اليوم العالمي للأرصاد الجوية يحتفل بالشمس والأرض والطقس

20 آذار/ مارس 2019

الشمس والأرض والطقس هو موضوع اليوم العالمي للأرصاد الجوية هذا العام. ويركز الموضوع على دور الشمس في الإمداد بالطاقة التي تجعل الحياة تدب في كافة أنحاء المعمورة، وتوجه الطقس والتيارات البحرية ودورة الهيدرولوجيا.

الشمس والأرض والطقس هو موضوع اليوم العالمي للأرصاد الجوية هذا العام. ويركز الموضوع على دور الشمس في الإمداد بالطاقة التي تجعل الحياة تدب في كافة أنحاء المعمورة، وتوجه الطقس والتيارات البحرية ودورة الهيدرولوجيا.

واليوم العالمي للأرصاد الجوية يحيي في 23 آذار/ مارس من كل عام الذكرى السنوية للاتفاقية التي أسست المنظمة (WMO)‏ في عام ‎1950‏، ويعرض الإسهامات الجوهرية التي تقدمها دوائر المنظمة (WMO) لتحقيق سلامة المجتمع ورفاهه.

وتوفر المرافق الوطنیة للأرصاد الجوية والهیدرولوجیا (NMHSs) الخبرات والخدمات اللازمة لاستغلال طاقة الشمس، ووقايتنا منها في آن واحد‎. ‏وذلك يشمل تقديم رصدات وتنبؤات في مجال الطقس على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، فضلاً عن مراقبة غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، والأشعة فوق البنفسجية، والهباء الجوي، والأوزون، وآثار ذلك على الإنسان والمناخ والهواء وجودة الماء والحیاة في البر والبحر‎.

وتؤدي أشعة الشمس دوراً محورياً في حیاة الإنسان ورفاھه. فقلة التعرّض لأشعة الشمس تؤثر سلباً على مزاجنا وراحتنا، وتزيد خطر نقص فیتامین دال. كما أن الإفراط في التعرض لأشعة الشمس له آثار ضارة على البشرة والعين وجهاز المناعة. ويعتقد الخبراء أن من الممكن منع حدوث 80 في المائة من حالات الإصابة بسرطان الجلد، إذ يمكن في معظم الحالات تجنب أضرار الأشعة فوق البنفسجية.

ومؤشر الأشعة فوق البنفسجیة معیار دولي لقیاس قوة حروق الشمس الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجیة في مكان وزمان محددين. وكثير من المرافق الوطنیة (NMHSs) تقدم معلومات وتحذيرات بشأن مستويات الأشعة فوق البنفسجیة، وتعمل مع السلطات الصحية لتوزيع إرشادات السلامة على الجمهور.

أثر الدفيئة

الشمس، التي تقع على بُعد 150 ملیون كیلومتر تقريباً عن الأرض، ھي صُلب منظومتنا الشمسیة، فهي تمد كوكبنا بالدفء الكافي لكي تعيش الكائنات الحیة وتنمو. وقد ظلت ھذه الكتلة الساخنة من البلازما المتوھجة على مدى 4.5 بلیون سنة هي القوة المحركة للطقس والمناخ والحیاة على وجه الأرض‎.

ومنذ نھایة العصر الجلیدي الأخیر، قبل زهاء 12000 عام، اتسم المناخ باستقرار نسبي، وإن كان يتأثر بفي كثير من الأحيان بتغیرات محدودة في مقدار الإشعاع الشمسي الذي یصل إلى سطح الأرض. غير أن حتى ھذه التغیرات الطفیفة لها آثار عميقة.

ويمر زهاء نصف أشعة الشمس التي تصل إلى الغلاف الجوي للأرض من خلال الهواء والسحب إلى السطح، حيث يجري امتصاصها وردها إلى أعلى في شكل حرارة دون حمراء. وتمتص غازات الاحتباس الحراري جزءاً كبيراً من هذه الحرارة، ثم تبعثها كإشعاع في كافة الاتجاهات، فتسخّن سطح الأرض والطبقة السفلى من الغلاف الجوي.

وبدون أثر الدفيئة الطبیعي ھذا لكان متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض قاسية وتبلغ 18- درجة سلسيوس (صفر درجة فھرنھایت)، بدلاً من درجة الحرارة التي نشھدها الیوم، والبالغة 14 درجة سلسيوس (59 درجة فھرنھایت).

والقياسات الساتلية المأخوذة على مدى الثلاثين عاماً الماضية تبين أن مخرجات طاقة الشمس لم ترتفع، وأن الاحترار المشهود مؤخراً في الأرض لا يمكن نسبته إلى تغيرات في نشاط الشمس، طبقاً لما قاله السيد بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة (WMO).

‏وأضاف السيد تالاس أن "ارتفاع درجات الحرارة – المتمثل في ذوبان الجليد وتسخين المحيطات – ينجم عن غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر في الغلاف الجوي. وقد بلغت تركيزات ثاني أكسيد الكربون ‎405.5‏ جزء في المليون في عام ‎2017‏، وهذه التركيزات مستمرة في الارتفاع."

‏وأشار السيد تالاس إلى أن "إجمالي القسر الإشعاعي‏ – التأثير الاحتراري على المناخ – قد سجل نتيجة لذلك ارتفاعاً بنسبة ‎41‏ في المائة، منذ عام ‎1990 بفعل غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر. ويمثل ثاني أكسيد الكربون زهاء ‎82‏ في المائة من الزيادة في القسر الإشعاعي على مدى العقد الماضي."

‏وواصل قائلاً "إذا استمر الاتجاه الحالي في تركيزات غازات الاحتباس الحراري، فقد نشهد زيادة في درجة الحرارة تتراوح بين ‎3‏ و‎5‏ درجات سلسيوس بحلول نهاية هذا القرن. وهذا أعلى بكثير من هدف اتفاق باريس لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، الذي يرمي إلى الإبقاء على ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين، وفي حدود ما يقرب من ‎1.5‏ درجة مئوية قدر المستطاع".

وقد جاء أحر عشرين عاماً مسجلاً في السنوات الاثنين والعشرين الماضية، كما شهدنا أحر أربع سنوات في السنوات الأربع الماضية.

الطاقة الشمسية

الشمس توفّر لنا أداة قیّمة للتخفیف من حدة تغیر المناخ، وهذه الأداة هي الطاقة الشمسیة التي بصدد أن تصبح أرخص أنواع الطاقة وأكثرها توافراً، ولها القدرة على أن تحل محل الوقود الأحفوري من قبیل الفحم أو النفط، لتصبح مصدراً رئیسياً للكهرباء‎. ‏والطاقة يمكن استغلالها مباشرة من الشمس، وذلك حتى في حالة الطقس الغائم. والطاقة الشمسیة تتزايد شعبيتها في تولید الكهرباء والتدفئة وتحلیة المیاه. وأصبحت الطاقة المتجددة، بما فیها الطاقة الشمسیة، التكنولوجیا المفضّلة، إذ إنها تمثّل قرابة ثلثي الإضافات العالمیة للقدرة حتى عام 2040 بفضل انخفاض التكالیف والسیاسات الحكومیة الداعمة. وھذا يغيّر مزيج الطاقة العالمي، مع ارتفاع حصة المصادر المتجددة في تولید الطاقة من 25 في المائة الیوم لتصل إلى أكثر من 40 في المائة في عام 2040، وفقاً للوكالة الدولیة للطاقة‎

و‏الخلايا الفلطاضوئیة، التي تُعرف أيضاً بالخلايا الشمسیة، هي عبارة عن أجهزة كهربائية تحول أشعة الشمس إلى كهرباء‎. ‏وھذه الخلايا الشمسیة يمكن مشاھدتها في كل مكان – على أسطح ونوافذ المنازل وبنايات المكاتب وشاحنات البطاريات والحواسیب والسیارات الجديدة والطائرات والمزارع الشمسیة‎ – ‏والقائمة لا نهاية لها. والخلايا الفلطاضوئیة هي الیوم واحدة من أسرع تكنولوجیا الطاقة المتجددة نمواً وانتشاراً، وھي جاھزة للقيام بدور رئیسی في مزيج تولید الكهرباء على نطاق العالم في المستقبل‎.

‏ويعتمد تولید الطاقة من الخلايا الفلطاضوئیة اعتماداً كبیراً على الطقس. وبالتالي فإن تنبؤات الأرصاد الجوية الموثوقة أمر لا غنى عنه لتحقيق توازن شبكة الطاقة، بل إن هذه التنبؤات ستكسب مزيداً من الأھمیة مع توسّع قطاع الطاقة المتجددة. لذلك، يلزم تحسين تنبؤات الطقس إلى أفضل درجة لأغراض تطبیقات الطاقة‎. ‏والطلب على قطاع الطاقة يطرح تحديات وفرصاً جديدة للمرافق الوطنیة (NMHSs).

طبقة الأوزون

الإجراءات المتخذة لحماية طبقة الأوزون في الطبقة الستراتوسفیر‎ية التي ‏تحمي الإنسان من الإشعاع فوق البنفسجي الضار وأشكال الإشعاعات الشمسية الضارة الأخرى، تبين فوائد تضافر الالتزام الدولي.

ففي منتصف ثمانینات القرن الماضي، اكتُشف أن درع الأوزون آخذ في النفاد بما يتجاوز المراحل الطبیعیة بكثير، نتیجة لاتصال ذرات الكلور والبروم بالأوزون وتدمیرھا لجزيئات الأوزون.

وقد أدى هذا الاكتشاف إلى اتخاذ إجراءات دولیة للوقف التدريجی لإنتاج أشد المواد الكیمیائیة ضرراً، مثل مركبات الكلورفلوروكربونات (CFCs)، المستخدمة في التبريد ومكيفات الهواء، والتي تطلق الكلور، والهالونات التي تطلق البرومين، والمستخدمة كعوامل لإطفاء الحرائق. وبفضل التدابیر المتخذة بموجب بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفِدة لطبقة الأوزون، وُضع حد لتدمیر طبقة الأوزون الستراتوسفیري.

وطبقاً للمعدلات المتوقعة، فمن المقرر أن تستعيد طبقة الأوزون عافيتها تماماً في نصف الكرة الشمالي وفي الارتفاعات المتوسطة بحلول 2030، ثم في نصف الكرة الجنوبي في 2050، ثم في المناطق القطبية بحلول 2060.

وبروتوكول مونتريال هو أنجح معاهدة عالمية للبيئة، وقد حقق أيضاً فوائد صحية هائلة. فبحلول نهاية القرن، سنكون قد تجنبنا ما يُقدر بمئة مليون حالة إصابة بسرطان الجلد، وتجنبنا أيضاً الإصابة بملايين الحالات الإضافية بعتم عدسة العين. فالمعاهدة تحد من نفاد الأوزون، وتحمي بذلك وظيفة المناعة البشرية، كما تحمي الأمن الغذائي من خلال الحد من الأضرار التي تسببها الإشعة فوق البنفسجية في المحاصيل والنظم الإيكولوجية التي تدعم الحياة البحرية، والضرورية بشكل حيوي لمصايد الأسماك.

مؤتمر القمة المعني بالمناخ 2019 الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة

سيصدر رسمياً بيان المنظمة عن حالة المناخ في 2018 في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيدة María Fernanda Espinosa Garcé، والأمين العام للمنظمة (WMO)، السيد تالاس، في 28 آذار/ مارس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وسيقدم ذلك البيان نظرة عامة شاملة عن درجات الحرارة، والظواهر شديدة التأثير، والمؤشرات الرئيسية لتغير المناخ على المدى الطويل، مثل زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون، والجليد البحري في المنطقتين القطبيتين الشمالية والجنوبية، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتحمض المحيطات. وسيصدر البيان بالتزامن مع اللقاء رفيع المستوى الذي تستضيفه رئيسة الجمعية العامة.

‏ويتضمن تقرير المناخ معلومات مقدمة من مجموعة كبيرة من وكالات الأمم المتحدة بشأن الآثار الإنسانية والاجتماعية الاقتصادية والبيئية، في إطار جهودها الرامية إلى تقديم موجز سياساتي أكثر شمولاً على نطاق الأمم المتحدة لمتخذي القرار بشأن التفاعل بين عناصر الطقس والمناخ والماء والأهداف الإنمائية العالمية.

وهذا البيان هو أحد إسهامات المنظمة (WMO) في مؤتمر القمة المعني بالمناخ. وسيرأس السيد تالاس أيضاً فريقاً علمياً استشارياً لتقديم إسهامات خبيرة في مؤتمر القمة المعني بالمناخ، الذي دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقده في أيلول/ سبتمبر 2019.

ملاحظات للمحررين

تُقام احتفالات وطنية لليوم العالمي للأرصاد الجوية في شتى أنحاء العالم. وستقيم أمانة المنظمة (WMO) احتفالاً يوم الجمعة، الموافق 22 آذار/ مارس. ومن بين المتحدثين الضيوف البروفيسور James Skea، الرئيس المشارك للفريق العامل الثالث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والدكتورة Maria Neira، مديرة إدارة الصحة العمومية والمحددات البيئية والاجتماعية للصحة بمنظمة الصحة العالمية.

وتتوافر هنا التفاصيل بشأن اليوم العالمي للأرصاد الجوية.

ملاحظات للمحررين

الشمس والأرض والطقس هو موضوع اليوم العالمي للأرصاد الجوية هذا العام. ويركز الموضوع على دور الشمس في الإمداد بالطاقة التي تجعل الحياة تدب في كافة أنحاء المعمورة، وتوجه الطقس والتيارات البحرية ودورة الهيدرولوجيا.

واليوم العالمي للأرصاد الجوية يحيي في 23 آذار/ مارس من كل عام الذكرى السنوية للاتفاقية التي أسست المنظمة (WMO)‏ في عام ‎1950‏، ويعرض الإسهامات الجوهرية التي تقدمها دوائر المنظمة (WMO) لتحقيق سلامة المجتمع ورفاهه.

وتوفر المرافق الوطنیة للأرصاد الجوية والهیدرولوجیا (NMHSs) الخبرات والخدمات اللازمة لاستغلال طاقة الشمس، ووقايتنا منها في آن واحد‎. ‏وذلك يشمل تقديم رصدات وتنبؤات في مجال الطقس على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، فضلاً عن مراقبة غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، والأشعة فوق البنفسجية، والهباء الجوي، والأوزون، وآثار ذلك على الإنسان والمناخ والهواء وجودة الماء والحیاة في البر والبحر‎.

وتؤدي أشعة الشمس دوراً محورياً في حیاة الإنسان ورفاھه. فقلة التعرّض لأشعة الشمس تؤثر سلباً على مزاجنا وراحتنا، وتزيد خطر نقص فیتامین دال. كما أن الإفراط في التعرض لأشعة الشمس له آثار ضارة على البشرة والعين وجهاز المناعة. ويعتقد الخبراء أن من الممكن منع حدوث 80 في المائة من حالات الإصابة بسرطان الجلد، إذ يمكن في معظم الحالات تجنب أضرار الأشعة فوق البنفسجية.

ومؤشر الأشعة فوق البنفسجیة معیار دولي لقیاس قوة حروق الشمس الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجیة في مكان وزمان محددين. وكثير من المرافق الوطنیة (NMHSs) تقدم معلومات وتحذيرات بشأن مستويات الأشعة فوق البنفسجیة، وتعمل مع السلطات الصحية لتوزيع إرشادات السلامة على الجمهور.

أثر الدفيئة

الشمس، التي تقع على بُعد 150 ملیون كیلومتر تقريباً عن الأرض، ھي صُلب منظومتنا الشمسیة، فهي تمد كوكبنا بالدفء الكافي لكي تعيش الكائنات الحیة وتنمو. وقد ظلت ھذه الكتلة الساخنة من البلازما المتوھجة على مدى 4.5 بلیون سنة هي القوة المحركة للطقس والمناخ والحیاة على وجه الأرض‎.

ومنذ نھایة العصر الجلیدي الأخیر، قبل زهاء 12000 عام، اتسم المناخ باستقرار نسبي، وإن كان يتأثر بفي كثير من الأحيان بتغیرات محدودة في مقدار الإشعاع الشمسي الذي یصل إلى سطح الأرض. غير أن حتى ھذه التغیرات الطفیفة لها آثار عميقة.

ويمر زهاء نصف أشعة الشمس التي تصل إلى الغلاف الجوي للأرض من خلال الهواء والسحب إلى السطح، حيث يجري امتصاصها وردها إلى أعلى في شكل حرارة دون حمراء. وتمتص غازات الاحتباس الحراري جزءاً كبيراً من هذه الحرارة، ثم تبعثها كإشعاع في كافة الاتجاهات، فتسخّن سطح الأرض والطبقة السفلى من الغلاف الجوي.

وبدون أثر الدفيئة الطبیعي ھذا لكان متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض قاسية وتبلغ 18- درجة سلسيوس (صفر درجة فھرنھایت)، بدلاً من درجة الحرارة التي نشھدها الیوم، والبالغة 14 درجة سلسيوس (59 درجة فھرنھایت).

والقياسات الساتلية المأخوذة على مدى الثلاثين عاماً الماضية تبين أن مخرجات طاقة الشمس لم ترتفع، وأن الاحترار المشهود مؤخراً في الأرض لا يمكن نسبته إلى تغيرات في نشاط الشمس، طبقاً لما قاله السيد بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة (WMO).

‏وأضاف السيد تالاس أن "ارتفاع درجات الحرارة – المتمثل في ذوبان الجليد وتسخين المحيطات – ينجم عن غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر في الغلاف الجوي. وقد بلغت تركيزات ثاني أكسيد الكربون ‎405.5‏ جزء في المليون في عام ‎2017‏، وهذه التركيزات مستمرة في الارتفاع."

‏وأشار السيد تالاس إلى أن "إجمالي القسر الإشعاعي‏ – التأثير الاحتراري على المناخ – قد سجل نتيجة لذلك ارتفاعاً بنسبة ‎41‏ في المائة، منذ عام ‎1990 بفعل غازات الاحتباس الحراري طويلة العمر. ويمثل ثاني أكسيد الكربون زهاء ‎82‏ في المائة من الزيادة في القسر الإشعاعي على مدى العقد الماضي."

‏وواصل قائلاً "إذا استمر الاتجاه الحالي في تركيزات غازات الاحتباس الحراري، فقد نشهد زيادة في درجة الحرارة تتراوح بين ‎3‏ و‎5‏ درجات سلسيوس بحلول نهاية هذا القرن. وهذا أعلى بكثير من هدف اتفاق باريس لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، الذي يرمي إلى الإبقاء على ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين، وفي حدود ما يقرب من ‎1.5‏ درجة مئوية قدر المستطاع".

وقد جاء أحر عشرين عاماً مسجلاً في السنوات الاثنين والعشرين الماضية، كما شهدنا أحر أربع سنوات في السنوات الأربع الماضية.

الطاقة الشمسية

الشمس توفّر لنا أداة قیّمة للتخفیف من حدة تغیر المناخ، وهذه الأداة هي الطاقة الشمسیة التي بصدد أن تصبح أرخص أنواع الطاقة وأكثرها توافراً، ولها القدرة على أن تحل محل الوقود الأحفوري من قبیل الفحم أو النفط، لتصبح مصدراً رئیسياً للكهرباء‎. ‏والطاقة يمكن استغلالها مباشرة من الشمس، وذلك حتى في حالة الطقس الغائم. والطاقة الشمسیة تتزايد شعبيتها في تولید الكهرباء والتدفئة وتحلیة المیاه. وأصبحت الطاقة المتجددة، بما فیها الطاقة الشمسیة، التكنولوجیا المفضّلة، إذ إنها تمثّل قرابة ثلثي الإضافات العالمیة للقدرة حتى عام 2040 بفضل انخفاض التكالیف والسیاسات الحكومیة الداعمة. وھذا يغيّر مزيج الطاقة العالمي، مع ارتفاع حصة المصادر المتجددة في تولید الطاقة من 25 في المائة الیوم لتصل إلى أكثر من 40 في المائة في عام 2040، وفقاً للوكالة الدولیة للطاقة‎

و‏الخلايا الفلطاضوئیة، التي تُعرف أيضاً بالخلايا الشمسیة، هي عبارة عن أجهزة كهربائية تحول أشعة الشمس إلى كهرباء‎. ‏وھذه الخلايا الشمسیة يمكن مشاھدتها في كل مكان – على أسطح ونوافذ المنازل وبنايات المكاتب وشاحنات البطاريات والحواسیب والسیارات الجديدة والطائرات والمزارع الشمسیة‎ – ‏والقائمة لا نهاية لها. والخلايا الفلطاضوئیة هي الیوم واحدة من أسرع تكنولوجیا الطاقة المتجددة نمواً وانتشاراً، وھي جاھزة للقيام بدور رئیسی في مزيج تولید الكهرباء على نطاق العالم في المستقبل‎.

‏ويعتمد تولید الطاقة من الخلايا الفلطاضوئیة اعتماداً كبیراً على الطقس. وبالتالي فإن تنبؤات الأرصاد الجوية الموثوقة أمر لا غنى عنه لتحقيق توازن شبكة الطاقة، بل إن هذه التنبؤات ستكسب مزيداً من الأھمیة مع توسّع قطاع الطاقة المتجددة. لذلك، يلزم تحسين تنبؤات الطقس إلى أفضل درجة لأغراض تطبیقات الطاقة‎. ‏والطلب على قطاع الطاقة يطرح تحديات وفرصاً جديدة للمرافق الوطنیة (NMHSs).

طبقة الأوزون

الإجراءات المتخذة لحماية طبقة الأوزون في الطبقة الستراتوسفیر‎ية التي ‏تحمي الإنسان من الإشعاع فوق البنفسجي الضار وأشكال الإشعاعات الشمسية الضارة الأخرى، تبين فوائد تضافر الالتزام الدولي.

ففي منتصف ثمانینات القرن الماضي، اكتُشف أن درع الأوزون آخذ في النفاد بما يتجاوز المراحل الطبیعیة بكثير، نتیجة لاتصال ذرات الكلور والبروم بالأوزون وتدمیرھا لجزيئات الأوزون.

وقد أدى هذا الاكتشاف إلى اتخاذ إجراءات دولیة للوقف التدريجی لإنتاج أشد المواد الكیمیائیة ضرراً، مثل مركبات الكلورفلوروكربونات (CFCs)، المستخدمة في التبريد ومكيفات الهواء، والتي تطلق الكلور، والهالونات التي تطلق البرومين، والمستخدمة كعوامل لإطفاء الحرائق. وبفضل التدابیر المتخذة بموجب بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفِدة لطبقة الأوزون، وُضع حد لتدمیر طبقة الأوزون الستراتوسفیري.

وطبقاً للمعدلات المتوقعة، فمن المقرر أن تستعيد طبقة الأوزون عافيتها تماماً في نصف الكرة الشمالي وفي الارتفاعات المتوسطة بحلول 2030، ثم في نصف الكرة الجنوبي في 2050، ثم في المناطق القطبية بحلول 2060.

وبروتوكول مونتريال هو أنجح معاهدة عالمية للبيئة، وقد حقق أيضاً فوائد صحية هائلة. فبحلول نهاية القرن، سنكون قد تجنبنا ما يُقدر بمئة مليون حالة إصابة بسرطان الجلد، وتجنبنا أيضاً الإصابة بملايين الحالات الإضافية بعتم عدسة العين. فالمعاهدة تحد من نفاد الأوزون، وتحمي بذلك وظيفة المناعة البشرية، كما تحمي الأمن الغذائي من خلال الحد من الأضرار التي تسببها الإشعة فوق البنفسجية في المحاصيل والنظم الإيكولوجية التي تدعم الحياة البحرية، والضرورية بشكل حيوي لمصايد الأسماك.

مؤتمر القمة المعني بالمناخ 2019 الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة

سيصدر رسمياً بيان المنظمة عن حالة المناخ في 2018 في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيدة María Fernanda Espinosa Garcé، والأمين العام للمنظمة (WMO)، السيد تالاس، في 28 آذار/ مارس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وسيقدم ذلك البيان نظرة عامة شاملة عن درجات الحرارة، والظواهر شديدة التأثير، والمؤشرات الرئيسية لتغير المناخ على المدى الطويل، مثل زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون، والجليد البحري في المنطقتين القطبيتين الشمالية والجنوبية، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتحمض المحيطات. وسيصدر البيان بالتزامن مع اللقاء رفيع المستوى الذي تستضيفه رئيسة الجمعية العامة.

‏ويتضمن تقرير المناخ معلومات مقدمة من مجموعة كبيرة من وكالات الأمم المتحدة بشأن الآثار الإنسانية والاجتماعية الاقتصادية والبيئية، في إطار جهودها الرامية إلى تقديم موجز سياساتي أكثر شمولاً على نطاق الأمم المتحدة لمتخذي القرار بشأن التفاعل بين عناصر الطقس والمناخ والماء والأهداف الإنمائية العالمية.

وهذا البيان هو أحد إسهامات المنظمة (WMO) في مؤتمر القمة المعني بالمناخ. وسيرأس السيد تالاس أيضاً فريقاً علمياً استشارياً لتقديم إسهامات خبيرة في مؤتمر القمة المعني بالمناخ، الذي دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقده في أيلول/ سبتمبر 2019.

ملاحظات للمحررين

تُقام احتفالات وطنية لليوم العالمي للأرصاد الجوية في شتى أنحاء العالم. وستقيم أمانة المنظمة (WMO) احتفالاً يوم الجمعة، الموافق 22 آذار/ مارس. ومن بين المتحدثين الضيوف البروفيسور James Skea، الرئيس المشارك للفريق العامل الثالث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والدكتورة Maria Neira، مديرة إدارة الصحة العمومية والمحددات البيئية والاجتماعية للصحة بمنظمة الصحة العالمية.

وتتوافر هنا التفاصيل بشأن اليوم العالمي للأرصاد الجوية.

شارك: