حرائق الغابات: شرارة واحدة تكفي

12 تموز/ يوليو 2019

أدت الظروف الحارة والجافة غير العادية في أجزاء من نصف الكرة الشمالي إلى نشوب حرائق من البحر المتوسط إلى المنطقة القطبية الشمالية على وجه الخصوص. فتغير المناخ، مع ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في أنماط الهطول، يزيد من خطر حرائق الغابات وإطالة موسمها.

أدت الظروف الحارة والجافة غير العادية في أجزاء من نصف الكرة الشمالي إلى نشوب حرائق من البحر المتوسط إلى المنطقة القطبية الشمالية على وجه الخصوص. فتغير المناخ، مع ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في أنماط الهطول، يزيد من خطر حرائق الغابات وإطالة موسمها.

وأصدر برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي التابع للمنظمة (WMO) رسماً متحركاً قصيراً يسلط الضوء على المخاطر ويشرح كيف تتيح التطورات في تكنولوجيا السواتل الكشف عن أخطار الحرائق ومراقبتها. وتحسين نظم التنبؤ أمر مهم للتنبؤات والإنذارات بشأن خطر الحرائق وأخطار تلوث الهواء ذات الصلة.

وبالإضافة إلى التهديد المباشر الناجم عن الاحتراق، تطلق حرائق الغابات أيضاً ملوثات ضارة في الغلاف الجوي، منها جزيئات وغازات سامة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية غير الميثان.

ويمكن للجزيئات والغازات المنبعثة من حرق الكتلة الأحيائية أن تُحمل لمسافات طويلة، فتضر بجودة الهواء في مناطق بعيدة.

موجات الحر تعزز الحرائق

منذ بداية حزيران/ يونيو، تتبعت خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي (CAMS) أكثر من 100 حريق من حرائق الغابات الشديدة وطويلة العمر في الدائرة القطبية الشمالية. وقد تسببت هذه الحرائق، في حزيران/ يونيو وحده، في انبعاث 50 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما يعادل إجمالي الانبعاثات السنوية في السويد، وهو ما يزيد عن إجمالي الانبعاثات الناجمة عن حرائق المنطقة القطبية الشمالية في نفس الشهر بين عامي 2010 و2018.

وعلى الرغم من شيوع حرائق الغابات في نصف الكرة الشمالي بين أيار/ مايو وتشرين الأول/ أكتوبر، فإن مدى وكثافة هذه الحرائق، وكذلك طول مدة اشتعالها، كان أمراً غير عادي على وجه الخصوص، وفقاً لما ذكره كبير العلميين وخبير حرائق الغابات في خدمة كوبرنيكوس (CAMS)، السيد Mark Parrington.

وكانت الحرائق المتواصلة في المنطقة القطبية الشمالية أشد في ألاسكا وسيبيريا، حيث كان بعضها كبيراً بما يكفي لتغطية ما يقرب من 100000 ملعب كرة قدم، أو جزيرة Lanzarote بالكامل. وفي مقاطعة Alberta، كندا، تشير التقديرات إلى أن أحد الحرائق كان أكبر من 300000 ملعب كرة قدم. وفي ألاسكا وحدها، سجلت خدمة كوبرنيكوس (CAMS) حوالي 400 حريق غابات هذا العام، مع نشوب حرائق جديدة كل يوم.

وكان متوسط درجة الحرارة لشهر حزيران/ يونيو، في أجزاء من سيبيريا حيث تشتد حرائق الغابات، أعلى بحوالي عشر درجات من المتوسط طويل الأمد للفترة 1981-2010. وسجلت درجة الحرارة في ألاسكا في 4 تموز/ يوليو مستوي قياسي يصل إلى 90 درجة فهرنهايت (32 درجة مئوية)، مما أدى إلى نشوب حرائق في الولاية، بما في ذلك على طول نهر Yukon على طول الدائرة القطبية الشمالية. وفي كندا، ينتج الدخان الناجم عن حرائق الغابات الضخمة بالقرب من مقاطعة Ontario كميات كبيرة من الجسيمات التي تضر بجودة الهواء. كما تسببت موجة الحر التي ألمت بأوروبا في نهاية حزيران/ يونيو في نشوب حرائق غابات في عدد من البلدان، منها ألمانيا واليونان وإسبانيا.

وتقوم خدمة كوبرنيكوس (CAMS)، التي ينفذها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) نيابة عن الاتحاد الأوروبي، بإدماج رصدات حرائق الغابات المتأتية من أدوات المطياف الإشعاعي للتصوير المعتدل الاستبانة ((MODIS المركبة على ساتلي Terra وAqua التابعين للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء ((NASA في نظامها العالمي لتمثّل الحرائق ((GFAS، لمراقبة الحرائق وتقدير انبعاثات الملوثات الناجمة عنها. ويمثل هذا النظام رصدات القدرة الإشعاعية للحرائق والمتأتية من أجهزة استشعار ساتلية القاعدة لإنتاج تقديرات يومية عن انبعاثات حرق الكتلة الأحيائية والتي تمثل جزءاً من القياسات واسعة النطاق التي يجريها العديد من المحطات التابعة لبرنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW). وهذه القياسات أساسية للتنبؤات والبحوث المتعلقة بتكوين الغلاف الجوي ولتطوير أنظمة الإنذار.

تغير المناخ

يزداد احترار الجزء الشمالي من العالم بشكل أسرع من كوكب الأرض ككل. وتتسبب هذه الحرارة في تجفيف الغابات وتجعلها أكثر عرضة للحرائق. وكشفت دراسة حديثة عن أن الغابات الشمالية (البوريالية) تحترق الآن بمعدل غير مسبوق منذ 10000 عام على الأقل.

وتطلق حرائق الغابات أيضاً ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مما يساهم في الاحترار العالمي. فعلى سبيل المثال، تسببت الحرائق الضخمة في كندا في عام 2014 في احتراق أكثر من 7 ملايين فدان من الغابات، وانبعاث أكثر من 103 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي - أي ما يعادل نصف ما تمتصه عادة جميع النباتات والأشجار في كندا خلال عام كامل، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها الإدارة الوطنية (NASA).

وبيئة المنطقة القطبية الشمالية البكر هي بيئة حساسة/ هشة بشكل خاص وترتفع حرارتها أسرع من معظم المناطق الأخرى. ويمكن أن تهبط جزيئات الدخان على الثلج والجليد، مما يتسبب في امتصاص الجليد لأشعة الشمس بدلاً من أن يعكسها، وبالتالي يتسارع احترار المنطقة القطبية الشمالية. وتزيد الحرائق في المنطقة القطبية الشمالية أيضاً من خطر ذوبان التربة الصقيعية مما يتسبب في انبعاث الميثان، وهو أيضاً أحد غازات الاحتباس الحراري.

وفي ضوء المخاطر، أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) نظاماً للإنذار والتنبيه بشأن حرائق الغطاء النباتي والتلوث الدخاني، لتطوير وتنفيذ ومواءمة التنبؤ بالحرائق في جميع أنحاء العالم، مما يوفر صورة أفضل عن الحرائق وآثارها ذات الصلة وأخطارها في كل مكان. والمركز الإقليمي لجنوب شرق آسيا، الذي يشغله مرفق الأرصاد الجوية في سنغافورة، ينتج بالفعل تنبؤات.

نظام الإنذار والتنبيه بشأن حرائق الغطاء النباتي والتلوث الدخاني (VFSP-WAS): مذكرة مفاهيمية وتوصيات الخبراء هنا

خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي (CAMS) هنا

التنبؤات العالمية بخطر الحرائق متاحة هنا

نظام معلومات حرائق الغابات في أوروبا هنا

شارك: