويات الطموحة للمساهمات المحددة وطنياً (NDCs). وتشير النتائج الأولية الواردة في تقرير Emissions Gap Report 2019 (تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2019) إلى أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري استمرت في الارتفاع في عام 2018، وفقاً للفصل الذي نُشر مسبقاً من تقرير فجوة الانبعاثات والذي ورد كجزء من التقرير التجميعي United in Science (متحدون في العلوم) الذي صدر في قمة العمل المناخي التي نظمها الأمين العام للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر.

وشدد التقرير United in Science (متحدون في العلوم)، الذي جمع المنظمات الشريكة الرئيسية في مجال البحوث العالمية لتغير المناخ، على الفجوة الصارخة والمتنامية بين الأهداف المتفق عليها لمواجهة الاحترار العالمي والواقع الفعلي.

وقالت السيدة Inger Andersen، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) "إن نتائج نشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة (WMO) وتقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) يشيران، في هذه الفترة الحرجة، إلى اتجاه واضح وهو ضرورة أن يتخذ العالم إجراءات ملموسة ومكثفة بشأن الانبعاثات". وأضافت "نحن نواجه خياراً قاسياً: إما البدء في إجراء تحولات جذرية نحتاجها الآن وإما مواجهة عواقب كوكب تغير بشكل جذري بفعل تغير المناخ."

وسيصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقرير فجوة الانبعاثات بشكل منفصل ومكمل في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر. ويقيِّم التقرير، في عامه العاشر حالياً، أحدث الدراسات العلمية بشأن الانبعاثات الحالية والمقدرة مستقبلاً لغازات الاحتباس الحراري؛ كما يقارن هذه الانبعاثات مع مستويات الانبعاثات المسموح بها بغية إحراز تقدم عالمي على المسار الأقل تكلفة نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس. ويُعرف الفرق بين "المستويات التي يرجّح أننا فيها وتلك التي يتعيّن علينا بلوغها" بفجوة الانبعاثات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش إن القمة قد "عززت الزخم والتعاون وما نطمح إليه، ولكن لايزال الطريق طويلاً."

وسينهض بهذا الأمر الآن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، الذي سيعقد في الفترة من 2 إلى 15 كانون الأول/ ديسمبر في مدريد، إسبانيا، برئاسة شيلي.

‏النتائج الرئيسية لنشرة غازات الاحتباس الحراري

تضمنت النشرة التركيز على الطريقة التي تؤكد بها النظائر الدور المهيمن لاحتراق الوقود الأحفوري في زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

فهناك دلائل عديدة على أن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مرتبطة باحتراق الوقود الأحفوري. وقد تكوَّن الوقود الأحفوري من مادة نباتية منذ ملايين السنين ولا يحتوي على الكربون المشع. ومن ثم، فإن احتراقه سيضيف إلى الغلاف الجوي ثاني أكسيد الكربون الخالي من الكربون المشع، مما يزيد من مستويات ثاني أكسيد الكربون ويقل محتوى الكربون المشع. وهذا هو بالضبط ما يتضح من القياسات.

ثاني أكسيد الكربون

ثاني أكسيد الكربون هو أهم غاز من غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر في الغلاف الجوي ويتعلق بالأنشطة البشرية. وقد وصل تركيزه إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2018 تبلغ 407.8 جزء في المليون، أو 147 في المائة من مستواه قبل العصر الصناعي في عام 1750.

وكانت الزيادة في ثاني أكسيد الكربون من 2017 إلى 2018 أعلى من متوسط معدل الزيادة على مدى العقد الماضي. فقد ارتفع متوسط معدل زيادة ثاني أكسيد الكربون على مدى ثلاثة عقود متتالية (1995-1985 و2005-1995 و2015-2005) من 1.42 جزء في المليون في السنة إلى 1.86 جزء في المليون في السنة ثم إلى 2.06 جزء في المليون في السنة وكانت أعلى معدلات الزيادة السنوية المرصودة خلال حدوث ظاهرة النينيو.

ويبين المؤشر السنوي لغازات الاحتباس الحراري الصادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن القسر الإشعاعي الناجم عن غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر (LLGHGs) قد زاد بنسبة 43 في المائة في الفترة من 1990 إلى 2018، وساهم ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 في المائة في هذه الزيادة.

الميثان

الميثان (CH4) هو ثاني أهم غاز من غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر، ويسهم بنحو 17 في المائة في القسر الإشعاعي. وينبعث زهاء 40 في المائة من الميثان في الغلاف الجوي من مصادر طبيعية (مثل الأراضي الرطبة والنمل الأبيض)، بينما ينجم زهاء 60 في المائة عن الأنشطة البشرية، مثل تربية الماشية وزراعة الأرز واستغلال الوقود الأحفوري ومدافن القمامة وحرق الكتلة الأحيائية.

وقد بلغ تركيز الميثان في الغلاف الجوي رقماً قياسياً جديداً قدره حوالي 1869 جزءاً في البليون في 2018، إذ يبلغ تركيزه الآن 259 في المائة من مستواه قبل العصر الصناعي. وكانت الزيادة في الميثان من 2017 إلى 2018 أعلى من الزيادة المرصودة من 2016 إلى 2017 ومن المتوسط على مدار العقد الماضي.

أكسيد النيتروز

ينبعث أكسيد النيتروز (N2O) في الغلاف الجوي من مصادر طبيعية (زهاء 60 في المائة) وبشرية (زهاء 40 في المائة)، منها المحيطات والتربة وحرق الكتلة الأحيائية واستخدام المسمدات والعمليات الصناعية المختلفة.

وقد بلغ تركيزه في الغلاف الجوي 331.1 جزء في البليون في 2018، وهو ما يعادل 123 في المائة من مستواه قبل العصر الصناعي. وكانت أيضاً الزيادة من 2017 إلى 2018 أعلى من الزيادة المرصودة من 2016 إلى 2017 ومن متوسط معدل الزيادة على مدار العشر سنوات الماضية.

ويؤدي أكسيد النيتروز دوراً مهماً في تدمير طبقة الأوزون الستراتوسفيرية التي تحمينا من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، ويسهم بنحو 6 في المائة في القسر الإشعاعي الناجم عن غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر.

ملاحظات للمحررين

ينسق برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW) التابع للمنظمة (WMO)  عمليات الرصد المنتظمة لغازات الاحتباس الحراري والأنواع النزرة الأخرى، ويحلل نتائج تلك العمليات. وقد أسهمت أربعة وخمسون بلداً ببيانات في نشرة غازات الاحتباس الحراري. وتقدم البلدان المشاركة البيانات الخاصة بالقياسات، ويقوم المركز العالمي لبيانات غازات الاحتباس الحراري (WDCGG) في هيئة الأرصاد الجوية اليابانية بحفظ هذه البيانات وتوزعيها.

للحصول على مزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell +41 79 709 13 97

شارك: