نشرة المنظمة (WMO) عن جودة الهواء والمناخ تسلط الضوء على تأثير حرائق الغابات

06 أيلول/ سبتمبر 2022

وفقاً لتقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، من المرجح أن يؤدي الارتفاع المتوقع في تواتر موجات الحر وشدتها ومدتها وما يقترن بذلك من زيادة حرائق الغابات على مدى هذا القرن إلى تدهور جودة الهواء، ومن ثم الإضرار بصحة الإنسان والنظم الإيكولوجية. وسيفرض التفاعل بين التلوث وتغير المناخ "عقوبة مناخية" إضافية على مئات الملايين من الناس.

تفاقُم خطر "العقوبة المناخية" نتيجة التلوث وتغير المناخ

وفقاً لتقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، من المرجح أن يؤدي الارتفاع المتوقع في تواتر موجات الحر وشدتها ومدتها وما يقترن بذلك من زيادة حرائق الغابات على مدى هذا القرن إلى تدهور جودة الهواء، ومن ثم الإضرار بصحة الإنسان والنظم الإيكولوجية. وسيفرض التفاعل بين التلوث وتغير المناخ "عقوبة مناخية" إضافية على مئات الملايين من الناس.

وتقدِّم نشرة المنظمة (WMO) عن جودة الهواء والمناخ، التي تُصدر سنوياً، معلومات عن حالة جودة الهواء وترابطاتها الوثيقة بتغير المناخ. وتتناول مجموعة من النتائج المحتملة لجودة الهواء في ظل السيناريوهات المرتفعة والمنخفضة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتركِّز نشرة المنظمة (WMO) عن جودة الهواء والمناخ لعام 2022 بخاصةٍ على تأثير دخان حرائق الغابات في عام 2021. وكما كان الحال في عام 2020، أدت الظروف الحارة والجافة إلى تفاقُم انتشار حرائق الغابات في سيبيريا وغرب أمريكا الشمالية، ما تسبب في زيادات واسعة النطاق في مستويات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) الضارة بالصحة.

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: "مع ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، من المتوقع أن تزيد حرائق الغابات وتلوث الهواء المرتبط بها، حتى في ظل سيناريو الانبعاثات المنخفضة. وسيؤثر ذلك سلباً في صحة الإنسان فضلاً عن النظم الإيكولوجية، مع استقرار ملوِّثات الهواء من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض."

واستطرد قائلاً: "لقد شهدنا ذلك في موجات الحر في أوروبا والصين هذا العام عندما أفضَت الأحوال الجوية المرتفعة المستقرة وأشعة الشمس وسرعات الرياح المنخفضة إلى مستويات مرتفعة من التلوث."

وأردف قائلاً: "هذا نذيرٌ لما سيكون عليه المستقبل لأننا نتوقع استمرار زيادة تواتر موجات الحر وشدتها ومدتها، وهو ما قد يؤدي إلى تردّي جودة الهواء أكثر من ذلك – وتُعرف هذه الظاهرة باسم "العقوبة المناخية"."

وتشير "العقوبة المناخية" تحديداً إلى تضخم إنتاج الأوزون على سطح الأرض بفعل تغير المناخ، ما يؤثر سلباً في الهواء الذي يتنفسه البشر. والمناطق التي ستشهد أقوى عقوبة مناخية متوقعة – وهي تقع أساساً في آسيا – هي موطن لقرابة رُبع سكان العالم. ويمكن أن يفاقم تغير المناخ حوادث تلوث الأوزون السطحي، ما يؤدي إلى آثار ضارة في صحة مئات الملايين من البشر.

وقد نُشر العدد الثاني من النشرة السنوية عن جودة الهواء والمناخ، مشفوعاً بفيديو توضيحي عن ترسبات الغلاف الجوي، قبل اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء في 7 أيلول/ سبتمبر. وموضوع حدث هذا العام، الذي يقوده برنامج الأمم المتحدة للبيئة، هو الهواء الذي نتشاركه، ويركِّز على الطبيعة العابرة للحدود لتلوث الهواء والتشديد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جماعية.

وتستند النشرة إلى معطيات من خبراء في شبكة المراقبة العالمية للغلاف الجوي التابعة للمنظمة (WMO) والتي ترصد جودة الهواء وتركيزات غازات الاحتباس الحراري ومن ثم يمكنها أن تقدِّم تقييماً كمياً لفعالية السياسات المصمَّمة للحد من تغير المناخ وتحسين جودة الهواء.

وجودة الهواء والمناخ مترابطان لأن الأنواع الكيميائية التي تؤدي إلى تدهور جودة الهواء تنبعث عادةً مع غازات الاحتباس الحراري. ومن ثم، فإن أي تغير في أحدهما يسبب حتماً تغيراً في الآخر. واحتراق الوقود الأحفوري (بوصفه أحد المصادر الرئيسية لثاني أكسيد الكربون) ينبعث منه أيضاً أكسيد النيتروجين الذي يمكن أن يتفاعل مع أشعة الشمس فيؤدي إلى تكوين الأوزون وأهباء النترات.

وتؤثر جودة الهواء بدورها في صحة النظم الإيكولوجية بفعل ترسبات الغلاف الجوي (حيث تستقر ملوِّثات الهواء من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض). ويمكن أن يؤثر ترسُّب النيتروجين والكبريت والأوزون سلباً في الخدمات التي توفرها النُّظم الإيكولوجية الطبيعية من قبيل المياه النظيفة، والتنوع البيولوجي، وخَزْن الكربون، مثلما يمكن أن يؤثر في غلة المحاصيل في النظم الزراعية.

حرائق الغابات في عام 2021

تقيس خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي نسب الجسيمات الدقيقة عالمياً. ويشكِّل استنشاق الجسيمات PM2.5 (أي الجسيمات التي لا يزيد قطرها على ميكرومترين ونصف (2.5 μm)) لفترات طويلة خطراً صحياً شديداً. وتشمل المصادرُ الانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، وحرائق الغابات، وغبار الصحراء الذي تذروه الرياح.

فقد أسفرت حرائق الغابات الشديدة عن ارتفاع غير عادي في تركيزات الجسيمات PM2.5 في سيبيريا وكندا وغرب الولايات المتحدة الأمريكية في شهرَي تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2021. ووصلت تركيزات الجسيمات PM2.5 في شرق سيبيريا إلى مستويات لم تُرصَد من قبل، مدفوعة في الأساس بزيادة درجات الحرارة المرتفعة وظروف التربة الجافة.

وصُنّفت الانبعاثات السنوية الكلية المقدَّرة في غرب أمريكا الشمالية ضمن السنوات الخمس الأولى من الفترة 2003 إلى 2021، وقد تجاوزت تركيزات الجسيمات PM2.5 بكثير الحدود التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.

وعلى الصعيد العالمي، تُظهر عمليات رصد إجمالي المساحة المحروقة السنوية اتجاهاً هبوطياً على مدى العقدين الماضيين نتيجة انخفاض أعداد الحرائق في السافانا والأراضي العشبية (نشرة المنظمة (WMO) عن الأهباء الجوية لعام 2021). ومع ذلك، على المستويات القارية، تشهد بعض المناطق اتجاهات تصاعدية، بما في ذلك أجزاء من غرب أمريكا الشمالية والأمازون وأستراليا.

سيناريوهات مستقبلية

يتضمن تقرير التقييم السادس (AR6) الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) سيناريوهات عن تغير جودة الهواء مع ارتفاع درجات الحرارة في القرن الحادي والعشرين. وجاء فيه أنّ احتمال وقوع حوادث حرائق غابات كارثية - مثل تلك التي شوهدت في وسط شيلي في عام 2017، أو أستراليا في عام 2019، أو غرب الولايات المتحدة في عامَي 2020 و2021 - من المرجح أن يرتفع بنسبة 40 إلى 60 في المئة بحلول نهاية هذا القرن في ظل سيناريو انبعاثات مرتفعة، وبنسبة 30 إلى 50 في المئة في ظل سيناريو انبعاثات منخفضة.

وإذا ظلت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مرتفعة، لدرجة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي بحلول النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، فمن المتوقع أن ترتفع مستويات الأوزون السطحي في المناطق الشديدة التلوث، ولا سيما في آسيا. ويشمل ذلك زيادة بنسبة 20 في المئة في جميع أنحاء باكستان وشمال الهند وبنغلاديش، وبنسبة 10 في المئة في جميع أنحاء شرق الصين. وستُعزى معظم الزيادة في الأوزون إلى زيادة الانبعاثات من احتراق الوقود الأحفوري، ولكن ما يقرب من خُمس هذه الزيادة سيكون مردُّها إلى تغير المناخ، وسيتجلى على الأرجح في ازدياد موجات الحر التي تؤدي إلى تفاقم حوادث تلوث الهواء. لذا من المرجح أن تستمر موجات الحر، التي زادت شيوعاً بسبب تغير المناخ، في المساهمة في تدهور جودة الهواء.

Projected changes in surface ozone levels due to climate change alone in the late part of the 21st Century

التغيرات المتوقعة في مستويات الأوزون السطحي بسبب تغير المناخ وحده في أواخر القرن الحادي والعشرين (2055-2081)، إذا ارتفع متوسط درجة الحرارة السطحية العالمية بمقدار 3.0 درجات مئوية فوق متوسط درجة الحرارة في أواخر القرن التاسع عشر (1850-1900). 

ومن شأن سيناريو تحقيق الحياد الكربوني في جميع أنحاء العالم أن يحدَّ من حوادث التلوث الشديد للهواء بالأوزون في المستقبل. ويرجع ذلك إلى أن الجهود الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ عن طريق القضاء على حرق الوقود الأحفوري (القائم على الكربون) ستقضي أيضاً على معظم انبعاثات غازات سلائف الأوزون الناتجة عن النشاط البشري (ولا سيما أكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة، والميثان).

وللجسيمات الدقيقة، التي يُشار إليها في العادة باسم الأهباء الجوية، سمات معقدة يمكنها إمّا تبريد الغلاف الجوي وإما تسخينه. ويمكن لكميات الأهباء الجوية المرتفعة – ومن ثم جودة الهواء الرديئة - أن تبرّد الغلاف الجوي بعكس أشعة الشمس إلى الفضاء أو بامتصاص أشعة الشمس في الغلاف الجوي بحيث لا تصل إلى الأرض أبداً.

وتشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى أن سيناريو الكربون المنخفض سيرتبط باحترار محدود قصير الأمد قبل انخفاض درجات الحرارة. ويرجع ذلك إلى أن آثار تقليل جزيئات الأهباء الجوية، أي التقليل من أشعة الشمس المنعكسة إلى الفضاء ستتجلى أولاً، في حين أن استقرار درجة الحرارة نتيجة لانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سيستغرق وقتاً أطول. ومع ذلك، من المرجح أن تزيد انبعاثات الأهباء الجوية الطبيعية (مثل الغبار ودخان حرائق الغابات) في البيئات الأكثر دفئاً وجفافاً بسبب ظروف التصحر والجفاف، وقد تلغي بعض آثار الانخفاضات في الأهباء الجوية ذات الصلة بالأنشطة البشرية.

وإذا اتبع العالم سيناريو الكربون المنخفض في المستقبل، فسيستفيد أيضاً من انخفاض استقرار مركبات النيتروجين والكبريت من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض حيث يمكنها أن تلحق الضرر بالنظم البيئية. وستقوم المحطات التابعة للمنظمة (WMO) في جميع أنحاء العالم برصد تأثر جودة الهواء وصحة النظم الإيكولوجية بالانخفاضات المقترحة في الانبعاثات في المستقبل، ومن ثم ستتمكن من توفير تقييم كمي لفعالية السياسات المصمَّمة للحد من تغير المناخ وتحسين جودة الهواء. لذا ستواصل المنظمة (WMO) العمل مع طائفة واسعة من الشركاء، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية وخدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي، لرصد الآثار والتخفيف من حدتها.

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
Clare Nullis، الموظفة الإعلامية، البريد الإلكتروني: cnullis@wmo.int، الهاتف المحمول: +41 79 709 13 97

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء

ملاحظات للمحررين

تفاقُم خطر "العقوبة المناخية" نتيجة التلوث وتغير المناخ

وفقاً لتقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، من المرجح أن يؤدي الارتفاع المتوقع في تواتر موجات الحر وشدتها ومدتها وما يقترن بذلك من زيادة حرائق الغابات على مدى هذا القرن إلى تدهور جودة الهواء، ومن ثم الإضرار بصحة الإنسان والنظم الإيكولوجية. وسيفرض التفاعل بين التلوث وتغير المناخ "عقوبة مناخية" إضافية على مئات الملايين من الناس.

وتقدِّم نشرة المنظمة (WMO) عن جودة الهواء والمناخ، التي تُصدر سنوياً، معلومات عن حالة جودة الهواء وترابطاتها الوثيقة بتغير المناخ. وتتناول مجموعة من النتائج المحتملة لجودة الهواء في ظل السيناريوهات المرتفعة والمنخفضة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتركِّز نشرة المنظمة (WMO) عن جودة الهواء والمناخ لعام 2022 بخاصةٍ على تأثير دخان حرائق الغابات في عام 2021. وكما كان الحال في عام 2020، أدت الظروف الحارة والجافة إلى تفاقُم انتشار حرائق الغابات في سيبيريا وغرب أمريكا الشمالية، ما تسبب في زيادات واسعة النطاق في مستويات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) الضارة بالصحة.

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: "مع ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، من المتوقع أن تزيد حرائق الغابات وتلوث الهواء المرتبط بها، حتى في ظل سيناريو الانبعاثات المنخفضة. وسيؤثر ذلك سلباً في صحة الإنسان فضلاً عن النظم الإيكولوجية، مع استقرار ملوِّثات الهواء من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض."

واستطرد قائلاً: "لقد شهدنا ذلك في موجات الحر في أوروبا والصين هذا العام عندما أفضَت الأحوال الجوية المرتفعة المستقرة وأشعة الشمس وسرعات الرياح المنخفضة إلى مستويات مرتفعة من التلوث."

وأردف قائلاً: "هذا نذيرٌ لما سيكون عليه المستقبل لأننا نتوقع استمرار زيادة تواتر موجات الحر وشدتها ومدتها، وهو ما قد يؤدي إلى تردّي جودة الهواء أكثر من ذلك – وتُعرف هذه الظاهرة باسم "العقوبة المناخية"."

وتشير "العقوبة المناخية" تحديداً إلى تضخم إنتاج الأوزون على سطح الأرض بفعل تغير المناخ، ما يؤثر سلباً في الهواء الذي يتنفسه البشر. والمناطق التي ستشهد أقوى عقوبة مناخية متوقعة – وهي تقع أساساً في آسيا – هي موطن لقرابة رُبع سكان العالم. ويمكن أن يفاقم تغير المناخ حوادث تلوث الأوزون السطحي، ما يؤدي إلى آثار ضارة في صحة مئات الملايين من البشر.

وقد نُشر العدد الثاني من النشرة السنوية عن جودة الهواء والمناخ، مشفوعاً بفيديو توضيحي عن ترسبات الغلاف الجوي، قبل اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء في 7 أيلول/ سبتمبر. وموضوع حدث هذا العام، الذي يقوده برنامج الأمم المتحدة للبيئة، هو الهواء الذي نتشاركه، ويركِّز على الطبيعة العابرة للحدود لتلوث الهواء والتشديد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جماعية.

وتستند النشرة إلى معطيات من خبراء في شبكة المراقبة العالمية للغلاف الجوي التابعة للمنظمة (WMO) والتي ترصد جودة الهواء وتركيزات غازات الاحتباس الحراري ومن ثم يمكنها أن تقدِّم تقييماً كمياً لفعالية السياسات المصمَّمة للحد من تغير المناخ وتحسين جودة الهواء.

وجودة الهواء والمناخ مترابطان لأن الأنواع الكيميائية التي تؤدي إلى تدهور جودة الهواء تنبعث عادةً مع غازات الاحتباس الحراري. ومن ثم، فإن أي تغير في أحدهما يسبب حتماً تغيراً في الآخر. واحتراق الوقود الأحفوري (بوصفه أحد المصادر الرئيسية لثاني أكسيد الكربون) ينبعث منه أيضاً أكسيد النيتروجين الذي يمكن أن يتفاعل مع أشعة الشمس فيؤدي إلى تكوين الأوزون وأهباء النترات.

وتؤثر جودة الهواء بدورها في صحة النظم الإيكولوجية بفعل ترسبات الغلاف الجوي (حيث تستقر ملوِّثات الهواء من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض). ويمكن أن يؤثر ترسُّب النيتروجين والكبريت والأوزون سلباً في الخدمات التي توفرها النُّظم الإيكولوجية الطبيعية من قبيل المياه النظيفة، والتنوع البيولوجي، وخَزْن الكربون، مثلما يمكن أن يؤثر في غلة المحاصيل في النظم الزراعية.

حرائق الغابات في عام 2021

تقيس خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي نسب الجسيمات الدقيقة عالمياً. ويشكِّل استنشاق الجسيمات PM2.5 (أي الجسيمات التي لا يزيد قطرها على ميكرومترين ونصف (2.5 μm)) لفترات طويلة خطراً صحياً شديداً. وتشمل المصادرُ الانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، وحرائق الغابات، وغبار الصحراء الذي تذروه الرياح.

فقد أسفرت حرائق الغابات الشديدة عن ارتفاع غير عادي في تركيزات الجسيمات PM2.5 في سيبيريا وكندا وغرب الولايات المتحدة الأمريكية في شهرَي تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2021. ووصلت تركيزات الجسيمات PM2.5 في شرق سيبيريا إلى مستويات لم تُرصَد من قبل، مدفوعة في الأساس بزيادة درجات الحرارة المرتفعة وظروف التربة الجافة.

وصُنّفت الانبعاثات السنوية الكلية المقدَّرة في غرب أمريكا الشمالية ضمن السنوات الخمس الأولى من الفترة 2003 إلى 2021، وقد تجاوزت تركيزات الجسيمات PM2.5 بكثير الحدود التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.

وعلى الصعيد العالمي، تُظهر عمليات رصد إجمالي المساحة المحروقة السنوية اتجاهاً هبوطياً على مدى العقدين الماضيين نتيجة انخفاض أعداد الحرائق في السافانا والأراضي العشبية (نشرة المنظمة (WMO) عن الأهباء الجوية لعام 2021). ومع ذلك، على المستويات القارية، تشهد بعض المناطق اتجاهات تصاعدية، بما في ذلك أجزاء من غرب أمريكا الشمالية والأمازون وأستراليا.

سيناريوهات مستقبلية

يتضمن تقرير التقييم السادس (AR6) الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) سيناريوهات عن تغير جودة الهواء مع ارتفاع درجات الحرارة في القرن الحادي والعشرين. وجاء فيه أنّ احتمال وقوع حوادث حرائق غابات كارثية - مثل تلك التي شوهدت في وسط شيلي في عام 2017، أو أستراليا في عام 2019، أو غرب الولايات المتحدة في عامَي 2020 و2021 - من المرجح أن يرتفع بنسبة 40 إلى 60 في المئة بحلول نهاية هذا القرن في ظل سيناريو انبعاثات مرتفعة، وبنسبة 30 إلى 50 في المئة في ظل سيناريو انبعاثات منخفضة.

وإذا ظلت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مرتفعة، لدرجة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي بحلول النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، فمن المتوقع أن ترتفع مستويات الأوزون السطحي في المناطق الشديدة التلوث، ولا سيما في آسيا. ويشمل ذلك زيادة بنسبة 20 في المئة في جميع أنحاء باكستان وشمال الهند وبنغلاديش، وبنسبة 10 في المئة في جميع أنحاء شرق الصين. وستُعزى معظم الزيادة في الأوزون إلى زيادة الانبعاثات من احتراق الوقود الأحفوري، ولكن ما يقرب من خُمس هذه الزيادة سيكون مردُّها إلى تغير المناخ، وسيتجلى على الأرجح في ازدياد موجات الحر التي تؤدي إلى تفاقم حوادث تلوث الهواء. لذا من المرجح أن تستمر موجات الحر، التي زادت شيوعاً بسبب تغير المناخ، في المساهمة في تدهور جودة الهواء.

Projected changes in surface ozone levels due to climate change alone in the late part of the 21st Century

التغيرات المتوقعة في مستويات الأوزون السطحي بسبب تغير المناخ وحده في أواخر القرن الحادي والعشرين (2055-2081)، إذا ارتفع متوسط درجة الحرارة السطحية العالمية بمقدار 3.0 درجات مئوية فوق متوسط درجة الحرارة في أواخر القرن التاسع عشر (1850-1900). 

ومن شأن سيناريو تحقيق الحياد الكربوني في جميع أنحاء العالم أن يحدَّ من حوادث التلوث الشديد للهواء بالأوزون في المستقبل. ويرجع ذلك إلى أن الجهود الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ عن طريق القضاء على حرق الوقود الأحفوري (القائم على الكربون) ستقضي أيضاً على معظم انبعاثات غازات سلائف الأوزون الناتجة عن النشاط البشري (ولا سيما أكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة، والميثان).

وللجسيمات الدقيقة، التي يُشار إليها في العادة باسم الأهباء الجوية، سمات معقدة يمكنها إمّا تبريد الغلاف الجوي وإما تسخينه. ويمكن لكميات الأهباء الجوية المرتفعة – ومن ثم جودة الهواء الرديئة - أن تبرّد الغلاف الجوي بعكس أشعة الشمس إلى الفضاء أو بامتصاص أشعة الشمس في الغلاف الجوي بحيث لا تصل إلى الأرض أبداً.

وتشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى أن سيناريو الكربون المنخفض سيرتبط باحترار محدود قصير الأمد قبل انخفاض درجات الحرارة. ويرجع ذلك إلى أن آثار تقليل جزيئات الأهباء الجوية، أي التقليل من أشعة الشمس المنعكسة إلى الفضاء ستتجلى أولاً، في حين أن استقرار درجة الحرارة نتيجة لانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سيستغرق وقتاً أطول. ومع ذلك، من المرجح أن تزيد انبعاثات الأهباء الجوية الطبيعية (مثل الغبار ودخان حرائق الغابات) في البيئات الأكثر دفئاً وجفافاً بسبب ظروف التصحر والجفاف، وقد تلغي بعض آثار الانخفاضات في الأهباء الجوية ذات الصلة بالأنشطة البشرية.

وإذا اتبع العالم سيناريو الكربون المنخفض في المستقبل، فسيستفيد أيضاً من انخفاض استقرار مركبات النيتروجين والكبريت من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض حيث يمكنها أن تلحق الضرر بالنظم البيئية. وستقوم المحطات التابعة للمنظمة (WMO) في جميع أنحاء العالم برصد تأثر جودة الهواء وصحة النظم الإيكولوجية بالانخفاضات المقترحة في الانبعاثات في المستقبل، ومن ثم ستتمكن من توفير تقييم كمي لفعالية السياسات المصمَّمة للحد من تغير المناخ وتحسين جودة الهواء. لذا ستواصل المنظمة (WMO) العمل مع طائفة واسعة من الشركاء، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية وخدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي، لرصد الآثار والتخفيف من حدتها.

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
Clare Nullis، الموظفة الإعلامية، البريد الإلكتروني: cnullis@wmo.int، الهاتف المحمول: +41 79 709 13 97

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء

شارك: