حدوث ظاهرة النينيا

29 تشرين الأول/ أكتوبر 2020

حدثت ظاهرة النينيا ومن المتوقع أن تستمر حتى العام المقبل، مما يؤثر على أنماط درجات الحرارة والهطول والعواصف في أجزاء كثيرة من العالم، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)

حدثت ظاهرة النينيا ومن المتوقع أن تستمر حتى العام المقبل، مما يؤثر على أنماط درجات الحرارة والهطول والعواصف في أجزاء كثيرة من العالم، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)

تستخدم الحكومات الإعلان العالمي عن ظاهرة النينيا لتعبئة التخطيط في القطاعات التي تتأثر بالمناخ من قبيل الزراعة والصحة والموارد المائية وإدارة الكوارث. وتعمل المنظمة (WMO) الآن على زيادة دعمها ومشورتها للوكالات الإنسانية الدولية في محاولة للحد من الآثار على الفئات الأكثر ضعفاً في وقت تستنزف فيه جائحة فيروس كورونا (COVID-19) قدرات التصدي.

ومن المتوقع أن تكون ظاهرة النينيا هذا العام معتدلة إلى قوية. وحدثت آخر مرة ظاهرة قوية في الفترة 2010-2011، أعقبها ظاهرة معتدلة في الفترة 2011-2012.

وتُحدِث ظاهرة النينيا تبريداً واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي، مقترنةً بتغيرات في دوران الغلاف الجوي فوق المنطقة المدارية، أي في الرياح والضغط وسقوط الأمطار. وعادة ما تكون لها آثار على الطقس والمناخ عكس ظاهرة النينيو التي تمثل المرحلة الدافئة لما يسمى بظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي (ENSO).

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: "إن ظاهرتي النينيو والنينيا هما عاملان دافعان رئيسيان طبيعيان لنظام المناخ في الأرض. ولكن جميع الظواهر المناخية التي تحدث بشكل طبيعي تحدث الآن على وقع تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية والذي يفضي إلى تفاقم الطقس المتطرف ويؤثر على دورة الماء".

وأضاف البروفيسور تالاس: "إن ظاهرة النينيا عادة ما يكون لها أثر تبريدي على درجات الحرارة العالمية، ولكن هذا التبريد يقابله بدرجة أكبر الحرارة المحتبسة في غلافنا الجوي بفعل غازات الاحتباس الحراري. لذا، لا يزال عام 2020 على المسار ليكون واحداً من أحر السنوات المسجلة، بل ومن المتوقع أن تكون الفترة 2016-2020 أحر فترة خمس سنوات مسجلة". "إن السنوات التي تشهد ظاهرة النينيا هي الآن أكثر دفئاً حتى من السنوات التي شهدت ظواهر النينيو القوية في الماضي".

ويذكر تحديث المنظمة (WMO) الجديد بشأن ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي (ENSO) أن هناك احتمالاً كبيراً (90 في المائة) بأن تظل درجات حرارة سطح المحيط الهادئ المداري عند مستويات ظاهرة النينيا حتى نهاية عام 2020، وربما حتى الربع الأول من عام 2021 (55 في المائة). ويأتي ذلك بعد أكثر من عام من أوضاع محايدة للظاهرة (ENSO) (أي أوضاع خالية من ظاهرتي النينيو والنينيا). ويستند هذا التحديث إلى تنبؤات من المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات طويلة المدى التابعة للمنظمة (WMO) وتفسيرات الخبراء.

‏وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرتي النينيو والنينيا ليستا هما العاملان الوحيدان الدافعان لأنماط المناخ العالمية والإقليمية. ولا يوجد ظاهرتان من ظواهر النينيا أو النينيو متشابهتين، ويمكن أن تتباين آثارهما على المناخات الإقليمية تبعاً لوقت حدوثهما خلال العام ولعوامل أخرى. ولذا، ينبغي لصانعي القرار أن يتابعوا على الدوام أحدث التنبؤات الموسمية للحصول على أحدث المعلومات.

لهذا السبب، تُزيد المنظمة (WMO) حالياً في المجموعة الحالية من المعلومات الموسمية المقدمة من خلال المنتديات الوطنية والإقليمية للتوقعات المناخية، كما زادت من تواتر التحديث الموسمي للمناخ العالمي (GSCU) من ربع سنوي إلى شهري. ويتضمن التحديث (GSCU)، إضافة إلى ظاهرتي النينيو والنينيا، تأثيرات لعوامل دافعة أخرى للمناخ، من قبيل تذبذب شمال الأطلسي (NAO)، والقطبية الثنائية للمحيط الهندي (IOD)، لتقييم آثارها المحتملة على درجات الحرارة السطحية وأنماط الهطول على الصعيد الإقليمي، وعلى هذا النحو استُخدم التحديث لدعم كثير من المناقشات الموسمية مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين.

تحديث المنظمة (WMO) الموسمي للمناخ العالمي (GSCU) – مخططات الهطول ودرجات الحرارة للفترة تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 – كانون الثاني/ يناير 2021

Global Seasonal Climate Update 29.10.2020

التخطيط الإنساني

في أعقاب الآثار المدمرة لظاهرة النينيو في عامي 2015/2016، اجتمعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) والمنظمة (WMO) والمنظمات الإنسانية لإعداد ما يعرف بخلية ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي (ENSO) لضمان حصول الأمم المتحدة والشركاء في الشؤون الإنسانية على المشورة العملية الملائمة. وتقدم هذه الخلية حالياً مشورة قائمة على الآثار إلى الأمم المتحدة وصانعي القرارات في مجال الشؤون الإنسانية. وتُدمج المعلومات المناخية الموسمية الصادرة عن المنظمة (WMO) ومراكز الخبرة الأخرى في تقييم إنساني أوسع نطاقاً لتحديد المجالات التي تعتبر أكثر عرضة للخطر. وقد جُمع بين الأمن الغذائي والقدرة على الصمود وعدد من العوامل الأخرى من أجل التوصل إلى تقييم أكثر شمولية عن قابلية التأثر الفعلية.

ويجري العمل حالياً على توسيع نطاق هذا الدعم ليشمل منظومة العمل الإنساني من خلال إعداد آلية تنسيق مخصصة لتوجيه خبرة دوائر المنظمة (WMO) مباشرة إلى صانعي القرار من أجل إنقاذ الأرواح وسبل العيش. وسيفضي ذلك إلى إتاحة التنبؤات عبر نطاقات زمنية مختلفة لإدارة الكوارث، مثلما حدث أثناء الفيضانات التي ألمت مؤخراً بالسودان، عندما قدمت المنظمة (WMO) معلومات عن الأرصاد الجوية الهيدرولوجية إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

ملخص عن ظاهرة النينيا لعام 2020

تشير أحدث التنبؤات الموسمية إلى أن منطقة القرن الأفريقي الكبرى (سقوط أمطار دون المعتاد)، وآسيا الوسطى (سقوط أمطار دون المعتاد)، وجنوب شرق آسيا وبعض جزر المحيط الهادئ والمنطقة الشمالية من أمريكا الجنوبية (سقوط الأمطار فوق المعتاد)، ستشهد واحدة من أكبر حالات الشذوذ في الهطول المرتبط بظاهرة النينيا لعام 2020.

أفريقيا

تتزامن ظاهرة النينيا هذا العام مع موسم هام لسقوط الأمطار وزراعة المحاصيل في جزء كبير من شرق أفريقيا، الذي يُتوقع أن يشهد أوضاعاً أكثر جفافاً من المعتاد. ويمثل ذلك، إضافة إلى الآثار الحالية الناجمة عن غزو الجراد الصحراوي، تطوراً مقلقاً آخر قد يزيد من تحديات الأمن الغذائي في المنطقة.

ويمكن أن تؤدي ظاهرة النينيا إلى زيادة سقوط الأمطار في الجنوب الأفريقي، وفقاً لما تشير إليه بعض نماذج التنبؤات الموسمية الصادرة مؤخراً. غير أن ثمة بعض الفروق الدقيقة في تلك التنبؤات، وبالتالي ينبغي متابعة التنبؤات التي ستصدر خلال الأشهر المقبلة. ويمكن أن تؤثر ظاهرة النينيا أيضاً على موسم الأعاصير المدارية في جنوب غرب المحيط الهندي، مما يقلل من شدته. وسيجتمع خبراء المنظمة (WMO) والزملاء في مجال الشؤون الإنسانية في تشرين الثاني/ نوفمبر لإجراء تحليل شامل للموسم المقبل.

آسيا الوسطى

في آسيا الوسطى، من المعروف أن ظواهر النينيا تؤدي إلى انخفاض في سقوط الأمطار من كانون الثاني/ يناير إلى أيار/ مايو. ومع ذلك، تسلط أحدث التنبؤات الموسمية الضوء على زيادة احتمال أن تشهد منطقة بلاد الشام مروراً بآسيا الوسطى سقوط أمطار دون المعتاد حتى في وقت أبكر من المعتاد.

جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ

غالباً ما ترتبط ظاهرة النينيا بأوضاع مطيرة عبر أجزاء كبيرة من جنوب شرق آسيا وأستراليا، وتتفق أحدث التوقعات الموسمية مع الأوضاع التاريخية لظاهرة النينيا.

وبالنسبة لجزر المحيط الهادئ، تتفاوت آثار ظاهرة النينيا من بلد لآخر. وقد تكون الجزر الواقعة في وسط وشرقي المحيط الهادئ أكثر عرضة لسقوط أمطار دون المعتاد، في حين ستصبح البلدان الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ أكثر عرضة لسقوط أمطار فوق المعتاد.

جنوب آسيا

شهدت جنوب آسيا، خلال ظواهر النينيا السابقة، مزيجاً من الآثار تتراوح بين أوضاع أكثر جفافاً من المعتاد في أقصى الجنوب، ثم أوضاع أكثر أمطاراً في معظم المناطق الوسطى من حزيران/ يونيو إلى أيلول/ سبتمبر، ثم مرة أخرى أوضاع أكثر جفافاً في أقصى الشمال/ الشمال الغربي.

وتقدم أحدث التوقعات الموسمية صورة مماثلة مختلطة، إذ من المتوقع أن يشهد الجزء الشمالي من المنطقة أوضاعاً جافة خلال الأشهر القليلة المقبلة، في حين يتوقع أن تشهد بقية المنطقة أوضاعاً شبه طبيعية. وفي أقصى جنوب المنطقة، تشير أحدث إصدارات التحديث (GSCU) إلى احتمال سقوط أمطار فوق المعتاد، في حين أشار إصدار أيلول/ سبتمبر إلى احتمال سقوط أمطار دون المعتاد. وسيستمر مراقبة الوضع.

‏أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والكاريبي

في أمريكا الشمالية، تجلب ظاهرة النينيا عادة أمطاراً فوق المتوسط على طول الجزء الشمالي من القارة، إلى جانب سقوط أمطار دون المتوسط عبر الجنوب. وتتفق أحدث نتائج نماذج التنبؤ مع هذا التحليل التاريخي لتأثير ظاهرة النينيا.

وفي منطقة الكاريبي، يمكن أن تسهم ظواهر النينيا في زيادة حدة موسم أعاصير الهاريكين. وكان موسم عام 2020 واحداً من أكثر المواسم النشطة المسجلة حتى الآن.

أمريكا الجنوبية

في أمريكا الجنوبية، يمكن أن تتسبب ظاهرة النينيا في سقوط أمطار فوق المعتاد في أجزاء كبيرة من شمال القارة، في حين يمكن أن تشهد المناطق الواقعة جنوباً سقوط أمطار دون المعتاد على السواحل الشرقية والغربية على السواء. وتعرض ظاهرة النينيا لعام 2020 خصائص مشابهة جداً، إذ من المرجح أن يشهد الجزء الشمالي من القارة سقوط أمطار فوق المعتاد، في حين من المرجح أن يشهد معظم المخروط الجنوبي سقوط أمطار دون المعتاد.

مراجع أخرى

تستخدم هذه النشرة الصحفية معلومات موثوقة صادرة من أعضاء المنظمة (WMO) والمراكز المناخية الإقليمية والمنتديات الإقليمية للتوقعات المناخية والتحديث الموسمي للمناخ العالمي، وتستند إلى مجموعة من النماذج من المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات طويلة المدى التابعة للمنظمة (WMO). ولمزيد من المعلومات التفصيلية، يُرجى الاطلاع على المواقع الشبكية للمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) المعنية. ويمكن الاطلاع أدناه على روابط للمنتديات الإقليمية للتوقعات المناخية والتحديث الموسمي للمناخ العالمي ومصادر موثوقة أخرى.

معلومات إضافية

https://www.wmolc.org/seasonPmmeUI/plot_PMME#
https://ftp.cpc.ncep.noaa.gov/mingyue/GSCUWMO/Forecasts/
https://public.wmo.int/en/our-mandate/climate/regional-climate-outlook-products
المركز الدولي لبحوث ظاهرة النينيو (CIIFEN)
المعهد الدولي للبحوث الخاصة بالمناخ والمجتمع
المركز المناخي الإقليمي الكاريبي
https://www.climate.gov/enso
https://www.cpc.ncep.noaa.gov/products/analysis_monitoring/
http://www.bom.gov.au/climate/enso/

ملاحظات للمحررين

حدثت ظاهرة النينيا ومن المتوقع أن تستمر حتى العام المقبل، مما يؤثر على أنماط درجات الحرارة والهطول والعواصف في أجزاء كثيرة من العالم، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)

تستخدم الحكومات الإعلان العالمي عن ظاهرة النينيا لتعبئة التخطيط في القطاعات التي تتأثر بالمناخ من قبيل الزراعة والصحة والموارد المائية وإدارة الكوارث. وتعمل المنظمة (WMO) الآن على زيادة دعمها ومشورتها للوكالات الإنسانية الدولية في محاولة للحد من الآثار على الفئات الأكثر ضعفاً في وقت تستنزف فيه جائحة فيروس كورونا (COVID-19) قدرات التصدي.

ومن المتوقع أن تكون ظاهرة النينيا هذا العام معتدلة إلى قوية. وحدثت آخر مرة ظاهرة قوية في الفترة 2010-2011، أعقبها ظاهرة معتدلة في الفترة 2011-2012.

وتُحدِث ظاهرة النينيا تبريداً واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي، مقترنةً بتغيرات في دوران الغلاف الجوي فوق المنطقة المدارية، أي في الرياح والضغط وسقوط الأمطار. وعادة ما تكون لها آثار على الطقس والمناخ عكس ظاهرة النينيو التي تمثل المرحلة الدافئة لما يسمى بظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي (ENSO).

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: "إن ظاهرتي النينيو والنينيا هما عاملان دافعان رئيسيان طبيعيان لنظام المناخ في الأرض. ولكن جميع الظواهر المناخية التي تحدث بشكل طبيعي تحدث الآن على وقع تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية والذي يفضي إلى تفاقم الطقس المتطرف ويؤثر على دورة الماء".

وأضاف البروفيسور تالاس: "إن ظاهرة النينيا عادة ما يكون لها أثر تبريدي على درجات الحرارة العالمية، ولكن هذا التبريد يقابله بدرجة أكبر الحرارة المحتبسة في غلافنا الجوي بفعل غازات الاحتباس الحراري. لذا، لا يزال عام 2020 على المسار ليكون واحداً من أحر السنوات المسجلة، بل ومن المتوقع أن تكون الفترة 2016-2020 أحر فترة خمس سنوات مسجلة". "إن السنوات التي تشهد ظاهرة النينيا هي الآن أكثر دفئاً حتى من السنوات التي شهدت ظواهر النينيو القوية في الماضي".

ويذكر تحديث المنظمة (WMO) الجديد بشأن ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي (ENSO) أن هناك احتمالاً كبيراً (90 في المائة) بأن تظل درجات حرارة سطح المحيط الهادئ المداري عند مستويات ظاهرة النينيا حتى نهاية عام 2020، وربما حتى الربع الأول من عام 2021 (55 في المائة). ويأتي ذلك بعد أكثر من عام من أوضاع محايدة للظاهرة (ENSO) (أي أوضاع خالية من ظاهرتي النينيو والنينيا). ويستند هذا التحديث إلى تنبؤات من المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات طويلة المدى التابعة للمنظمة (WMO) وتفسيرات الخبراء.

‏وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرتي النينيو والنينيا ليستا هما العاملان الوحيدان الدافعان لأنماط المناخ العالمية والإقليمية. ولا يوجد ظاهرتان من ظواهر النينيا أو النينيو متشابهتين، ويمكن أن تتباين آثارهما على المناخات الإقليمية تبعاً لوقت حدوثهما خلال العام ولعوامل أخرى. ولذا، ينبغي لصانعي القرار أن يتابعوا على الدوام أحدث التنبؤات الموسمية للحصول على أحدث المعلومات.

لهذا السبب، تُزيد المنظمة (WMO) حالياً في المجموعة الحالية من المعلومات الموسمية المقدمة من خلال المنتديات الوطنية والإقليمية للتوقعات المناخية، كما زادت من تواتر التحديث الموسمي للمناخ العالمي (GSCU) من ربع سنوي إلى شهري. ويتضمن التحديث (GSCU)، إضافة إلى ظاهرتي النينيو والنينيا، تأثيرات لعوامل دافعة أخرى للمناخ، من قبيل تذبذب شمال الأطلسي (NAO)، والقطبية الثنائية للمحيط الهندي (IOD)، لتقييم آثارها المحتملة على درجات الحرارة السطحية وأنماط الهطول على الصعيد الإقليمي، وعلى هذا النحو استُخدم التحديث لدعم كثير من المناقشات الموسمية مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين.

تحديث المنظمة (WMO) الموسمي للمناخ العالمي (GSCU) – مخططات الهطول ودرجات الحرارة للفترة تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 – كانون الثاني/ يناير 2021

Global Seasonal Climate Update 29.10.2020

التخطيط الإنساني

في أعقاب الآثار المدمرة لظاهرة النينيو في عامي 2015/2016، اجتمعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) والمنظمة (WMO) والمنظمات الإنسانية لإعداد ما يعرف بخلية ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي (ENSO) لضمان حصول الأمم المتحدة والشركاء في الشؤون الإنسانية على المشورة العملية الملائمة. وتقدم هذه الخلية حالياً مشورة قائمة على الآثار إلى الأمم المتحدة وصانعي القرارات في مجال الشؤون الإنسانية. وتُدمج المعلومات المناخية الموسمية الصادرة عن المنظمة (WMO) ومراكز الخبرة الأخرى في تقييم إنساني أوسع نطاقاً لتحديد المجالات التي تعتبر أكثر عرضة للخطر. وقد جُمع بين الأمن الغذائي والقدرة على الصمود وعدد من العوامل الأخرى من أجل التوصل إلى تقييم أكثر شمولية عن قابلية التأثر الفعلية.

ويجري العمل حالياً على توسيع نطاق هذا الدعم ليشمل منظومة العمل الإنساني من خلال إعداد آلية تنسيق مخصصة لتوجيه خبرة دوائر المنظمة (WMO) مباشرة إلى صانعي القرار من أجل إنقاذ الأرواح وسبل العيش. وسيفضي ذلك إلى إتاحة التنبؤات عبر نطاقات زمنية مختلفة لإدارة الكوارث، مثلما حدث أثناء الفيضانات التي ألمت مؤخراً بالسودان، عندما قدمت المنظمة (WMO) معلومات عن الأرصاد الجوية الهيدرولوجية إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

ملخص عن ظاهرة النينيا لعام 2020

تشير أحدث التنبؤات الموسمية إلى أن منطقة القرن الأفريقي الكبرى (سقوط أمطار دون المعتاد)، وآسيا الوسطى (سقوط أمطار دون المعتاد)، وجنوب شرق آسيا وبعض جزر المحيط الهادئ والمنطقة الشمالية من أمريكا الجنوبية (سقوط الأمطار فوق المعتاد)، ستشهد واحدة من أكبر حالات الشذوذ في الهطول المرتبط بظاهرة النينيا لعام 2020.

أفريقيا

تتزامن ظاهرة النينيا هذا العام مع موسم هام لسقوط الأمطار وزراعة المحاصيل في جزء كبير من شرق أفريقيا، الذي يُتوقع أن يشهد أوضاعاً أكثر جفافاً من المعتاد. ويمثل ذلك، إضافة إلى الآثار الحالية الناجمة عن غزو الجراد الصحراوي، تطوراً مقلقاً آخر قد يزيد من تحديات الأمن الغذائي في المنطقة.

ويمكن أن تؤدي ظاهرة النينيا إلى زيادة سقوط الأمطار في الجنوب الأفريقي، وفقاً لما تشير إليه بعض نماذج التنبؤات الموسمية الصادرة مؤخراً. غير أن ثمة بعض الفروق الدقيقة في تلك التنبؤات، وبالتالي ينبغي متابعة التنبؤات التي ستصدر خلال الأشهر المقبلة. ويمكن أن تؤثر ظاهرة النينيا أيضاً على موسم الأعاصير المدارية في جنوب غرب المحيط الهندي، مما يقلل من شدته. وسيجتمع خبراء المنظمة (WMO) والزملاء في مجال الشؤون الإنسانية في تشرين الثاني/ نوفمبر لإجراء تحليل شامل للموسم المقبل.

آسيا الوسطى

في آسيا الوسطى، من المعروف أن ظواهر النينيا تؤدي إلى انخفاض في سقوط الأمطار من كانون الثاني/ يناير إلى أيار/ مايو. ومع ذلك، تسلط أحدث التنبؤات الموسمية الضوء على زيادة احتمال أن تشهد منطقة بلاد الشام مروراً بآسيا الوسطى سقوط أمطار دون المعتاد حتى في وقت أبكر من المعتاد.

جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ

غالباً ما ترتبط ظاهرة النينيا بأوضاع مطيرة عبر أجزاء كبيرة من جنوب شرق آسيا وأستراليا، وتتفق أحدث التوقعات الموسمية مع الأوضاع التاريخية لظاهرة النينيا.

وبالنسبة لجزر المحيط الهادئ، تتفاوت آثار ظاهرة النينيا من بلد لآخر. وقد تكون الجزر الواقعة في وسط وشرقي المحيط الهادئ أكثر عرضة لسقوط أمطار دون المعتاد، في حين ستصبح البلدان الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ أكثر عرضة لسقوط أمطار فوق المعتاد.

جنوب آسيا

شهدت جنوب آسيا، خلال ظواهر النينيا السابقة، مزيجاً من الآثار تتراوح بين أوضاع أكثر جفافاً من المعتاد في أقصى الجنوب، ثم أوضاع أكثر أمطاراً في معظم المناطق الوسطى من حزيران/ يونيو إلى أيلول/ سبتمبر، ثم مرة أخرى أوضاع أكثر جفافاً في أقصى الشمال/ الشمال الغربي.

وتقدم أحدث التوقعات الموسمية صورة مماثلة مختلطة، إذ من المتوقع أن يشهد الجزء الشمالي من المنطقة أوضاعاً جافة خلال الأشهر القليلة المقبلة، في حين يتوقع أن تشهد بقية المنطقة أوضاعاً شبه طبيعية. وفي أقصى جنوب المنطقة، تشير أحدث إصدارات التحديث (GSCU) إلى احتمال سقوط أمطار فوق المعتاد، في حين أشار إصدار أيلول/ سبتمبر إلى احتمال سقوط أمطار دون المعتاد. وسيستمر مراقبة الوضع.

‏أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والكاريبي

في أمريكا الشمالية، تجلب ظاهرة النينيا عادة أمطاراً فوق المتوسط على طول الجزء الشمالي من القارة، إلى جانب سقوط أمطار دون المتوسط عبر الجنوب. وتتفق أحدث نتائج نماذج التنبؤ مع هذا التحليل التاريخي لتأثير ظاهرة النينيا.

وفي منطقة الكاريبي، يمكن أن تسهم ظواهر النينيا في زيادة حدة موسم أعاصير الهاريكين. وكان موسم عام 2020 واحداً من أكثر المواسم النشطة المسجلة حتى الآن.

أمريكا الجنوبية

في أمريكا الجنوبية، يمكن أن تتسبب ظاهرة النينيا في سقوط أمطار فوق المعتاد في أجزاء كبيرة من شمال القارة، في حين يمكن أن تشهد المناطق الواقعة جنوباً سقوط أمطار دون المعتاد على السواحل الشرقية والغربية على السواء. وتعرض ظاهرة النينيا لعام 2020 خصائص مشابهة جداً، إذ من المرجح أن يشهد الجزء الشمالي من القارة سقوط أمطار فوق المعتاد، في حين من المرجح أن يشهد معظم المخروط الجنوبي سقوط أمطار دون المعتاد.

مراجع أخرى

تستخدم هذه النشرة الصحفية معلومات موثوقة صادرة من أعضاء المنظمة (WMO) والمراكز المناخية الإقليمية والمنتديات الإقليمية للتوقعات المناخية والتحديث الموسمي للمناخ العالمي، وتستند إلى مجموعة من النماذج من المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات طويلة المدى التابعة للمنظمة (WMO). ولمزيد من المعلومات التفصيلية، يُرجى الاطلاع على المواقع الشبكية للمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) المعنية. ويمكن الاطلاع أدناه على روابط للمنتديات الإقليمية للتوقعات المناخية والتحديث الموسمي للمناخ العالمي ومصادر موثوقة أخرى.

معلومات إضافية

https://www.wmolc.org/seasonPmmeUI/plot_PMME#
https://ftp.cpc.ncep.noaa.gov/mingyue/GSCUWMO/Forecasts/
https://public.wmo.int/en/our-mandate/climate/regional-climate-outlook-products
المركز الدولي لبحوث ظاهرة النينيو (CIIFEN)
المعهد الدولي للبحوث الخاصة بالمناخ والمجتمع
المركز المناخي الإقليمي الكاريبي
https://www.climate.gov/enso
https://www.cpc.ncep.noaa.gov/products/analysis_monitoring/
http://www.bom.gov.au/climate/enso/

    شارك: