جنيف، 31 آب/ أغسطس 2022 – وفقاً للتحديث الجديد بشأن النينيو/ النينيا الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، من المحتمل أن تستمر ظاهرة النينيا المطولة حتى نهاية هذا العام على الأقل، فتشكِّل أول "موجة ثالثة متتالية" في هذا القرن بعد أن سُجِّلت ظروف النينيا في ثلاثة فصول شتاء متتالية في نصف الكرة الشمالي (صيف نصف الكرة الجنوبي).
ووفقاً للتحديث نفسه، يُتوقع أن تستمر ظاهرة النينيا الحالية على مدى الأشهر الستة المقبلة، مع وصول هذا الاحتمال إلى 70% في أيلول/ سبتمبر – تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 وانخفاضه تدريجياً إلى 55% في كانون الأول/ ديسمبر 2022 – شباط/ فبراير 2023. ومن الجدير بالتذكير أن ظاهرة النينيا الحالية قد بدأت في أيلول/ سبتمبر 2020.
وقد اشتدت ظروف ظاهرة النينيا في المحيط الهادئ الاستوائي مع اشتداد الرياح التجارية في الفترة من منتصف تموز/ يوليو إلى منتصف آب/ أغسطس 2022، وهو ما أدى إلى تغيُّر أنماط درجات الحرارة والهطول وتفاقم فترات الجفاف والفيضانات في أجزاء مختلفة من العالم.
وتشير ظاهرة النينيا إلى انخفاض واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي، مع تغيرات في دوران الغلاف الجوي في المنطقة المدارية، وبالتحديد في الرياح والضغط وهطول الأمطار. ومن ثم، فإن آثار ظاهرة النينيا تكون عادةً معاكسة لآثار ظاهرة النينيو التي تشير إلى المرحلة الدافئة من الظاهرة المعروفة باسم "ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي".
ومع ذلك، فإن جميع الظواهر المناخية التي تحدث بشكل طبيعي تحدث الآن في سياق تغيّر المناخ الناتج عن النشاط البشري، فيؤدي ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وتفاقم ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة، وتغيّر أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة الموسمية.
وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس، "إنه لأمر استثنائي أن تشهد ثلاث سنوات متتالية حدوث ظاهرة النينيا. ولا شك في أن آثار التبريد الناتجة عن هذه الظاهرة تبطئ ارتفاع درجات الحرارة العالمية مؤقتاً، ولكنها لن توقف ولن تعكس اتجاه الاحترار على الأمد الطويل".
وأضاف أن "الجفاف المتفاقم في القرن الأفريقي وجنوب أمريكا الجنوبية يحمل بصمات ظاهرة النينيا، وكذلك معدلات هطول الأمطار الأعلى من المتوسط في منطقة جنوب شرق آسيا ومنطقة أسترالاسيا. وللأسف، يؤكد تحديث المنظمة بشأن النينيا التوقعات المناخية الإقليمية بأن الجفاف المدمر في القرن الأفريقي سيزداد سوءاً وسيضر بحياة الملايين من الناس".
وأردف قائلاً إن "المنظمة (WMO) ستواصل تقديم معلومات مخصصة للقطاع الإنساني ودعم القطاعات المتأثرة بالمناخ مثل قطاعات الزراعة والأمن الغذائي والصحة والحد من مخاطر الكوارث. وستواصل السعي جاهدةً إلى تحقيق هدف ضمان حماية كل شخص على وجه الأرض من الأخطار المتعلقة بالطقس والمناخ والماء بنُظم الإنذار المبكر في غضون خمس سنوات".
التوقعات المناخية الموسمية العالمية
ظاهرتا النينيو والنينيا من المحركات الرئيسية لنظام مناخ الأرض.
ولذلك تصدر المنظمة (WMO) حالياً، إلى جانب التحديث القديم والمعروف بشأن ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي، التحديث الموسمي للمناخ العالمي الذي يتناول تأثيرات كل المحركات المناخية الرئيسية الأخرى مثل تذبذب شمال الأطلسي، وظاهرة التذبذب في منطقة القطب الشمالي، والقطبية الثنائية للمحيط الهندي.
ويقوم التحديثان على التوقعات الصادرة عن المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات الطويلة المدى، ويُتاحان لدعم الحكومات والأمم المتحدة ومتخذي القرارات والأطراف المعنية في القطاعات المتأثرة بالمناخ من أجل اتخاذ الاستعدادات اللازمة وحماية الأرواح وسبل العيش.
وعلى الرغم من استمرار ظاهرة النينيا في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي، فمن المتوقع أن تهيمن على توقعات درجات حرارة الهواء السطحي في الفترة من أيلول/ سبتمبر إلى تشرين الثاني/ نوفمبر درجات حرارة أعلى من المتوسط لمياه سطح البحر في الأماكن الأخرى.
وتتشابه تنبؤات هطول الأمطار مع تأثيرات ظاهرة النينيا المعتادة في هطول الأمطار.
التنبؤات الاحتمالية لدرجة حرارة الهواء السطحي وهطول الأمطار في الموسم أيلول/ سبتمبر – تشرين الأول/ أكتوبر 2022. وفترة الأساس هي 1993-2009.
للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
Clare Nullis، الموظفة الإعلامية، البريد الإلكتروني: cnullis@wmo.int، الهاتف المحمول: +41 79 709 13 97
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء