نشرة غازات الاحتباس الحراري: عام آخر ورقم قياسي آخر

22 تشرين الأول/ أكتوبر 2021

وصلت وفرة الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي مجدداً إلى رقم قياسي جديد في العام الماضي، إذ كان معدل الزيادة السنوي أعلى من متوسط الفترة 2020-2011. واستمر هذا الاتجاه في عام 2021، وفقاً لنشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)

زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري يهدد أهداف اتفاق باريس المتعلقة بدرجات الحرارة

جنيف، 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) – وصلت وفرة الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي مجدداً إلى رقم قياسي جديد في العام الماضي، إذ كان معدل الزيادة السنوي أعلى من متوسط الفترة 2020-2011. واستمر هذا الاتجاه في عام 2021، وفقاً لنشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).

وبلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وهو أهم غازات الاحتباس الحراري، 413.2 جزء في المليون في عام 2020 ويمثل نسبة 149 في المائة من مستوى ما قبل الحقبة الصناعية. وبلغت نسبة الميثان (CH4) 262 في المائة، ونسبة أكسيد النيتروز (N2O) 123 في المائة من المستويات في عام 1750، عندما بدأت الأنشطة البشرية في إخلال التوازن الطبيعي للأرض. ولم يكن للتباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19 أي تأثير ملحوظ على مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ومعدلات نموها، وإن كان هناك انخفاض مؤقت في الانبعاثات الجديدة.

وطالما استمرت الانبعاثات، ستستمر درجة الحرارة العالمية في الارتفاع. فبالنظر إلى العمر الطويل لثاني أكسيد الكربون، فإن مستوى درجة الحرارة المرصودة بالفعل سيستمر لعدة عقود حتى لو خُفضت الانبعاثات بسرعة إلى صفر صاف. وإلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، فإن هذا يعني حدوث المزيد من ظواهر الطقس المتطرفة، بما في ذلك الحرارة الشديدة وسقوط الأمطار وذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر وتحمض المحيطات، وما يرتبط بذلك من آثار اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى.

هناك ما يقرب من نصف كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأنشطة البشرية اليوم لا يزال موجوداً في الغلاف الجوي. أما النصف الآخر، فتمتصه المحيطات والنظم الإيكولوجية الأرضية. وقد أشارت النشرة إلى القلق من أن قدرة النظم الإيكولوجية الأرضية والمحيطات على العمل كـ "بالوعات" قد تصبح أقل فعالية في المستقبل، مما يقلل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتكون بمثابة حاجز ضد مواصلة الارتفاع في درجات الحرارة.

وتبين النشرة أنه في الفترة من عام 1990 إلى عام 2020، زاد التأثير الإشعاعي – تأثير الاحترار على مناخنا – بسبب غازات الاحتباس الحراري الطويلة العمر بنسبة 47 في المائة، إذ شكّل ثاني أكسيد الكربون حوالي 80 في المائة من هذه الزيادة. وتستند هذه الأرقام إلى عملية المراقبة التي تضطلع بها شبكة المراقبة العالمية للغلاف الجوي التابعة للمنظمة (WMO).

وقال البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة (WMO): "تتضمن نشرة غازات الاحتباس الحراري رسالة علمية صارخة للمفاوضين بشأن تغير المناخ في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين. وفي ظل المعدل الحالي للزيادة في تركيزات غازات الاحتباس الحراري، سنشهد زيادة في درجة الحرارة بحلول نهاية هذا القرن تتجاوز بكثير الزيادة المستهدفة التي حددها اتفاق باريس بأن تكون أعلى من مستويات ما قبل الحقبة الصناعية بمقدار يتراوح بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين. فنحن بعيدون كثيراً عن المسار الصحيح".

وتابع: "إن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خرقت القيمة البارزة البالغة 400 جزء في المليون في عام 2015. وبعد خمس سنوات فقط، تجاوزت 413 جزءاً في المليون. وهذا أكثر من مجرد صيغة كيميائية وأرقام على رسم بياني. ولهذا الأمر تداعيات سلبية كبيرة على حياتنا اليومية ورفاهيتنا، وعلى حالة كوكبنا، وعلى مستقبل أولادنا وأحفادنا".

وواصل حديثه قائلاً: "يبقى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لقرون، ويبقي في المحيطات لفترات أطول. وقد كانت آخر مرة شهدت فيها الأرض تركيزاً مشابهاً لثاني أكسيد الكربون قبل 5-3 ملايين سنة، عندما كانت درجة الحرارة أدفأ بمقدار 3-2 درجة مئوية وكان مستوى سطح البحر أعلى من نظيره في الوقت الحالي بمقدار يتراوح بين 10 أمتار و20 متراً. ولكن لم يكن تعداد السكان 7.8 مليار نسمة في ذلك الوقت".

وتابع: "تضع العديد من البلدان حالياً أهدافاً محايدة للكربون ويؤمل أن يشهد مؤتمر الأطراف السادس والعشرون زيادة كبيرة في الالتزامات. وعلينا تحويل التزامنا إلى عمل سيكون له تأثير على الغازات التي تؤدي إلى تغير المناخ. وعلينا إعادة النظر في نظمنا الصناعية والخاصة بالطاقة والنقل وطريقة حياتنا ككل. والتغييرات المطلوبة ميسورة التكلفة اقتصادياً وممكنة من الناحية التقنية. فليس هناك وقت نضيعه".

Global annual surface man abundances 2020

النقاط البارزة في النشرة

بالوعات الكربون

هناك ما يقرب من نصف كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأنشطة البشرية اليوم لا يزال موجوداً في الغلاف الجوي. بينما تمتص المحيطات والنظم الإيكولوجية الأرضية النصف الآخر. ويمثل جزء ثاني أكسيد الكربون الذي يبقي في الغلاف الجوي مؤشراً مهماً للتوازن بين المصادر والبالوعات. ويتغير هذا الجزء من سنة إلى أخرى بسبب تقلبية الطبيعة.

وزادت بالوعات ثاني أكسيد الكربون في الأراضي والمحيطات بشكل متناسب مع زيادة الانبعاثات في السنوات الستين الماضية. إلا أن عمليات الامتصاص هذه حساسة لتغيرات المناخ والتغيرات في استخدام الأراضي. وستكون للتغيرات في فعالية بالوعات الكربون آثار قوية في بلوغ أهداف اتفاق باريس لعام 2015 وستتطلب تعديلات في توقيت و/ أو حجم التزامات خفض الانبعاثات.

وقد يؤدي تغير المناخ المستمر وردود الفعل ذات الصلة، من قبيل حالات الجفاف المتكررة وما يرتبط بها من زيادة نشوب حرائق الغابات وكثافتها، إلى تقليل امتصاص النظم الإيكولوجية الأرضية لثاني أكسيد الكربون. وهذه التغييرات تحدث بالفعل، وتقدم النشرة مثالاً على تحول جزء من الأمازون من بالوعة كربون إلى مصدر للكربون. وقد ينخفض امتصاص المحيط أيضاً بسبب ارتفاع درجات حرارة سطح البحر، وانخفاض الأس الهيدروجيني pH بسبب امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتباطؤ دوران المحيطات نتيجة زيادة ذوبان الجليد البحري.

وتكتسي المعلومات الآنية والدقيقة عن التغيرات أهمية بالغة لاكتشاف التغيرات المستقبلية في التوازن بين المصادر/ البالوعات، وهذه التغيرات ترصدها شبكات المراقبة العالمية للغلاف الجوي.

وثاني أكسيد الكربون هو أهم غاز من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، إذ يمثل 66 في المائة تقريباً من تأثير الاحترار على المناخ، ويُعزى ذلك في الأساس إلى احتراق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت.

ووصل المتوسط العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون إلى مستوى مرتفع جديد بلغ 413.2 جزء في المليون في عام 2020. وكانت الزيادة في ثاني أكسيد الكربون في الفترة من 2019 إلى 2020 أقل قليلاً من الزيادة في الفترة من 2018 إلى 2019، ولكنها كانت أكبر من متوسط معدل النمو السنوي على مدار العقد الماضي، بالرغم من انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري في عام 2020 بنسبة 5.6 في المائة تقريباً بفضل قيود جائحة كوفيد-19.

وتُظهر البيانات المستقاة من محطات المراقبة بوضوح أن مستويات ثاني أكسيد الكربون استمرت في الزيادة في عام 2021.

ففي تموز/ يوليو 2021، بلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون في مونا لوا (هاواي، الولايات المتحدة) وكيب غريم (تسمانيا، أستراليا) 416.96 جزء في المليون و412.1 جزء في المليون على التوالي، مقابل 414.62 جزء في المليون و410.03 جزء في المليون في تموز/ يوليو 2020.

Carbon dioxide

والميثان غاز من غازات الاحتباس الحراري القوية التي تبقي في الغلاف الجوي لعقد من الزمان.

ويمثل الميثان 16 في المائة تقريباً من تأثير الاحترار لغازات الاحتباس الحراري الطويلة العمر، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بالولايات المتحدة. وينبعث ما يقرب من 40 في المائة من الميثان في الغلاف الجوي من مصادر طبيعية (على سبيل المثال الأراضي الرطبة والنمل الأبيض)، ويأتي نحو 60 في المائة من مصادر بشرية (على سبيل المثال المجترات، وزراعة الأرز، والاستخدام المفرط للوقود الأحفوري، ومدافن النفايات، وحرق الكتلة الأحيائية).

وكانت الزيادة في الفترة من 2019 إلى 2020 أعلى من الزيادة في الفترة من 2018 إلى 2019، وكانت أيضاً أعلى من متوسط معدل النمو السنوي خلال العقد الماضي.

ويمكن لتقليل غاز الميثان في الغلاف الجوي على المدى القصير أن يدعم تحقيق اتفاق باريس ويساعد على تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة بفضل الفوائد المشتركة المتعددة لتخفيف الميثان. إلا أن ذلك لا يقلل من ضرورة إجراء خفض قوي وسريع ومستدام في تركيزات ثاني أكسيد الكربون.

Methane

وأكسيد النيتروز غاز من غازات الاحتباس الحراري القوية ومادة كيميائية مستنفدة للأوزون. وهو يمثل 7 في المائة تقريباً من التأثير الإشعاعي الناجم عن غازات الاحتباس الحراري الطويلة العمر.

وينبعث أكسيد النيتروز في الغلاف الجوي من مصادر طبيعية (60 في المائة تقريباً) ومصادر بشرية (40 في المائة تقريباً) على حد سواء، بما في ذلك المحيطات والتربة وحرق الكتلة الأحيائية واستخدام الأسمدة والعمليات الصناعية المختلفة.

ووصل متوسط الكسر الجزيئي لأكسيد النيتروز في عام 2020 إلى 333.2 جزء في البليون، وهو ما يمثل زيادة بمقدار 1.2 جزء في البليون مقارنة بعام 2019. وكانت الزيادة السنوية في الفترة من 2019 إلى 2020 أعلى من الزيادة في الفترة من 2018 إلى 2019 وأعلى أيضاً من متوسط معدل النمو على مدار السنوات العشر الماضية (0.99 جزء في البليون في السنة).

وزادت انبعاثات أكسيد النيتروز العالمية البشرية المنشأ، والتي تهيمن عليها إضافات النيتروجين إلى الأراضي الزراعية، بنسبة 30 في المائة خلال العقود الأربعة الماضية. وتساهم الزراعة بنسبة 70 في المائة من إجمالي انبعاثات أكسيد النيتروز البشرية المنشأ بسبب استخدام الأسمدة النيتروجينية والسماد الطبيعي. وكانت هذه الزيادة مسؤولة بشكل رئيسي عن زيادة عبء أكسيد النيتروز في الغلاف الجوي.

Nitrous Oxide

ملاحظات للمحررين:

ينسق برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي التابع للمنظمة (WMO) عمليات الرصد والتحليل المنهجية لغازات الاحتباس الحراري ومكونات الغلاف الجوي الأخرى. ويتولى المركز العالمي لبيانات غازات الاحتباس الحراري (WDCGG) في الوكالة اليابانية للأرصاد الجوية أرشفة بيانات قياس غازات الاحتباس الحراري وتوزيعها.

وسيصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقريراً منفصلاً وتكميلياً عن فجوة الانبعاثات في 26 تشرين الأول/ أكتوبر. ويقيّم تقرير فجوة الانبعاثات أحدث الدراسات العلمية بشأن تقديرات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الحالية والمستقبلية؛ ويقارن هذه التقديرات بمستويات الانبعاثات المسموح بها لكي يحرز العالم تقدماً في المسار الأقل تكلفة من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس. ويُعرف هذا الاختلاف بين "المكان حيث يحتمل أن نكون والمكان حيث يجب أن نكون" بفجوة الانبعاثات.

The abundance of heat-trapping greenhouse gases in the atmosphere once again reached a new record last year, with the annual rate of increase above the 2011-2020 average. That trend has continued in 2021, according to the World Meteorological Organization

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell + 41 79 709 13 97

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء

شارك: