حالة المناخ في عام 2021: ظواهر متطرفة وآثار كبيرة

01 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021

وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أدت التركيزات القياسية لغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وما ينتج عنها من تراكم للحرارة إلى دفع الكوكب إلى منطقة مجهولة، وإلى آثار طويلة الأمد على الأجيال الحالية والقادمة.

السنوات السبع الماضية في طريقها لأن تكون أدفأ سبع سنوات في التاريخ المسجّل،
ومستوى سطح البحر يرتفع إلى مستوى غير مسبوق

Global annual mean temperature difference from preindustrial conditions

اختلاف المتوسط السنوي لدرجات الحرارة العالمية عما قبل العصر الصناعي 1850)-(1900 على أساس ست مجموعات بيانات لدرجات الحرارة العالمية (انظر "ملاحظات للمحررين").

جنيف، 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) – وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أدت التركيزات القياسية لغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وما ينتج عنها من تراكم للحرارة إلى دفع الكوكب إلى منطقة مجهولة، وإلى آثار طويلة الأمد على الأجيال الحالية والقادمة.

ووفقاً للتقرير المؤقت الصادر عن المنظمة (WMO) بشأن حالة المناخ العالمي في 2021 والذي استند إلى بيانات الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، فإن السنوات السبع الماضية في طريقها لأن تكون أدفأ سبع سنوات في التاريخ المسجّل. وإن حدوث ظاهرة تبريد مؤقت من ظواهر "النينيا" في أوائل هذا العام يعني أنه من المتوقع أن يحتل عام 2021 المرتبة الخامسة أو السادسة أو السابعة "فقط" من بين أدفأ الأعوام في التاريخ المسجّل، ولكنه لا ينفي ولا يعكس الاتجاه الطويل الأمد لارتفاع درجات الحرارة.

ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي قد تسارع منذ عام 2013 حتى بلغ مستوى غير مسبوق في عام 2021، مع استمرار ارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة نسبة تحمض المحيطات.

ويجمع هذا التقرير مدخلات من وكالات متعددة تابعة لمنظومة الأمم المتحدة، والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، والخبراء العلميين. ويلقي الضوء على آثار الاحتباس الحراري على الأمن الغذائي ونزوح السكان التي تضر بالنظم الإيكولوجية الحيوية وتعيق التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "إن التقرير المؤقت الصادر عن المنظمة (WMO) بشأن حالة المناخ العالمي في 2021 يقوم على أحدث الأدلة العلمية ويكشف لنا كيف يتغير كوكبنا أمام أعيننا. فمن أعماق المحيطات إلى قمم الجبال، تتدهور النظم الإيكولوجية وتتضرر المجتمعات في جميع أنحاء العالم بسبب ذوبان الأنهار الجليدية وظواهر الطقس المتطرفة المستمرة بلا هوادة. ولذلك، يجب أن يكون مؤتمر الأطراف السادس والعشرون نقطة تحول بالنسبة للشعوب والكوكب".

وأعلن في بيان بالفيديو: "العلميون على بيِّنة من الحقائق. وعلى القادة أن يكونوا حازمين في إجراءاتهم. والباب مفتوح والحلول موجودة. ويجب أن يكون مؤتمر الأطراف السادس والعشرون نقطة تحول. ويجب أن نعمل الآن – بطموح وتضامن – من أجل حماية مستقبلنا وإنقاذ البشرية".

وقال البروفيسور بيتيري تالاس الأمين العام للمنظمة (WMO): "لأول مرة في التاريخ المسجّل، تساقطت الأمطار – بدلاً من الثلوج المعتادة – في ذروة صفيحة غرينلاند الجليدية. وتذوب الأنهار الجليدية الكندية بسرعة. وشهدت كندا والمناطق المجاورة في الولايات المتحدة الأمريكية موجة حر رفعت درجة الحرارة إلى ما يقرب من 50 درجة مئوية في قرية بمقاطعة كولومبيا البريطانية. ووصلت درجة الحرارة في وادي الموت بكاليفورنيا إلى 54.4 درجة مئوية في أثناء إحدى موجات الحر المتعددة التي شهدها جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، في حين شهدت أجزاء كثيرة من البحر الأبيض المتوسط درجات حرارة غير مسبوقة. وكانت درجات الحرارة الاستثنائية هذه مصحوبة غالباً بحرائق مدمرة".

وتابع قائلاً: "شهدت الصين، في غضون ساعات معدودة، تساقط كمية أمطار تعادل ما يتساقط عادةً على مدى عدة أشهر، وشهدت أجزاء من أوروبا فيضانات عارمة. وأودت هذه الكوارث بحياة العشرات وأسفرت عن خسائر اقتصادية بالمليارات. وأدى العام الثاني على التوالي من الجفاف في المناطق شبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية إلى تقليل تدفق أحواض أنهار كبيرة والإضرار بالزراعة والنقل وإنتاج الطاقة".

واستطرد قائلاً: "الظواهر المتطرفة أصبحت القاعدة وليس الاستثناء. وتوجد أدلة علمية متزايدة على أن بعض هذه الظواهر يحمل بصمة تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية".

واستدرك قائلاً: "بالمعدل الحالي لزيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري، سنشهد زيادة في درجة الحرارة بحلول نهاية هذا القرن تتجاوز بكثير هدف اتفاق باريس قصر ارتفاع متوسط درجة الحرارة على ما بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. فلعل مؤتمر الأطراف السادس والعشرون هو فرصتنا الأخيرة كي نعود إلى المسار الصحيح".

وصدر التقرير المؤقت عن حالة المناخ في 2021 في بداية مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، أي إبّان مؤتمر الأطراف السادس والعشرين المعقود في غلاسكو. وهو يقدم لمحة عن مؤشرات مناخية من قبيل تركيز غازات الاحتباس الحراري، ودرجات الحرارة، والطقس المتطرف، ومستوى سطح البحر، واحترار المحيطات وتحمضها، وانحسار الأنهار الجليدية، وذوبان الجليد، بالإضافة إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية.

وهذا التقرير هو أحد التقارير العلمية الرئيسية التي ستسترشد بها المفاوضات وستُعرض في جناح العلوم الذي تستضيفه المنظمة (WMO)، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة. وستطلق المنظمة (WMO)، إبّان مؤتمر الأطراف السادس والعشرين، التحالف من أجل الماء والمناخ (WCC) بغية تنسيق العمل في مجالَي المياه والمناخ، ومرفق تمويل الرصد المنهجي (SOFF) الرامي إلى تحسين عمليات الرصد والتنبؤ الخاصة بالطقس والمناخ والتي تكتسي أهمية محورية للتكيف مع تغير المناخ.

أهم المعلومات

غازات الاحتباس الحراري

في عام 2020، وصل تركيز غازات الاحتباس الحراري إلى مستوى غير مسبوق. إذ بلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون (CO2) 413.2 جزء في المليون، وتركيز الميثان (CH4) 1889 جزءاً في البليون، وتركيز أكسيد النيتروز (N2O) 333.2 جزء في البليون، وهو ما يعادل 149% و262% و123% من مستويات ما قبل العصر الصناعي (1750) على التوالي. واستمرت الزيادة في عام 2021.

Globally averaged mole fraction
المتوسط العالمي للكسر الجزيئي (مقياس التركيز)، من عام 1984 إلى عام 2020، لثاني أكسيد الكربون بالأجزاء من المليون (على اليسار)، والميثان بالأجزاء من البليون (في الوسط)، وأكسيد النيتروز بالأجزاء من البليون (على اليمين). والخط الأحمر هو المتوسط الجزيئي الشهري.

درجات الحرارة

كان متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2021 (استناداً إلى بيانات الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر) أعلى من متوسط الفترة 1850-1900 بنحو 1.09 درجة مئوية. ووفقاً لمجموعات البيانات الست التي استخدمتها المنظمة (WMO) في التحليل، يحتل عام 2021 حالياً المرتبة السادسة أو السابعة من بين أدفأ الأعوام في التاريخ المسجّل. ولكن هذه المرتبة قد تتغير في نهاية العام.

ومع ذلك، فمن المرجّح أن يحتل عام 2021 المرتبة الخامسة أو السادسة أو السابعة من بين أدفأ الأعوام في التاريخ المسجّل، فتصبح الأعوام من 2015 إلى 2021 هي أدفأ سبعة أعوام في التاريخ المسجّل.

وعام 2021 أقل دفئاً من الأعوام الماضية بسبب تأثير ظاهرة نينيا معتدلة حدثت في بداية العام. ولظاهرة النينيا تأثير تبريدي مؤقت في متوسط درجة الحرارة العالمي وهي تؤثر في الطقس والمناخ الإقليميين. وتجلى تأثير ظاهرة النينيا في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ في عام 2021؛ علماً بأن أحدث ظاهرة نينيا قوية كانت في عام 2011. وإن عام 2021 أدفأ من عام 2011 بمقدار يتراوح تقريباً بين 0.18 و0.26 درجة مئوية.

وفي ظل تضاؤل تأثير ظاهرة النينيا التي حدثت في 2020-2021، ارتفعت درجات الحرارة العالمية الشهرية. ولا يزال عام 2016، الذي بدأ في أثناء ظاهرة نينيو قوية، هو أدفأ عام في التاريخ المسجّل وفقاً لمعظم مجموعات البيانات المستخدمة.

Near-surface air temperature differences
اختلافات درجات حرارة الهواء بالقرب من السطح عن متوسط الفترة 1981-2010 في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر 2021. وهذه البيانات مستمدة من ناتج إعادة تحليل مجموعة البيانات ERA5. المصدر: مرفق كوبرنيكوس المعني بتغير المناخ (C3S)/ المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF)

المحيطات

تُخزن في المحيطات 90% من الحرارة المتراكمة في نظام الأرض والتي تُقاس بالمحتوى الحراري للمحيطات.

واستمر ارتفاع المحتوى الحراري للمحيط في الجزء العلوي على عمق 2000 متر في عام 2019 حتى وصل إلى مستوى قياسي جديد. ويشير تحليل أولي يستند إلى سبع مجموعات بيانات عالمية إلى أن عام 2020 قد تجاوز هذا المستوى القياسي. ووفقاً لجميع مجموعات البيانات، فإن معدلات احترار المحيطات قد زادت بشدة على مدى العقدين الماضيين، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع درجة حرارة المحيطات في المستقبل.

وشهد جزء كبير من المحيطات موجة واحدة على الأقل من موجات الحر البحرية "القوية" في وقت معين من عام 2021 – باستثناء المنطقة الاستوائية الشرقية من المحيط الهادئ (بسبب ظاهرة النينيا) وجزء كبير من المحيط الجنوبي. وشهد بحر لابتيف وبحر بوفورت في المنطقة القطبية الشمالية موجات حر بحرية "شديدة" و"متطرفة" في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى نيسان/ أبريل 2021.

وتزيد نسبة تحمض المحيطات لأنها تمتص زهاء 23% من الانبعاثات السنوية لثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية في الغلاف الجوي. وانخفض الأس الهيدروجيني لسطح المحيط المفتوح على مستوى العالم على مدى الأربعين عاماً الماضية حتى بلغ اليوم أدنى مستوياته منذ 26000 عام على الأقل. وتجدر الإشارة إلى أن المعدلات الحالية لتغير الأس الهيدروجيني غير مسبوقة منذ هذه الفترة على أقل تقدير. وكلما انخفض الأس الهيدروجيني في المحيطات، انخفضت قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

1960-2020 ensemble mean time series
السلاسل الزمنية لمتوسط مجموع الفترة 1960-2020 والانحراف المعياري الكلي لحالات الشذوذ في المحتوى الحراري العالمي للمحيطات قياساً بعلم المناخ في الفترة 2005-2017. دراسة Von Schuckmann وآخرين، 2020.

مستوى سطح البحر

تنشأ التغيرات في متوسط مستوى سطح البحر العالمي في الأساس نتيجة ارتفاع درجات حرارة المحيطات بفعل التمدد الحراري لمياه البحر وذوبان الجليد الأرضي.

وقيس متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي بسواتل عالية الدقة لمقياس الارتفاع، وبلغ 2.1 ملم سنوياً في الفترة بين عامَي 1993 و2002 و4.4 ملم سنوياً في الفترة بين عامَي 2013 و2021، أي زاد إلى الضعف بين الفترتين. ويُعزى ذلك أساساً إلى تسارع وتيرة فقدان الكتلة الجليدية من الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية.

Global mean sea level evolution
تغيّر متوسط مستوى سطح البحر العالمي في الفترة من كانون الثاني/ يناير 1993 إلى أيلول/ سبتمبر 2021. مصدر البيانات: قياس الارتفاع في حفظ واعتماد وتفسير البيانات الأوقيانوغرافية للسواتل (AVISO): (https://www.aviso.altimetry.fr)

الجليد البحري

كان الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية أقل من متوسط الفترة 1981-2010 عندما كان في أعلى مستوياته في آذار/ مارس. وانحسرت رقعة الجليد البحري بعد ذلك بسرعة في حزيران/ يونيو وأوائل تموز/ يوليو في منطقتي بحر لابتيف وبحر شرق غرينلاند. ونتيجة لذلك، كانت رقعة الجليد البحري على مستوى المنطقة القطبية الشمالية ضئيلة ضآلة قياسية في النصف الأول من شهر تموز/ يوليو.

ثم حدث تباطؤ في ذوبان الجليد في شهر آب/ أغسطس، وكانت رقعة الجليد البحري الدنيا في شهر أيلول/ سبتمبر (بعد موسم الصيف) أكبر مما كانت عليه في السنوات الماضية إذ بلغت 4.72 مليون كيلومتر مربع؛ فاحتلت بذلك المرتبة الثانية عشرة من بين أدنى رقاع الجليد البحري المسجّلة في السجلات الساتلية التي تغطي 43 عاماً، وكانت أضأل بكثير من متوسط الفترة 2010-1981. وكانت رقعة الجليد البحري في بحر شرق غرينلاند ضئيلة ضآلة غير مسبوقة.

وكانت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية قريبة عامةً من متوسط الفترة 1981-2010، وبلغت أقصاها مبكراً في أواخر شهر آب/ أغسطس.

الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية

تسارعت وتيرة فقدان الكتل الجليدية من الأنهار الجليدية في أمريكا الشمالية على مدى العقدين الماضيين بمقدار الضعف تقريباً في الفترة 2015-2019 مقارنةً بالفترة 2000-2004. وألحق الصيف الاستثنائي الحرارة والجفاف الذي شهده غرب أمريكا الشمالية في عام 2021 اضراراً بالغة بالأنهار الجليدية الجبلية في المنطقة.

وكانت رقعة انصهار الصفيحة الجليدية في غرينلاند قريبة من المتوسط الطويل الأجل لأوائل فصل الصيف، إلا أن معدلات درجات الحرارة وجريان المياه الذائبة كانت أعلى بكثير من معدلاتها الطبيعية في آب/ أغسطس 2021 بسبب تدفق كميات كبيرة من الهواء الدافئ الرطب في منتصف شهر آب/ أغسطس.

وفي 14 آب/ أغسطس، رُصد هطول أمطار لعدة ساعات في محطة القمة، وهي أعلى نقطة على صفيحة غرينلاند الجليدية (3216 متراً)، وظلت درجات حرارة الهواء فوق درجة التجمد لمدة تسع ساعات تقريباً. ولم يُبلغ قبل ذلك عن أي هطول للأمطار في القمة. وهذه هي المرة الثالثة في غضون السنوات التسع الماضية التي تشهد فيها القمة ظروفاً مؤاتية للانصهار. ووفقاً للسجلات الأساسية الخاصة بالجليد، لم تحدث سوى ظاهرة انصهار واحدة في القرن العشرين.

Global glacier mass balance
توازن كتلة الأنهار الجليدية، 1950-2020، من مجموعة فرعية من 40 نهراً جليدياً مرجعياً عالمياً. والوحدة المستخدمة هي المتر بالمكافئ المائي (m w.e) وهي عمق الماء المحسوب بتذويب الجليد المفقود وتوزيعه بالتساوي على الأنهار الجليدية. هذه البيانات والصور محفوظة لدى المرفق العالمي لمراقبة الأنهار الجليدية، http://www.wgms.ch.

الطقس المتطرف

التقرير المؤقت مصحوب بخريطة تفاعلية تبيِّن المعلومات التي قدمها الأعضاء عن الظواهر المتطرفة التي تعرضوا لها في الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى آب/ أغسطس.

وشهد غرب أمريكا الشمالية موجات حر استثنائية في شهرَي حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، وسجَّلت العديد من الأماكن درجات حرارة تجاوزت أعلى درجات الحرارة المسجَّلة في المحطات بمقدار يتراوح بين 4 و6 درجات مئوية، وتسببت في وفاة المئات من الأشخاص. ووصلت درجة الحرارة في بلدة ليتون الواقعة في جنوب وسط مقاطعة كولومبيا البريطانية إلى 49.6 درجة مئوية في 29 حزيران/ يونيو، أي أعلى 4.6 درجة مئوية من أعلى درجة حرارة مسجَّلة في تاريخ كندا، ثم اندلع حريق في اليوم التالي دمَّر البلدة.

وحدثت أيضاً موجات حر متعددة في جنوب غرب الولايات المتحدة. ووصلت درجة الحرارة في وادي الموت بولاية كاليفورنيا إلى 54.4 درجة مئوية في 9 تموز/ يوليو، متعادلةً بذلك مع درجة حرارة مماثلة مسجّلة في عام 2020 كأعلى درجة حرارة مُسجّلة في العالم منذ ثلاثينيات القرن الماضي على الأقل. وكان هذا الصيف أحر صيف في التاريخ المسجّل في المتوسط على مستوى الولايات المتحدة بأكملها.

واندلعت العديد من حرائق الغابات الكبرى. فقد تسبب حريق ديكسي في شمال كاليفورنيا، الذي اندلع في 13 تموز/ يوليو، في حرق قرابة 390000 هكتار بحلول 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو أكبر حريق منفرد في تاريخ كاليفورنيا المسجّل.

وأثرت الحرارة الشديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط الأوسع نطاقاً. ففي 11 آب/ أغسطس، وصلت درجة الحرارة في إحدى محطات الأرصاد الجوية الزراعية في صقلية إلى 48.8 درجة مئوية، كانت حينها رقماً قياسياً أوروبياً، في حين وصلت درجة الحرارة في القيروان (تونس) إلى 50.3 درجة مئوية. وسجلت مونتورو (47.4 درجة مئوية) رقماً قياسياً وطنياً في إسبانيا في 14 آب/ أغسطس، في حين سجلت مدريد في اليوم نفسه أحر أيامها على الإطلاق إذ بلغت درجة الحرارة فيها 42.7 درجة مئوية.

وفي 20 تموز/ يوليو، سجلت جزيرة ابن عمر (49.1 درجة مئوية) رقماً قياسياً وطنياً تركياً وشهدت تبليسي (جورجيا) أحر أيامها في التاريخ المسجّل (40.6 درجة مئوية). واندلعت حرائق غابات كبيرة في أجزاء كثيرة من المنطقة حيث كانت الجزائر وجنوب تركيا واليونان أشد المناطق تضرراً.

وأثرت الظروف الباردة غير الطبيعية في أجزاء كثيرة من وسط الولايات المتحدة وشمال المكسيك في منتصف شباط/ فبراير. وكانت أشد التأثيرات حدة في ولاية تكساس، التي شهدت عموماً أدنى درجات حرارة لها منذ عام 1989 على أقل تقدير. وقد أثر تفشي برد الربيع غير الطبيعي في أجزاء كثيرة من أوروبا في أوائل نيسان/ أبريل.

الهطول

تساقطت أمطار غزيرة في مقاطعة خنان الصينية في الفترة من 17 إلى 21 تموز/ يوليو. وفي 20 تموز/ يوليو، تساقطت في مدينة تشنغتشو 201.9 ملم من الأمطار في ساعة واحدة (رقم قياسي وطني صيني)، و382 ملم في 6 ساعات، و720 ملم على مدى الظاهرة ككل، وهو هطول أعلى من المتوسط السنوي. وارتبطت الفيضانات الخاطفة بأكثر من 302 حالة وفاة وبخسائر اقتصادية قدرها 17.7 مليار دولار أمريكي.

وشهدت أوروبا الغربية، في منتصف شهر تموز/ يوليو، بعضاً من أشد الفيضانات في التاريخ المسجّل. إذ تساقط في منطقتَي غرب ألمانيا وشرق بلجيكا ما يتراوح بين 100 و150 ملم على مساحة واسعة في يومَي 14-15 تموز/ يوليو فوق أرض مشبعة، مما تسبب في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية، ووقوع ما يزيد على 200 حالة وفاة. وكان أعلى معدل يومي لتساقط الأمطار هو 162.4 ملم في ويبرفورث-جارديناو (ألمانيا).

وأدى استمرار هطول الأمطار بمعدل فوق المتوسط في النصف الأول من العام في أجزاء من شمال أمريكا الجنوبية، وخاصةً شمال حوض الأمازون، إلى حدوث فيضانات كبيرة وطويلة الأمد في المنطقة. وبلغ منسوب نهر ريو نيغرو في مانوس (البرازيل) أعلى مستوياته في التاريخ المسجّل. وحدثت فيضانات أيضاً في أجزاء من شرق أفريقيا، وألحقت أضراراً بالغة بجنوب السودان.

وأثر الجفاف الشديد في معظم المنطقة شبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية للعام الثاني على التوالي. وكان معدل هطول الأمطار أقل بكثير من المتوسط في معظم مناطق جنوب البرازيل وباراغواي وأوروغواي وشمال الأرجنتين. وأدى الجفاف إلى خسائر زراعية كبيرة تفاقمت بفعل تفشي البرد في نهاية تموز/ يوليو، مما أضر بالعديد من مناطق زراعة البن في البرازيل. وأدى انخفاض منسوب الأنهار أيضاً إلى خفض إنتاج الطاقة الكهرومائية وتعطيل النقل النهري.

وكانت الأشهر العشرون من كانون الثاني/ يناير 2020 إلى آب/ أغسطس 2021 هي الأكثر جفافاً في تاريخ جنوب غرب الولايات المتحدة المسجّل، أي أقل من الرقم القياسي السابق بأكثر من 10%. ويقل الإنتاج المتوقع لمحاصيل القمح والكانولا في كندا في عام 2021 عن مستويات عام 2020 بنسبة تتراوح بين 30 و40%. واجتاحت أزمة سوء التغذية المرتبطة بالجفاف أجزاءً من جزيرة مدغشقر في المحيط الهندي.

Total precipitation anomaly in Jan-Sep 2021
إجمالي الشذوذ في الهطول في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر 2021 مقارنةً بالفترة المرجعية 1951-2000. ويشير اللون الأزرق إلى هطول أمطار أكثر من المتوسط الطويل الأجل، في حين يشير اللون البني إلى إجمالي هطول أمطار أقل من المعتاد. وكلما كان اللون داكناً، زاد الانحراف. (المصدر: المركز العالمي لمناخيات الهطول (GPCC)، دائرة الأرصاد الجوية الألمانية، ألمانيا).

الإسناد

أُجريت دراسات "الإسناد السريع" الأولية لموجة الحر في شمال غرب أمريكا في حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو وللفيضانات في أوروبا الغربية في تموز/ يوليو. وخلصت دراسة موجة الحر في شمال غرب المحيط الهادئ إلى أن موجة الحر "تظل نادرة أو نادرة للغاية في مناخ اليوم، بل تكاد تكون مستحيلة فعلياً بدون تغير المناخ".

وبالنسبة للفيضانات التي شهدتها أوروبا الغربية، وُجد أن "تغير المناخ زاد من احتمالية" هطول الأمطار الغزيرة.

وتندرج هذه الظواهر عامةً في نمط تغير أوسع نطاقاً. وخلص تقرير التقييم السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى زيادة تواتر موجات الحر في أمريكا الشمالية والبحر الأبيض المتوسط. ووُجدت مساهمة بشرية في هذه الزيادة بحد متوسط من الثقة في أمريكا الشمالية وحد عال من الثقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأفادت الهيئة (IPCC) بأن هطول الأمطار الغزيرة زاد في شرق آسيا، ولكن حد الثقة في التأثير البشري منخفض. ووُجد حد عال من الثقة في التأثير البشري في هطول الأمطار الغزيرة في شمال أوروبا، وحد منخفض من الثقة فيما يخص غرب ووسط أوروبا.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية

في السنوات العشر الماضية، زادت النزاعات وظواهر الطقس المتطرفة والصدمات الاقتصادية تواتراً وشدةً. وأدت الآثار المركبة لهذه المخاطر، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19، إلى زيادة الجوع فقوّضت عقوداً من التقدم نحو تحسين الأمن الغذائي.

وبعد بلوغ نقص التغذية ذروته في عام 2020 (768 مليون شخص)، أشارت التوقعات إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم إلى قرابة 710 ملايين شخص في عام 2021 (9%). ومع ذلك، حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2021، كانت الأرقام في العديد من البلدان أعلى مما كانت عليه في عام 2020.

وتجلت هذه الزيادة الحادة (19%) أكثر في صفوف الفئات التي تعاني أزمات غذائية أو ما هو أسوأ (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)/ الإطار المُنسَّق (CH) – المرحلة 3 أو أعلى)، إذ ارتفعت الأعداد من 135 مليون شخص في عام 2020 إلى 161 مليون شخص بحلول شهر أيلول/ سبتمبر 2021.

وكان من بين العواقب الوخيمة الأخرى لهذه الصدمات تزايد عدد الأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة والانهيار التام لسبل العيش (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)/ الإطار المُنسَّق (CH) – المرحلة 5)، وبخاصةٍ في إثيوبيا وجنوب السودان واليمن ومدغشقر (584 000 شخص).

وغيّر الطقس المتطرف في أثناء ظاهرة النينيا في الفترة 2020-2021 مواسم هطول الأمطار، مما ساهم في حدوث اضطرابات في سبل العيش والحملات الزراعية في جميع أنحاء العالم. وأدت ظواهر الطقس المتطرفة في موسم تساقط الأمطار في عام 2021 إلى تفاقم الصدمات.

وتزامنت حالات الجفاف المتتالية عبر أجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية مع عواصف وأعاصير وزوابع شديدة، مما أثر تأثيراً كبيراً في سبل العيش والقدرة على التعافي من صدمات الطقس المتكررة.

وكانت لظواهر وظروف الطقس المتطرف، التي غالباً ما تتفاقم بسبب تغير المناخ، آثار كبيرة ومتنوعة على نزوح السكان وضعف الأشخاص النازحين على مدى العام. ومن أفغانستان إلى أمريكا الوسطى، تضرب فترات الجفاف والفيضانات وظواهر الطقس المتطرفة الأخرى المجتمعات الأقل استعداداً للتعافي والتكيف.

وتتأثر النظم الإيكولوجية – بما فيها النظم الإيكولوجية الأرضية، والساحلية، والبحرية، والنظم الإيكولوجية للمياه العذبة – والخدمات التي تقدمها بالمناخ المتغير. وإضافةً إلى ذلك، تتدهور النظم الإيكولوجية بمعدل غير مسبوق من المتوقع أن يتسارع في العقود القادمة. ويحد تدهور النظم الإيكولوجية من قدرة تلك النظم على دعم رفاه البشر ويضعف قدرة البشر على التكيف والصمود.

ملاحظات للمحررين

استُمدت المعلومات المستخدمة في هذا التقرير من عدد كبير من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) والمؤسسات المرتبطة بها فضلاً عن المراكز المناخية الإقليمية، والبرنامج العالمي للبحوث المناخية (WCRP)، وبرنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW)، وبرنامج المراقبة العالمية للغلاف الجليدي (GCW)، والمرافق المعنية بتغير المناخ التابعة للبرنامج الأوروبي لرصد الأرض (كوبرنيكوس) التابع للاتحاد الأوروبي. ويضم الشركاء من منظومة الأمم المتحدة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ولجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC)، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).

وتعرب المنظمة (WMO) عن امتنانها لتفاني شبكة الخبراء التابعة للمنظمة (WMO) جهداً وعملاً لجعل هذا التقرير مصدراً موثوقاً للمعلومات عن حالة المناخ والآثار المناخية. ونحن ممتنون بشكل خاص لمكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة الذي تولى دور المؤلف الرئيسي لهذا التقرير.

بالنسبة للمعدلات المناخية القياسية للمنظمة (WMO)، تُستخدم الفترة 1981-2010 حيثما أمكن بوصفها الفترة الأساسية حرصاً على الاتساق بين التقارير. ولكن بالنسبة لبعض المؤشرات، لا يمكن استخدام خط الأساس هذا بسبب الافتقار إلى القياسات الخاصة بهذه الفترة بأكملها أو بسبب الحاجة إلى فترة أطول لإعداد إحصائيات تمثيلية.

وبالنسبة لمتوسط درجة الحرارة العالمية، استُخدم خط أساس الفترة 1850-1900. وهو خط الأساس المستخدم في تقارير الهيئة (IPCC) فيما يخص درجات الحرارة في فترة ما قبل العصر الصناعي، وهو مفيد لفهم التقدم المحرز في تحقيق أهداف اتفاق باريس.

وتستخدم المنظمة (WMO) ست مجموعات بيانات دولية لدرجات الحرارة هي: HadCRUT.5.0.1.0 (مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة)، وNOAAGlobalTemp v5 (الولايات المتحدة الأمريكية)، وNASA GISTEMP v4 (الولايات المتحدة الأمريكية)، وBerkeley Earth (الولايات المتحدة الأمريكية)، وERA5 (المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF))، وJRA-55 (اليابان).

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Mobile phone: +41 79 709 13 97

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء

ملاحظات للمحررين

السنوات السبع الماضية في طريقها لأن تكون أدفأ سبع سنوات في التاريخ المسجّل،
ومستوى سطح البحر يرتفع إلى مستوى غير مسبوق

Global annual mean temperature difference from preindustrial conditions

اختلاف المتوسط السنوي لدرجات الحرارة العالمية عما قبل العصر الصناعي 1850)-(1900 على أساس ست مجموعات بيانات لدرجات الحرارة العالمية (انظر "ملاحظات للمحررين").

جنيف، 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) – وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أدت التركيزات القياسية لغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وما ينتج عنها من تراكم للحرارة إلى دفع الكوكب إلى منطقة مجهولة، وإلى آثار طويلة الأمد على الأجيال الحالية والقادمة.

ووفقاً للتقرير المؤقت الصادر عن المنظمة (WMO) بشأن حالة المناخ العالمي في 2021 والذي استند إلى بيانات الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، فإن السنوات السبع الماضية في طريقها لأن تكون أدفأ سبع سنوات في التاريخ المسجّل. وإن حدوث ظاهرة تبريد مؤقت من ظواهر "النينيا" في أوائل هذا العام يعني أنه من المتوقع أن يحتل عام 2021 المرتبة الخامسة أو السادسة أو السابعة "فقط" من بين أدفأ الأعوام في التاريخ المسجّل، ولكنه لا ينفي ولا يعكس الاتجاه الطويل الأمد لارتفاع درجات الحرارة.

ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي قد تسارع منذ عام 2013 حتى بلغ مستوى غير مسبوق في عام 2021، مع استمرار ارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة نسبة تحمض المحيطات.

ويجمع هذا التقرير مدخلات من وكالات متعددة تابعة لمنظومة الأمم المتحدة، والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، والخبراء العلميين. ويلقي الضوء على آثار الاحتباس الحراري على الأمن الغذائي ونزوح السكان التي تضر بالنظم الإيكولوجية الحيوية وتعيق التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "إن التقرير المؤقت الصادر عن المنظمة (WMO) بشأن حالة المناخ العالمي في 2021 يقوم على أحدث الأدلة العلمية ويكشف لنا كيف يتغير كوكبنا أمام أعيننا. فمن أعماق المحيطات إلى قمم الجبال، تتدهور النظم الإيكولوجية وتتضرر المجتمعات في جميع أنحاء العالم بسبب ذوبان الأنهار الجليدية وظواهر الطقس المتطرفة المستمرة بلا هوادة. ولذلك، يجب أن يكون مؤتمر الأطراف السادس والعشرون نقطة تحول بالنسبة للشعوب والكوكب".

وأعلن في بيان بالفيديو: "العلميون على بيِّنة من الحقائق. وعلى القادة أن يكونوا حازمين في إجراءاتهم. والباب مفتوح والحلول موجودة. ويجب أن يكون مؤتمر الأطراف السادس والعشرون نقطة تحول. ويجب أن نعمل الآن – بطموح وتضامن – من أجل حماية مستقبلنا وإنقاذ البشرية".

وقال البروفيسور بيتيري تالاس الأمين العام للمنظمة (WMO): "لأول مرة في التاريخ المسجّل، تساقطت الأمطار – بدلاً من الثلوج المعتادة – في ذروة صفيحة غرينلاند الجليدية. وتذوب الأنهار الجليدية الكندية بسرعة. وشهدت كندا والمناطق المجاورة في الولايات المتحدة الأمريكية موجة حر رفعت درجة الحرارة إلى ما يقرب من 50 درجة مئوية في قرية بمقاطعة كولومبيا البريطانية. ووصلت درجة الحرارة في وادي الموت بكاليفورنيا إلى 54.4 درجة مئوية في أثناء إحدى موجات الحر المتعددة التي شهدها جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، في حين شهدت أجزاء كثيرة من البحر الأبيض المتوسط درجات حرارة غير مسبوقة. وكانت درجات الحرارة الاستثنائية هذه مصحوبة غالباً بحرائق مدمرة".

وتابع قائلاً: "شهدت الصين، في غضون ساعات معدودة، تساقط كمية أمطار تعادل ما يتساقط عادةً على مدى عدة أشهر، وشهدت أجزاء من أوروبا فيضانات عارمة. وأودت هذه الكوارث بحياة العشرات وأسفرت عن خسائر اقتصادية بالمليارات. وأدى العام الثاني على التوالي من الجفاف في المناطق شبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية إلى تقليل تدفق أحواض أنهار كبيرة والإضرار بالزراعة والنقل وإنتاج الطاقة".

واستطرد قائلاً: "الظواهر المتطرفة أصبحت القاعدة وليس الاستثناء. وتوجد أدلة علمية متزايدة على أن بعض هذه الظواهر يحمل بصمة تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية".

واستدرك قائلاً: "بالمعدل الحالي لزيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري، سنشهد زيادة في درجة الحرارة بحلول نهاية هذا القرن تتجاوز بكثير هدف اتفاق باريس قصر ارتفاع متوسط درجة الحرارة على ما بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. فلعل مؤتمر الأطراف السادس والعشرون هو فرصتنا الأخيرة كي نعود إلى المسار الصحيح".

وصدر التقرير المؤقت عن حالة المناخ في 2021 في بداية مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، أي إبّان مؤتمر الأطراف السادس والعشرين المعقود في غلاسكو. وهو يقدم لمحة عن مؤشرات مناخية من قبيل تركيز غازات الاحتباس الحراري، ودرجات الحرارة، والطقس المتطرف، ومستوى سطح البحر، واحترار المحيطات وتحمضها، وانحسار الأنهار الجليدية، وذوبان الجليد، بالإضافة إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية.

وهذا التقرير هو أحد التقارير العلمية الرئيسية التي ستسترشد بها المفاوضات وستُعرض في جناح العلوم الذي تستضيفه المنظمة (WMO)، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة. وستطلق المنظمة (WMO)، إبّان مؤتمر الأطراف السادس والعشرين، التحالف من أجل الماء والمناخ (WCC) بغية تنسيق العمل في مجالَي المياه والمناخ، ومرفق تمويل الرصد المنهجي (SOFF) الرامي إلى تحسين عمليات الرصد والتنبؤ الخاصة بالطقس والمناخ والتي تكتسي أهمية محورية للتكيف مع تغير المناخ.

أهم المعلومات

غازات الاحتباس الحراري

في عام 2020، وصل تركيز غازات الاحتباس الحراري إلى مستوى غير مسبوق. إذ بلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون (CO2) 413.2 جزء في المليون، وتركيز الميثان (CH4) 1889 جزءاً في البليون، وتركيز أكسيد النيتروز (N2O) 333.2 جزء في البليون، وهو ما يعادل 149% و262% و123% من مستويات ما قبل العصر الصناعي (1750) على التوالي. واستمرت الزيادة في عام 2021.

Globally averaged mole fraction
المتوسط العالمي للكسر الجزيئي (مقياس التركيز)، من عام 1984 إلى عام 2020، لثاني أكسيد الكربون بالأجزاء من المليون (على اليسار)، والميثان بالأجزاء من البليون (في الوسط)، وأكسيد النيتروز بالأجزاء من البليون (على اليمين). والخط الأحمر هو المتوسط الجزيئي الشهري.

درجات الحرارة

كان متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2021 (استناداً إلى بيانات الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر) أعلى من متوسط الفترة 1850-1900 بنحو 1.09 درجة مئوية. ووفقاً لمجموعات البيانات الست التي استخدمتها المنظمة (WMO) في التحليل، يحتل عام 2021 حالياً المرتبة السادسة أو السابعة من بين أدفأ الأعوام في التاريخ المسجّل. ولكن هذه المرتبة قد تتغير في نهاية العام.

ومع ذلك، فمن المرجّح أن يحتل عام 2021 المرتبة الخامسة أو السادسة أو السابعة من بين أدفأ الأعوام في التاريخ المسجّل، فتصبح الأعوام من 2015 إلى 2021 هي أدفأ سبعة أعوام في التاريخ المسجّل.

وعام 2021 أقل دفئاً من الأعوام الماضية بسبب تأثير ظاهرة نينيا معتدلة حدثت في بداية العام. ولظاهرة النينيا تأثير تبريدي مؤقت في متوسط درجة الحرارة العالمي وهي تؤثر في الطقس والمناخ الإقليميين. وتجلى تأثير ظاهرة النينيا في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ في عام 2021؛ علماً بأن أحدث ظاهرة نينيا قوية كانت في عام 2011. وإن عام 2021 أدفأ من عام 2011 بمقدار يتراوح تقريباً بين 0.18 و0.26 درجة مئوية.

وفي ظل تضاؤل تأثير ظاهرة النينيا التي حدثت في 2020-2021، ارتفعت درجات الحرارة العالمية الشهرية. ولا يزال عام 2016، الذي بدأ في أثناء ظاهرة نينيو قوية، هو أدفأ عام في التاريخ المسجّل وفقاً لمعظم مجموعات البيانات المستخدمة.

Near-surface air temperature differences
اختلافات درجات حرارة الهواء بالقرب من السطح عن متوسط الفترة 1981-2010 في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر 2021. وهذه البيانات مستمدة من ناتج إعادة تحليل مجموعة البيانات ERA5. المصدر: مرفق كوبرنيكوس المعني بتغير المناخ (C3S)/ المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF)

المحيطات

تُخزن في المحيطات 90% من الحرارة المتراكمة في نظام الأرض والتي تُقاس بالمحتوى الحراري للمحيطات.

واستمر ارتفاع المحتوى الحراري للمحيط في الجزء العلوي على عمق 2000 متر في عام 2019 حتى وصل إلى مستوى قياسي جديد. ويشير تحليل أولي يستند إلى سبع مجموعات بيانات عالمية إلى أن عام 2020 قد تجاوز هذا المستوى القياسي. ووفقاً لجميع مجموعات البيانات، فإن معدلات احترار المحيطات قد زادت بشدة على مدى العقدين الماضيين، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع درجة حرارة المحيطات في المستقبل.

وشهد جزء كبير من المحيطات موجة واحدة على الأقل من موجات الحر البحرية "القوية" في وقت معين من عام 2021 – باستثناء المنطقة الاستوائية الشرقية من المحيط الهادئ (بسبب ظاهرة النينيا) وجزء كبير من المحيط الجنوبي. وشهد بحر لابتيف وبحر بوفورت في المنطقة القطبية الشمالية موجات حر بحرية "شديدة" و"متطرفة" في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى نيسان/ أبريل 2021.

وتزيد نسبة تحمض المحيطات لأنها تمتص زهاء 23% من الانبعاثات السنوية لثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية في الغلاف الجوي. وانخفض الأس الهيدروجيني لسطح المحيط المفتوح على مستوى العالم على مدى الأربعين عاماً الماضية حتى بلغ اليوم أدنى مستوياته منذ 26000 عام على الأقل. وتجدر الإشارة إلى أن المعدلات الحالية لتغير الأس الهيدروجيني غير مسبوقة منذ هذه الفترة على أقل تقدير. وكلما انخفض الأس الهيدروجيني في المحيطات، انخفضت قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

1960-2020 ensemble mean time series
السلاسل الزمنية لمتوسط مجموع الفترة 1960-2020 والانحراف المعياري الكلي لحالات الشذوذ في المحتوى الحراري العالمي للمحيطات قياساً بعلم المناخ في الفترة 2005-2017. دراسة Von Schuckmann وآخرين، 2020.

مستوى سطح البحر

تنشأ التغيرات في متوسط مستوى سطح البحر العالمي في الأساس نتيجة ارتفاع درجات حرارة المحيطات بفعل التمدد الحراري لمياه البحر وذوبان الجليد الأرضي.

وقيس متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي بسواتل عالية الدقة لمقياس الارتفاع، وبلغ 2.1 ملم سنوياً في الفترة بين عامَي 1993 و2002 و4.4 ملم سنوياً في الفترة بين عامَي 2013 و2021، أي زاد إلى الضعف بين الفترتين. ويُعزى ذلك أساساً إلى تسارع وتيرة فقدان الكتلة الجليدية من الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية.

Global mean sea level evolution
تغيّر متوسط مستوى سطح البحر العالمي في الفترة من كانون الثاني/ يناير 1993 إلى أيلول/ سبتمبر 2021. مصدر البيانات: قياس الارتفاع في حفظ واعتماد وتفسير البيانات الأوقيانوغرافية للسواتل (AVISO): (https://www.aviso.altimetry.fr)

الجليد البحري

كان الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية أقل من متوسط الفترة 1981-2010 عندما كان في أعلى مستوياته في آذار/ مارس. وانحسرت رقعة الجليد البحري بعد ذلك بسرعة في حزيران/ يونيو وأوائل تموز/ يوليو في منطقتي بحر لابتيف وبحر شرق غرينلاند. ونتيجة لذلك، كانت رقعة الجليد البحري على مستوى المنطقة القطبية الشمالية ضئيلة ضآلة قياسية في النصف الأول من شهر تموز/ يوليو.

ثم حدث تباطؤ في ذوبان الجليد في شهر آب/ أغسطس، وكانت رقعة الجليد البحري الدنيا في شهر أيلول/ سبتمبر (بعد موسم الصيف) أكبر مما كانت عليه في السنوات الماضية إذ بلغت 4.72 مليون كيلومتر مربع؛ فاحتلت بذلك المرتبة الثانية عشرة من بين أدنى رقاع الجليد البحري المسجّلة في السجلات الساتلية التي تغطي 43 عاماً، وكانت أضأل بكثير من متوسط الفترة 2010-1981. وكانت رقعة الجليد البحري في بحر شرق غرينلاند ضئيلة ضآلة غير مسبوقة.

وكانت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية قريبة عامةً من متوسط الفترة 1981-2010، وبلغت أقصاها مبكراً في أواخر شهر آب/ أغسطس.

الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية

تسارعت وتيرة فقدان الكتل الجليدية من الأنهار الجليدية في أمريكا الشمالية على مدى العقدين الماضيين بمقدار الضعف تقريباً في الفترة 2015-2019 مقارنةً بالفترة 2000-2004. وألحق الصيف الاستثنائي الحرارة والجفاف الذي شهده غرب أمريكا الشمالية في عام 2021 اضراراً بالغة بالأنهار الجليدية الجبلية في المنطقة.

وكانت رقعة انصهار الصفيحة الجليدية في غرينلاند قريبة من المتوسط الطويل الأجل لأوائل فصل الصيف، إلا أن معدلات درجات الحرارة وجريان المياه الذائبة كانت أعلى بكثير من معدلاتها الطبيعية في آب/ أغسطس 2021 بسبب تدفق كميات كبيرة من الهواء الدافئ الرطب في منتصف شهر آب/ أغسطس.

وفي 14 آب/ أغسطس، رُصد هطول أمطار لعدة ساعات في محطة القمة، وهي أعلى نقطة على صفيحة غرينلاند الجليدية (3216 متراً)، وظلت درجات حرارة الهواء فوق درجة التجمد لمدة تسع ساعات تقريباً. ولم يُبلغ قبل ذلك عن أي هطول للأمطار في القمة. وهذه هي المرة الثالثة في غضون السنوات التسع الماضية التي تشهد فيها القمة ظروفاً مؤاتية للانصهار. ووفقاً للسجلات الأساسية الخاصة بالجليد، لم تحدث سوى ظاهرة انصهار واحدة في القرن العشرين.

Global glacier mass balance
توازن كتلة الأنهار الجليدية، 1950-2020، من مجموعة فرعية من 40 نهراً جليدياً مرجعياً عالمياً. والوحدة المستخدمة هي المتر بالمكافئ المائي (m w.e) وهي عمق الماء المحسوب بتذويب الجليد المفقود وتوزيعه بالتساوي على الأنهار الجليدية. هذه البيانات والصور محفوظة لدى المرفق العالمي لمراقبة الأنهار الجليدية، http://www.wgms.ch.

الطقس المتطرف

التقرير المؤقت مصحوب بخريطة تفاعلية تبيِّن المعلومات التي قدمها الأعضاء عن الظواهر المتطرفة التي تعرضوا لها في الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى آب/ أغسطس.

وشهد غرب أمريكا الشمالية موجات حر استثنائية في شهرَي حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، وسجَّلت العديد من الأماكن درجات حرارة تجاوزت أعلى درجات الحرارة المسجَّلة في المحطات بمقدار يتراوح بين 4 و6 درجات مئوية، وتسببت في وفاة المئات من الأشخاص. ووصلت درجة الحرارة في بلدة ليتون الواقعة في جنوب وسط مقاطعة كولومبيا البريطانية إلى 49.6 درجة مئوية في 29 حزيران/ يونيو، أي أعلى 4.6 درجة مئوية من أعلى درجة حرارة مسجَّلة في تاريخ كندا، ثم اندلع حريق في اليوم التالي دمَّر البلدة.

وحدثت أيضاً موجات حر متعددة في جنوب غرب الولايات المتحدة. ووصلت درجة الحرارة في وادي الموت بولاية كاليفورنيا إلى 54.4 درجة مئوية في 9 تموز/ يوليو، متعادلةً بذلك مع درجة حرارة مماثلة مسجّلة في عام 2020 كأعلى درجة حرارة مُسجّلة في العالم منذ ثلاثينيات القرن الماضي على الأقل. وكان هذا الصيف أحر صيف في التاريخ المسجّل في المتوسط على مستوى الولايات المتحدة بأكملها.

واندلعت العديد من حرائق الغابات الكبرى. فقد تسبب حريق ديكسي في شمال كاليفورنيا، الذي اندلع في 13 تموز/ يوليو، في حرق قرابة 390000 هكتار بحلول 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو أكبر حريق منفرد في تاريخ كاليفورنيا المسجّل.

وأثرت الحرارة الشديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط الأوسع نطاقاً. ففي 11 آب/ أغسطس، وصلت درجة الحرارة في إحدى محطات الأرصاد الجوية الزراعية في صقلية إلى 48.8 درجة مئوية، كانت حينها رقماً قياسياً أوروبياً، في حين وصلت درجة الحرارة في القيروان (تونس) إلى 50.3 درجة مئوية. وسجلت مونتورو (47.4 درجة مئوية) رقماً قياسياً وطنياً في إسبانيا في 14 آب/ أغسطس، في حين سجلت مدريد في اليوم نفسه أحر أيامها على الإطلاق إذ بلغت درجة الحرارة فيها 42.7 درجة مئوية.

وفي 20 تموز/ يوليو، سجلت جزيرة ابن عمر (49.1 درجة مئوية) رقماً قياسياً وطنياً تركياً وشهدت تبليسي (جورجيا) أحر أيامها في التاريخ المسجّل (40.6 درجة مئوية). واندلعت حرائق غابات كبيرة في أجزاء كثيرة من المنطقة حيث كانت الجزائر وجنوب تركيا واليونان أشد المناطق تضرراً.

وأثرت الظروف الباردة غير الطبيعية في أجزاء كثيرة من وسط الولايات المتحدة وشمال المكسيك في منتصف شباط/ فبراير. وكانت أشد التأثيرات حدة في ولاية تكساس، التي شهدت عموماً أدنى درجات حرارة لها منذ عام 1989 على أقل تقدير. وقد أثر تفشي برد الربيع غير الطبيعي في أجزاء كثيرة من أوروبا في أوائل نيسان/ أبريل.

الهطول

تساقطت أمطار غزيرة في مقاطعة خنان الصينية في الفترة من 17 إلى 21 تموز/ يوليو. وفي 20 تموز/ يوليو، تساقطت في مدينة تشنغتشو 201.9 ملم من الأمطار في ساعة واحدة (رقم قياسي وطني صيني)، و382 ملم في 6 ساعات، و720 ملم على مدى الظاهرة ككل، وهو هطول أعلى من المتوسط السنوي. وارتبطت الفيضانات الخاطفة بأكثر من 302 حالة وفاة وبخسائر اقتصادية قدرها 17.7 مليار دولار أمريكي.

وشهدت أوروبا الغربية، في منتصف شهر تموز/ يوليو، بعضاً من أشد الفيضانات في التاريخ المسجّل. إذ تساقط في منطقتَي غرب ألمانيا وشرق بلجيكا ما يتراوح بين 100 و150 ملم على مساحة واسعة في يومَي 14-15 تموز/ يوليو فوق أرض مشبعة، مما تسبب في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية، ووقوع ما يزيد على 200 حالة وفاة. وكان أعلى معدل يومي لتساقط الأمطار هو 162.4 ملم في ويبرفورث-جارديناو (ألمانيا).

وأدى استمرار هطول الأمطار بمعدل فوق المتوسط في النصف الأول من العام في أجزاء من شمال أمريكا الجنوبية، وخاصةً شمال حوض الأمازون، إلى حدوث فيضانات كبيرة وطويلة الأمد في المنطقة. وبلغ منسوب نهر ريو نيغرو في مانوس (البرازيل) أعلى مستوياته في التاريخ المسجّل. وحدثت فيضانات أيضاً في أجزاء من شرق أفريقيا، وألحقت أضراراً بالغة بجنوب السودان.

وأثر الجفاف الشديد في معظم المنطقة شبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية للعام الثاني على التوالي. وكان معدل هطول الأمطار أقل بكثير من المتوسط في معظم مناطق جنوب البرازيل وباراغواي وأوروغواي وشمال الأرجنتين. وأدى الجفاف إلى خسائر زراعية كبيرة تفاقمت بفعل تفشي البرد في نهاية تموز/ يوليو، مما أضر بالعديد من مناطق زراعة البن في البرازيل. وأدى انخفاض منسوب الأنهار أيضاً إلى خفض إنتاج الطاقة الكهرومائية وتعطيل النقل النهري.

وكانت الأشهر العشرون من كانون الثاني/ يناير 2020 إلى آب/ أغسطس 2021 هي الأكثر جفافاً في تاريخ جنوب غرب الولايات المتحدة المسجّل، أي أقل من الرقم القياسي السابق بأكثر من 10%. ويقل الإنتاج المتوقع لمحاصيل القمح والكانولا في كندا في عام 2021 عن مستويات عام 2020 بنسبة تتراوح بين 30 و40%. واجتاحت أزمة سوء التغذية المرتبطة بالجفاف أجزاءً من جزيرة مدغشقر في المحيط الهندي.

Total precipitation anomaly in Jan-Sep 2021
إجمالي الشذوذ في الهطول في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى أيلول/ سبتمبر 2021 مقارنةً بالفترة المرجعية 1951-2000. ويشير اللون الأزرق إلى هطول أمطار أكثر من المتوسط الطويل الأجل، في حين يشير اللون البني إلى إجمالي هطول أمطار أقل من المعتاد. وكلما كان اللون داكناً، زاد الانحراف. (المصدر: المركز العالمي لمناخيات الهطول (GPCC)، دائرة الأرصاد الجوية الألمانية، ألمانيا).

الإسناد

أُجريت دراسات "الإسناد السريع" الأولية لموجة الحر في شمال غرب أمريكا في حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو وللفيضانات في أوروبا الغربية في تموز/ يوليو. وخلصت دراسة موجة الحر في شمال غرب المحيط الهادئ إلى أن موجة الحر "تظل نادرة أو نادرة للغاية في مناخ اليوم، بل تكاد تكون مستحيلة فعلياً بدون تغير المناخ".

وبالنسبة للفيضانات التي شهدتها أوروبا الغربية، وُجد أن "تغير المناخ زاد من احتمالية" هطول الأمطار الغزيرة.

وتندرج هذه الظواهر عامةً في نمط تغير أوسع نطاقاً. وخلص تقرير التقييم السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى زيادة تواتر موجات الحر في أمريكا الشمالية والبحر الأبيض المتوسط. ووُجدت مساهمة بشرية في هذه الزيادة بحد متوسط من الثقة في أمريكا الشمالية وحد عال من الثقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأفادت الهيئة (IPCC) بأن هطول الأمطار الغزيرة زاد في شرق آسيا، ولكن حد الثقة في التأثير البشري منخفض. ووُجد حد عال من الثقة في التأثير البشري في هطول الأمطار الغزيرة في شمال أوروبا، وحد منخفض من الثقة فيما يخص غرب ووسط أوروبا.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية

في السنوات العشر الماضية، زادت النزاعات وظواهر الطقس المتطرفة والصدمات الاقتصادية تواتراً وشدةً. وأدت الآثار المركبة لهذه المخاطر، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19، إلى زيادة الجوع فقوّضت عقوداً من التقدم نحو تحسين الأمن الغذائي.

وبعد بلوغ نقص التغذية ذروته في عام 2020 (768 مليون شخص)، أشارت التوقعات إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم إلى قرابة 710 ملايين شخص في عام 2021 (9%). ومع ذلك، حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2021، كانت الأرقام في العديد من البلدان أعلى مما كانت عليه في عام 2020.

وتجلت هذه الزيادة الحادة (19%) أكثر في صفوف الفئات التي تعاني أزمات غذائية أو ما هو أسوأ (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)/ الإطار المُنسَّق (CH) – المرحلة 3 أو أعلى)، إذ ارتفعت الأعداد من 135 مليون شخص في عام 2020 إلى 161 مليون شخص بحلول شهر أيلول/ سبتمبر 2021.

وكان من بين العواقب الوخيمة الأخرى لهذه الصدمات تزايد عدد الأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة والانهيار التام لسبل العيش (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)/ الإطار المُنسَّق (CH) – المرحلة 5)، وبخاصةٍ في إثيوبيا وجنوب السودان واليمن ومدغشقر (584 000 شخص).

وغيّر الطقس المتطرف في أثناء ظاهرة النينيا في الفترة 2020-2021 مواسم هطول الأمطار، مما ساهم في حدوث اضطرابات في سبل العيش والحملات الزراعية في جميع أنحاء العالم. وأدت ظواهر الطقس المتطرفة في موسم تساقط الأمطار في عام 2021 إلى تفاقم الصدمات.

وتزامنت حالات الجفاف المتتالية عبر أجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية مع عواصف وأعاصير وزوابع شديدة، مما أثر تأثيراً كبيراً في سبل العيش والقدرة على التعافي من صدمات الطقس المتكررة.

وكانت لظواهر وظروف الطقس المتطرف، التي غالباً ما تتفاقم بسبب تغير المناخ، آثار كبيرة ومتنوعة على نزوح السكان وضعف الأشخاص النازحين على مدى العام. ومن أفغانستان إلى أمريكا الوسطى، تضرب فترات الجفاف والفيضانات وظواهر الطقس المتطرفة الأخرى المجتمعات الأقل استعداداً للتعافي والتكيف.

وتتأثر النظم الإيكولوجية – بما فيها النظم الإيكولوجية الأرضية، والساحلية، والبحرية، والنظم الإيكولوجية للمياه العذبة – والخدمات التي تقدمها بالمناخ المتغير. وإضافةً إلى ذلك، تتدهور النظم الإيكولوجية بمعدل غير مسبوق من المتوقع أن يتسارع في العقود القادمة. ويحد تدهور النظم الإيكولوجية من قدرة تلك النظم على دعم رفاه البشر ويضعف قدرة البشر على التكيف والصمود.

ملاحظات للمحررين

استُمدت المعلومات المستخدمة في هذا التقرير من عدد كبير من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) والمؤسسات المرتبطة بها فضلاً عن المراكز المناخية الإقليمية، والبرنامج العالمي للبحوث المناخية (WCRP)، وبرنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW)، وبرنامج المراقبة العالمية للغلاف الجليدي (GCW)، والمرافق المعنية بتغير المناخ التابعة للبرنامج الأوروبي لرصد الأرض (كوبرنيكوس) التابع للاتحاد الأوروبي. ويضم الشركاء من منظومة الأمم المتحدة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ولجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC)، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).

وتعرب المنظمة (WMO) عن امتنانها لتفاني شبكة الخبراء التابعة للمنظمة (WMO) جهداً وعملاً لجعل هذا التقرير مصدراً موثوقاً للمعلومات عن حالة المناخ والآثار المناخية. ونحن ممتنون بشكل خاص لمكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة الذي تولى دور المؤلف الرئيسي لهذا التقرير.

بالنسبة للمعدلات المناخية القياسية للمنظمة (WMO)، تُستخدم الفترة 1981-2010 حيثما أمكن بوصفها الفترة الأساسية حرصاً على الاتساق بين التقارير. ولكن بالنسبة لبعض المؤشرات، لا يمكن استخدام خط الأساس هذا بسبب الافتقار إلى القياسات الخاصة بهذه الفترة بأكملها أو بسبب الحاجة إلى فترة أطول لإعداد إحصائيات تمثيلية.

وبالنسبة لمتوسط درجة الحرارة العالمية، استُخدم خط أساس الفترة 1850-1900. وهو خط الأساس المستخدم في تقارير الهيئة (IPCC) فيما يخص درجات الحرارة في فترة ما قبل العصر الصناعي، وهو مفيد لفهم التقدم المحرز في تحقيق أهداف اتفاق باريس.

وتستخدم المنظمة (WMO) ست مجموعات بيانات دولية لدرجات الحرارة هي: HadCRUT.5.0.1.0 (مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة)، وNOAAGlobalTemp v5 (الولايات المتحدة الأمريكية)، وNASA GISTEMP v4 (الولايات المتحدة الأمريكية)، وBerkeley Earth (الولايات المتحدة الأمريكية)، وERA5 (المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF))، وJRA-55 (اليابان).

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Mobile phone: +41 79 709 13 97

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء

شارك: