تقرير صادر عن وكالات متعددة يسلط الضوء على تزايد علامات وآثار تغير المناخ في الغلاف الجوي واليابسة والمحيطات

09 آذار/ مارس 2020

تقرير جديد أعدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وشبكة واسعة من الشركاء، يسلط الضوء على العلامات المادية الواضحة لتغير المناخ، مثل زيادة حرارة الأرض والمحيطات، وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد. ويوثق التقرير آثار ظواهر الطقس والمناخ على التنمية الاجتماعية - الاقتصادية، والصحة البشرية، والهجرة والنزوح، والأمن الغذائي، والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية.

Global mean temperature from 1850 to 1900

نيويورك/ جنيف – 10 آذار/ مارس 2020 - تقرير جديد أعدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وشبكة واسعة من الشركاء، يسلط الضوء على العلامات المادية الواضحة لتغير المناخ، مثل زيادة حرارة الأرض والمحيطات، وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد. ويوثق التقرير آثار ظواهر الطقس والمناخ على التنمية الاجتماعية - الاقتصادية، والصحة البشرية، والهجرة والنزوح، والأمن الغذائي، والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية.

ويتضمن التقرير المعنون "بيان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن حالة المناخ العالمي في 2019" مدخلات من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs)، ومن خبراء دوليين بارزين، ومؤسسات علمية، ووكالات تابعة للأمم المتحدة. ويقدم هذا التقرير الهام معلومات موثوقة لمقرري السياسات عن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات من أجل المناخ.

ويؤكد التقرير المعلومات الواردة في بيان مؤقت صدر في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في كانون الأول/ديسمبر بأن عام 2019 كان ثاني أدفأ عام مسجل. وكانت فترة السنوات الخمس 2015-2019 هي الأكثر حرارة في السجلات، كما كان العقد 2010-2019 هو الأكثر حرارة في السجلات أيضاً. ومنذ ثمانينات القرن الماضي، كان كل عقد من العقود المتعاقبة أحر من أي عقد سابق منذ 1850‏.

وقد شهدت نهاية عام 2019 متوسطاً عالمياً لدرجات الحرارة يتجاوز المستويات المقدرة للعصر قبل الصناعي بمقدار 1.1 درجة سل سيوس، ويأتي عام 2019 في المرتبة الثانية بعد الرقم القياسي المسجل في عام 2016، الذي ساهمت فيه ظاهرة النينيو القوية جداً في زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية بما يتجاوز اتجاه الاحترار العام.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس، في مقدمة التقرير "نحن الآن بعيدون عن تحقيق الأهداف التي يدعو إليها اتفاق باريس، والبالغة إما 1.5 درجة سلسيوس وإما درجتين سلسيوس".

وواصل قائلاً "هذا التقرير يعرض بإيجاز آخر ما وصل إليه العلم، ويوضح الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات مناخية بعيدة المدى. كما يجمع التقرير بيانات من مختلف مجالات علوم المناخ ويسرد الآثار المستقبلية المحتمل أن تترتب على تغير المناخ - من الآثار الصحية والاقتصادية إلى تراجع الأمن الغذائي وزيادة النزوح".

وسيصدر التقرير في مؤتمر صحفي يعقده الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للمنظمة (WMO)، السيد بيتيري تالاس، في مقر الأمم المتحدة في 10 آذار/مارس.

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، السيد تالاس "بالنظر إلى تواصل زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري، فإن الاحترار سيستمر. وتشير التوقعات العقدية الأخيرة إلى أن من المرجح أن نشهد في السنوات الخمس المقبلة رقماً قياسياً جديداً كل عام في درجات الحرارة العالمية. إنها مسألة وقت".

واستطرد قائلاً "لقد شهدنا للتو أحر شهر كانون الثاني/يناير مسجل. وكان الشتاء معتدلاً على خلاف المعتاد موسمياً في أجزاء كثيرة من نصف الكرة الشمالي. فالدخان والملوثات الناجمة عن الحرائق المدمرة في أستراليا تُلم بالعالم، مما يتسبب في ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. واقترنت درجات الحرارة القياسية العالية المبلغ عنها في المنطقة القطبية الجنوبية بذوبان جليدي واسع النطاق وتفكك نهر جليدي مما سيكون له انعكاسات على ارتفاع مستوى سطح البحر".

وواصل قائلاً "إن درجة الحرارة هي أحد مؤشرات تغير المناخ المستمر. والتغيرات الحاصلة في توزيع الأمطار على نطاق العالم لها آثار هامة على عدد من البلدان. وارتفاع مستويات سطح البحر بوتيرة متزايدة، يرجع إلى حد كبير إلى التمدد الحراري لمياه البحار، وكذلك إلى ذوبان الأنهار الجليدية الكبيرة، مثلما يحدث في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية، مما يعرض المناطق الساحلية والجزر لخطر أكبر يتمثل في حدوث فيضانات وغمر في المناطق المنخفضة".

‏المؤشرات المناخية

غازات الاحتباس الحراري

في عام 2018، بلغت الكسور الجزيئية لغازات الاحتباس الحراري مستويات عالية جديدة، إذ بلغ المتوسط العالمي للكسر الجزيئي لثاني أكسيد الكربون (‎CO2‏) 407.8 ± 0.1 جزء في المليون (‎ppm‏)، والميثان (CH4) 1869 ± ‎2‏ جزء في البليون (‎ppb‏)، وأكسيد النيتروز (‎N2O‏) 331.1 ± 0.1 جزء في البليون (‎ppb‏). وتشير البيانات الأولية إلى أن تركيزات غازات الاحتباس الحراري قد استمرت في الزيادة في عام 2019.

ويشير إسقاط أولي للانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون من مصادر أحفورية، باستخدام بيانات من التسعة أشهر الأولى من عام 2019، إلى أن الانبعاثات ستزيد بنسبة +0.6 في المائة في 2019 (بهامش يتراوح بين -0.2 في المائة إلى +1.5 في المائة).

‏المحيطات

MHW Categories of 2019

موجات الحر البحرية

يذهب إلى المحيطات أكثر من 90 في المائة من الطاقة الزائدة المتراكمة في النظام المناخي نتيجة لزيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري. وفي عام 2019، تجاوز المحتوى الحراري للمحيطات، حتى عمق 2 كيلومتر، الأرقام القياسية المرتفعة السابقة المسجلة في 2018.

احترار المحيطات له آثار واسعة النطاق على نظام المناخ، كما أنه يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بما يربو على 30 في المائة من خلال التمدد الحراري لمياه البحار. هذا، ويغير احترار المحيطات التيارات المحيطية، ويغير من ثم بشكل غير مباشر مسارات العواصف ويؤدي إلى ذوبان الجروف الجليدية العائمة. ويمكن أن يؤدي احترار المحيطات، إلى جانب تحمض المحيطات وتناقص الأكسجين، إلى تغييرات هائلة في النظم الإيكولوجية البحرية.

وفي عام 2019، شهدت المحيطات درجات حرارة دافئة بشكل غير عادي لما يقرب من شهرين في المتوسط. وشهد ما لا يقل عن 84 في المائة من المحيطات موجة حر بحرية واحدة على الأقل.

تحمض المحيطات: في العقد 2009-2018، امتصت المحيطات حوالي 23 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية، مما يخفف من آثار تغير المناخ ولكن يزيد من حموضة المحيطات. وتغير الأس الهيدروجيني يقلل من قدرة الكائنات البحرية، مثل بلح البحر والقشريات والشعاب المرجانية، على التكلس، مما يؤثر على الحياة البحرية والنمو والتكاثر.

تناقص الأكسجين في المحيطات: ‏تشير عمليات الرصدات والنماذج على السواء إلى أن الأكسجين يتناقص في المحيطات المفتوحة والساحلية، بما في ذلك مصبات الأنهار والبحار شبه المغلقة. فمنذ منتصف القرن الماضي، تشير التقديرات إلى انخفاض مخزون الأكسجين في المحيطات على نطاق العالم بنسبة 2-1 في المائة (77-145 مليار طن).

النظم الإيكولوجية البحرية: يُعتبر الآن تناقص الأكسجين، إلى جانب احترار المحيطات وتحمضها، تهديداً هاماً للنظم الإيكولوجية للمحيطات ولرفاه الناس الذين يعتمدون عليها. ومن المتوقع أن تنخفض الشعاب المرجانية إلى 10-30 في المائة من الغطاء السابق عند زيادة الاحترار بمقدار 1.5 درجة سلسيوس، وإلى أقل من 1 في المائة عند زيادة الاحترار بمقدار درجتين سلسيوس.

ويواصل مستوى سطح البحر ارتفاعه في سجل قياس الارتفاع بالسواتل (منذ عام 1993)، بيد أن معدل الارتفاع قد زاد مع مرور الوقت، ويرجع ذلك أساساً إلى ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية. وفي عام 2019، بلغ المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر أعلى قيمة له في السجلات.

Regional Mean Sea Level Trends 2020

الجليد

تأكد في 2019 استمرار انحسار الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية منذ فترة طويلة. وبلغ متوسط رقعة الجليد البحري في أيلول/سبتمبر (وهو عادة أدنى مستوى في السنة) ثالث أدنى مستوى مسجل، وبلغ الحد الأقصى اليومي للرقعة ثاني أدنى مستوى بالتساوي مع عام آخر.

وحتى 2016، أبدت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية زيادة محدودة على المدى الطويل. بيد أن هذا الاتجاه قد توقف في أواخر 2016 بسبب انخفاض مفاجئ في مساحة الرقعة إلى قيم منخفضة للغاية. ومنذ ذلك الحين، ظلت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية عند مستويات منخفضة نسبياً.

الصفيحة الجليدية في غرينلاند سجلت تسعاً من أدنى عشر سنوات لمحصلة الكتلة السطحية في السنوات الـثلاث عشرة الماضية. وكان عام 2019 هو سابع أدنى عام مسجل. ومن حيث إجمالي محصلة الكتلة، فقد فقدت غرينلاند حوالي 260 جيغاطن من الجليد سنوياً خلال الفترة 2002-2016، بحد أقصى قدره 458 جيغاطن في الفترة 2012/2011. وبلغت الخسارة 329 جيغاطن في 2019، وهو أعلى بكثير من المتوسط.

الأنهار الجليدية: تشير النتائج الأولية للمرفق العالمي لمراقبة الأنهار الجليدية إلى أن موسم 2019/2018 كان السنة الثانية والثلاثين على التوالي التي شهدت محصلة سلبية لكتلة الأنهار الجليدية المرجعية المختارة. ومنذ عام 2010، سُجلت ثماني سنوات من بين السنوات العشر التي شهدت أكبر محصلة سلبية للكتلة.

الآثار المتصلة بالمناخ

يخصص التقرير قسماً كبيراً لآثار الطقس والمناخ على صحة الإنسان والأمن الغذائي والهجرة والنظم الإيكولوجية والحياة البحرية. ويستند ذلك إلى مدخلات مقدمة من مجموعة كبيرة من شركاء الأمم المتحدة. (انظر ملاحظات للمحررين للاطلاع على القائمة الكاملة).

الصحة

تؤثر أوضاع الحرارة المتطرفة تأثيراً متزايداً على صحة الإنسان والنظم الصحية.

في 2019، أثرت درجات الحرارة المرتفعة، التي سجلت أرقاماً قياسية في أستراليا والهند واليابان وأوروبا، تأثيراً سلبياً على الصحة والرفاه. ففي اليابان، أسفرت موجة حر كبرى عن وفاة أكثر من 100 شخص ودخول 18 000 شخص المستشفيات. وفي فرنسا، خُصصت أكثر من 20 000 غرفة طوارئ للأمراض المتصلة بالحرارة في الفترة ما بين حزيران/يونيو ومنتصف أيلول/سبتمبر، وخلال موجتي حرارة صيفيتين كبريين، وبلغ مجموع الوفيات الزائدة عن المعتاد في المناطق المتضررة 1 462 حالة.

Changes in global vectorial capacity for dengue virus vectors

التغيرات في القدرة العالمية للنواقل فيما يتعلق بنواقل فيروس حمى الضنك،
وتُحسب باستخدام البيانات المناخية التاريخية.

والتغيرات في الظروف المناخية منذ عام 1950 تسهل على أنواع البعوض الزاعجة نقل فيروس حمى الضنك، مما يزيد من خطر الإصابة بالمرض. وبالتوازي مع ذلك، زاد معدل الإصابة بحمى الضنك على الصعيد العالمي زيادة هائلة في العقود الأخيرة، وأصبح زهاء نصف سكان العالم معرضون الآن لخطر العدوى. وفي 2019، شهد العالم زيادة كبيرة في حالات حمى الضنك.

الأمن الغذائي

تقلبية المناخ وظواهر الطقس المتطرفة من العوامل الدافعة الرئيسية للارتفاع المشهود مؤخراً في المجاعات العالمية، ومن الأسباب الرئيسية للأزمات الغذائية الحادة. فبعد عقد من الانخفاض المطرد، أخذ الجوع يتزايد مرة أخرى - أكثر من 820 مليون شخص قد عانوا الجوع في 2018. ومن بين 33 بلداً تضررت بالأزمات الغذائية في 2018، كانت تقلبية المناخ وظواهر الطقس المتطرفة، بالتضافر مع الصدمات الاقتصادية والصراعات، عاملاً دافعاً مركباً في 26 بلداً، والعامل الدافع الرئيسي في 12 بلداً من الـ 26 بلداً. وفي ضوء ما تقدم، يواجه المجتمع العالمي تحدياً هائلاً لتحقيق هدف القضاء على الجوع المنصوص عليه في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

هذا، وقد تدهورت حالة الأمن الغذائي بشكل ملحوظ في 2019 في بعض بلدان منطقة القرن الأفريقي الكبرى بسبب الظروف المناخية المتطرفة والنزوح والصراع والعنف. وفي أواخر 2019، أشارت التقديرات إلى أن زهاء 22.2 مليون شخص (6.7 مليون في إثيوبيا، و3.1 مليون في كينيا، و2.1 مليون في الصومال، و4.5 مليون في جنوب السودان، و5.8 مليون في السودان) يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وهو ما يقل بدرجة طفيفة فقط عما كان الحال عليه خلال حالة الجفاف القاسية والممتدة في الفترة 2016-2017.

وشهد آذار/مارس وجزء كبير من نيسان/أبريل جفافاً استثنائياً سقطت في أعقابه أمطار غزيرة وفيضانات غير عادية في الفترة تشرين الأول/أكتوبر - كانون الأول/ديسمبر. كما كان الهطول الغزير بشكل غير عادي في أواخر 2019 عاملاً في التفشي الشديد للجراد الصحراوي في منطقة القرن الأفريقي - وهو الأسوأ منذ أكثر من 25 عاماً، والأخطر منذ 70 عاماً بالنسبة إلى كينيا. ومن المتوقع أن يتزايد ذلك بحلول حزيران/يونيو 2020، مما يشكل تهديداً شديداً للأمن الغذائي.

Number of undernourished people 2019

النزوح

سُجل أكثر من 6.7 مليون حالة نزوح داخلي جديدة بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2019، وقد نجمت هذه الحالات عن كوارث حدثت جراء ظواهر جوية هيدرولوجية، مثل إعصار إيداي في جنوب شرق أفريقيا، وإعصار فاني في جنوبي آسيا، وإعصار هاريكين دوريان في منطقة البحر الكاريبي، والفيضانات في إيران والفلبين وإثيوبيا. ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى ما يقرب من 22 مليون في 2019، بعد أن كان 17.2 مليون في عام 2018. ومن بين جميع الأخطار الطبيعية، تسهم الفيضانات والعواصف أكثر من غيرهما في النزوح.

‏الظواهر شديدة التأثير

‏الفيضانات

أفادت التقارير أن أكثر من 2 200 شخص قد راحوا في عداد المفقودين في مختلف حوادث الفيضانات في الهند ونيبال وبنغلاديش وميانمار خلال موسم الرياح الموسمية، الذي بدأ متأخراً ولكن انتهى وقد شهد أمطاراً زاد إجماليها على المتوسط طويل الأجل.

وبلغ متوسط سقوط الأمطار خلال فترة 12 شهراً في الولايات المتحدة المجاورة للفترة من تموز/يوليو 2018 إلى حزيران/ يونيو 2019 (962 ملم) أعلى معدل مسجل. ويُقدر إجمالي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات في الولايات المتحدة في 2019 بنحو 20 مليار دولار أمريكي.

و‏تضررت أجزاء من أمريكا الجنوبية بأوضاع مطيرة جداً في كانون الثاني/ يناير. وحدثت فيضانات كبيرة في شمالي الأرجنتين وأوروغواي وجنوبي البرازيل، وقُدرت الخسائر في الأرجنتين وأوروغواي بمبلغ 2.5 مليار دولار أمريكي.

وتأثرت جمهورية إيران الإسلامية تأثراً شديداً بالفيضانات التي حدثت في أواخر آذار/مارس وأوائل نيسان/أبريل. وأثرت فيضانات كبرى على العديد من المناطق التي تأثرت حتى الآن بالجفاف في شرقي أفريقيا في تشرين الأول/ أكتوبر وأوائل تشرين الثاني/نوفمبر.

‏الجفاف

أثّر الجفاف على أجزاء كثيرة من جنوب شرق آسيا وأستراليا، التي سجلت أكثر سنواتها جفافاً، متأثرة بالمرحلة الإيجابية القوية للثنائية القطبية في المحيط الهندي.

وشهد الجنوب الأفريقي وأمريكا الوسطى وأجزاء من أمريكا الجنوبية كميات منخفضة بشكل غير عادي من الهطول.

GPCC Precipitation percentile 2019

‏موجات الحر

كانت نهاية العام في أستراليا مثل بدايته: حرارة متطرّفة. كان صيف 2018-2019 أحر فصل صيف مسجل، شأنه شأن شهر كانون الأول/ ديسمبر. وجاء اليوم الأكثر سخونة في المتوسط في السجلات في أستراليا (41.9 درجة سلسيوس) في 18 كانون الأول/ ديسمبر. وشهد 2019 أحر سبعة أيام مسجلة في أستراليا، وتسعة من الأيام العشرة الأكثر سخونة.

وحدثت موجتان حر كبريان في أوروبا في أواخر حزيران/يونيو وأواخر تموز/يوليو. ففي فرنسا، سجل رقم قياسي وطني قدره 46.0 درجة سلسيوس (1.9 درجة سلسيوس فوق الرقم القياسي السابق) في 28 حزيران/يونيو في مدينة Vérargues. كما سُجلت أرقام قياسية وطنية في ألمانيا (42.6 درجة سلسيوس)، وهولندا (40.7 درجة سلسيوس)، وبلجيكا (41.8 درجة سلسيوس)، ولكسمبرغ (40.8 درجة سلسيوس)، والمملكة المتحدة (38.7 درجة سلسيوس)، مع امتداد الحرارة أيضاً لتصل إلى بلدان شمال أوروبا، فشهدت هلسنكي أعلى درجة حرارة مسجلة (33.2 درجة سلسيوس في 28 تموز/يوليو).

حرائق الغابات

شهد العام مستوى فوق المتوسط فيما يتعلق بالحرائق في عدة مناطق تقع في خطوط العرض العالية، بما فيها سيبيريا (الاتحاد الروسي) وألاسكا (الولايات المتحدة)، مع وجود نشاط للحرائق في بعض أجزاء المنطقة القطبية الشمالية التي لم يكن ليحدث فيها ذلك في السابق إلا فيما ندر للغاية.

وأدى الجفاف القاسي في إندونيسيا والبلدان المجاورة إلى أهم موسم للحرائق منذ عام 2015. فكان عدد الحرائق المبلغ عنها في منطقة الأمازون في البرازيل أعلى بقليل من متوسط السنوات العشر، لكن مجموع أنشطة الحرائق في أمريكا الجنوبية كان الأعلى منذ عام 2010، وبوليفيا وفنزويلا من بين البلدان التي تشهد سنوات حريق نشطة بشكل خاص.

وشهدت أستراليا موسم حرائق شديداً وممتداً بشكل استثنائي في جزء متأخر من 2019 مع تكرار فاشيات كبرى استمرت حتى كانون الثاني/ يناير 2020. وفي أوائل 2020، أُبلغ عن 33 حالة وفاة وضياع أكثر من 2000 من الممتلكات، فيما احترق ما مجموعه نحو 7 ملايين هكتار في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا.

وجاء إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون جراء حرائق الغابات بشكل عام بعد متوسط الفترة 2003-2018، وفقاً لمجموعة بيانات النظام العالمي لتمثّل الحرائق (GFAS) التابع لخدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي (CAMS)/ المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF). وأكبر الزيادات التي تتجاوز متوسط السبع عشرة سنة في تموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر ونهاية كانون الأول/ديسمبر، تناظر ذروة نشاط حرائق الغابات في المنطقة القطبية الشمالية/ سيبيريا وإندونيسيا وأستراليا على التوالي.

CAMS Global Annual Total Wildfire CO2 2019

‏الأعاصير المدارية

كان نشاط الأعاصير المدارية على الصعيد العالمي في عام 2019 أعلى من المتوسط. وشهد نصف الكرة الشمالي 72 إعصاراً مدارياً. كما كان موسم 2018-2019 في نصف الكرة الجنوبي أعلى من المتوسط، إذ بلغ 27 إعصاراً.

وقد وصل إعصار إيداي المداري إلى البر في موزامبيق في 15 آذار/مارس باعتباره واحداً من أقوى الأعاصير المعروفة على الساحل الشرقي لأفريقيا، مما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات وعن دمار واسع النطاق. وساهم إعصار إيداي في التدمير الكامل لنحو 780 000 هكتار من المحاصيل في ملاوي وموزامبيق وزمبابوي، مما زاد من تقويض حالة الأمن الغذائي الهشة في المنطقة. وأسفر الإعصار أيضاً عن نزوح ما لا يقل عن 50 905 أشخاص في زمبابوي، و53 237 في جنوبي ملاوي، و77 019 في موزامبيق.

وكان من أشد الأعاصير المدارية هذا العام الإعصار دوريان، الذي وصل البر في جزر البهاما بشدة أعاصير الفئة 5. ومما ساعد في تفاقم الدمار أن الإعصار كان بطيئاً بشكل استثنائي وظل شبه ثابت لمدة 24 ساعة تقريباً.

وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر، وصل إعصار التيفون هاغيبيس البر في غرب طوكيو، مما تسبب في فيضانات شديدة.

‏ملاحظات للمحررين

ساهم في إعداد هذا التقرير المرافق الوطنية (NMHSs)، والمراكز المناخية الإقليمية (RCCs) التابعة للمنظمة (WMO)، وعشرات من الخبراء العلميين.

وكالات الأمم المتحدة: قدمت معلومات من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، ولجنة لليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC-UNESCO)، وصندوق النقد الدولي، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO).

مراكز البيانات: المركز العالمي لمناخيات الهطول (GPCC)؛ ‏مركز هادلي التابع لدائرة الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة؛ المراكز الوطنية للمعلومات البيئية (NCEI) التابعة للإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)؛ المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) وخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S)؛ معهد غودارد للدراسات الفضائية التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA GISS)؛ وكالة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA)؛ المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW)؛ المركز الوطني للبيانات الأوقيانوغرافية (NODC) التابع للإدارة للإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)؛ المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد (NSIDC)؛ مرصد ماونا لوا؛ مبادرة الكربون الأزرق؛ مرصد هونغ كونغ؛ المنتدى الإقليمي القطبي للتوقعات المناخية (PARCOF)؛ مبادرة تغير المناخ (CCI) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)؛ خدمة مراقبة البيئة البحرية التابعة للبرنامج كوبرنيكس (CMEMS)؛ حفظ واعتماد وتفسير البيانات الأوقيانوغرافية للسواتل (AVISO)؛ البوابة القطبية؛ قسم علوم المحيطات الفيزيائية، مؤسسة وودز هول الأوقيانوغرافية؛ معهد البحوث الخاصة بالمنطقتين القطبيتين الشمالية والجنوبية (AARI)؛ مؤسسة "Mercator Ocean"؛ ‏الشبكة العالمية للأكسجين في المحيطات (GO2NE‏)؛ الشبكة العالمية لرصد تحمض المحيطات (GOA-ON)؛ مرفق تطبيقات السواتل الجليدية في المحيطات والبحار (OSISAF) التابع للمنظمة الأوروبية لاستغلال سواتل الأرصاد الجوية (EUMETSAT)؛ ‏المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية؛ منظمة البحوث العلمية والصناعية التابعة لمنظمة الكومنولث (CSIRO) - المحيطات والغلاف الجوي؛

التفاصيل الكاملة عن جميع المساهمين متاحة في بيان حالة المناخ لعام 2019.

للحصول على مزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell +41 79 709 13 97
 

ملاحظات للمحررين

Global mean temperature from 1850 to 1900

نيويورك/ جنيف – 10 آذار/ مارس 2020 - تقرير جديد أعدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وشبكة واسعة من الشركاء، يسلط الضوء على العلامات المادية الواضحة لتغير المناخ، مثل زيادة حرارة الأرض والمحيطات، وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد. ويوثق التقرير آثار ظواهر الطقس والمناخ على التنمية الاجتماعية - الاقتصادية، والصحة البشرية، والهجرة والنزوح، والأمن الغذائي، والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية.

ويتضمن التقرير المعنون "بيان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن حالة المناخ العالمي في 2019" مدخلات من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs)، ومن خبراء دوليين بارزين، ومؤسسات علمية، ووكالات تابعة للأمم المتحدة. ويقدم هذا التقرير الهام معلومات موثوقة لمقرري السياسات عن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات من أجل المناخ.

ويؤكد التقرير المعلومات الواردة في بيان مؤقت صدر في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في كانون الأول/ديسمبر بأن عام 2019 كان ثاني أدفأ عام مسجل. وكانت فترة السنوات الخمس 2015-2019 هي الأكثر حرارة في السجلات، كما كان العقد 2010-2019 هو الأكثر حرارة في السجلات أيضاً. ومنذ ثمانينات القرن الماضي، كان كل عقد من العقود المتعاقبة أحر من أي عقد سابق منذ 1850‏.

وقد شهدت نهاية عام 2019 متوسطاً عالمياً لدرجات الحرارة يتجاوز المستويات المقدرة للعصر قبل الصناعي بمقدار 1.1 درجة سل سيوس، ويأتي عام 2019 في المرتبة الثانية بعد الرقم القياسي المسجل في عام 2016، الذي ساهمت فيه ظاهرة النينيو القوية جداً في زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية بما يتجاوز اتجاه الاحترار العام.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس، في مقدمة التقرير "نحن الآن بعيدون عن تحقيق الأهداف التي يدعو إليها اتفاق باريس، والبالغة إما 1.5 درجة سلسيوس وإما درجتين سلسيوس".

وواصل قائلاً "هذا التقرير يعرض بإيجاز آخر ما وصل إليه العلم، ويوضح الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات مناخية بعيدة المدى. كما يجمع التقرير بيانات من مختلف مجالات علوم المناخ ويسرد الآثار المستقبلية المحتمل أن تترتب على تغير المناخ - من الآثار الصحية والاقتصادية إلى تراجع الأمن الغذائي وزيادة النزوح".

وسيصدر التقرير في مؤتمر صحفي يعقده الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للمنظمة (WMO)، السيد بيتيري تالاس، في مقر الأمم المتحدة في 10 آذار/مارس.

وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، السيد تالاس "بالنظر إلى تواصل زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري، فإن الاحترار سيستمر. وتشير التوقعات العقدية الأخيرة إلى أن من المرجح أن نشهد في السنوات الخمس المقبلة رقماً قياسياً جديداً كل عام في درجات الحرارة العالمية. إنها مسألة وقت".

واستطرد قائلاً "لقد شهدنا للتو أحر شهر كانون الثاني/يناير مسجل. وكان الشتاء معتدلاً على خلاف المعتاد موسمياً في أجزاء كثيرة من نصف الكرة الشمالي. فالدخان والملوثات الناجمة عن الحرائق المدمرة في أستراليا تُلم بالعالم، مما يتسبب في ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. واقترنت درجات الحرارة القياسية العالية المبلغ عنها في المنطقة القطبية الجنوبية بذوبان جليدي واسع النطاق وتفكك نهر جليدي مما سيكون له انعكاسات على ارتفاع مستوى سطح البحر".

وواصل قائلاً "إن درجة الحرارة هي أحد مؤشرات تغير المناخ المستمر. والتغيرات الحاصلة في توزيع الأمطار على نطاق العالم لها آثار هامة على عدد من البلدان. وارتفاع مستويات سطح البحر بوتيرة متزايدة، يرجع إلى حد كبير إلى التمدد الحراري لمياه البحار، وكذلك إلى ذوبان الأنهار الجليدية الكبيرة، مثلما يحدث في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية، مما يعرض المناطق الساحلية والجزر لخطر أكبر يتمثل في حدوث فيضانات وغمر في المناطق المنخفضة".

‏المؤشرات المناخية

غازات الاحتباس الحراري

في عام 2018، بلغت الكسور الجزيئية لغازات الاحتباس الحراري مستويات عالية جديدة، إذ بلغ المتوسط العالمي للكسر الجزيئي لثاني أكسيد الكربون (‎CO2‏) 407.8 ± 0.1 جزء في المليون (‎ppm‏)، والميثان (CH4) 1869 ± ‎2‏ جزء في البليون (‎ppb‏)، وأكسيد النيتروز (‎N2O‏) 331.1 ± 0.1 جزء في البليون (‎ppb‏). وتشير البيانات الأولية إلى أن تركيزات غازات الاحتباس الحراري قد استمرت في الزيادة في عام 2019.

ويشير إسقاط أولي للانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون من مصادر أحفورية، باستخدام بيانات من التسعة أشهر الأولى من عام 2019، إلى أن الانبعاثات ستزيد بنسبة +0.6 في المائة في 2019 (بهامش يتراوح بين -0.2 في المائة إلى +1.5 في المائة).

‏المحيطات

MHW Categories of 2019

موجات الحر البحرية

يذهب إلى المحيطات أكثر من 90 في المائة من الطاقة الزائدة المتراكمة في النظام المناخي نتيجة لزيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري. وفي عام 2019، تجاوز المحتوى الحراري للمحيطات، حتى عمق 2 كيلومتر، الأرقام القياسية المرتفعة السابقة المسجلة في 2018.

احترار المحيطات له آثار واسعة النطاق على نظام المناخ، كما أنه يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بما يربو على 30 في المائة من خلال التمدد الحراري لمياه البحار. هذا، ويغير احترار المحيطات التيارات المحيطية، ويغير من ثم بشكل غير مباشر مسارات العواصف ويؤدي إلى ذوبان الجروف الجليدية العائمة. ويمكن أن يؤدي احترار المحيطات، إلى جانب تحمض المحيطات وتناقص الأكسجين، إلى تغييرات هائلة في النظم الإيكولوجية البحرية.

وفي عام 2019، شهدت المحيطات درجات حرارة دافئة بشكل غير عادي لما يقرب من شهرين في المتوسط. وشهد ما لا يقل عن 84 في المائة من المحيطات موجة حر بحرية واحدة على الأقل.

تحمض المحيطات: في العقد 2009-2018، امتصت المحيطات حوالي 23 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية، مما يخفف من آثار تغير المناخ ولكن يزيد من حموضة المحيطات. وتغير الأس الهيدروجيني يقلل من قدرة الكائنات البحرية، مثل بلح البحر والقشريات والشعاب المرجانية، على التكلس، مما يؤثر على الحياة البحرية والنمو والتكاثر.

تناقص الأكسجين في المحيطات: ‏تشير عمليات الرصدات والنماذج على السواء إلى أن الأكسجين يتناقص في المحيطات المفتوحة والساحلية، بما في ذلك مصبات الأنهار والبحار شبه المغلقة. فمنذ منتصف القرن الماضي، تشير التقديرات إلى انخفاض مخزون الأكسجين في المحيطات على نطاق العالم بنسبة 2-1 في المائة (77-145 مليار طن).

النظم الإيكولوجية البحرية: يُعتبر الآن تناقص الأكسجين، إلى جانب احترار المحيطات وتحمضها، تهديداً هاماً للنظم الإيكولوجية للمحيطات ولرفاه الناس الذين يعتمدون عليها. ومن المتوقع أن تنخفض الشعاب المرجانية إلى 10-30 في المائة من الغطاء السابق عند زيادة الاحترار بمقدار 1.5 درجة سلسيوس، وإلى أقل من 1 في المائة عند زيادة الاحترار بمقدار درجتين سلسيوس.

ويواصل مستوى سطح البحر ارتفاعه في سجل قياس الارتفاع بالسواتل (منذ عام 1993)، بيد أن معدل الارتفاع قد زاد مع مرور الوقت، ويرجع ذلك أساساً إلى ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية. وفي عام 2019، بلغ المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر أعلى قيمة له في السجلات.

Regional Mean Sea Level Trends 2020

الجليد

تأكد في 2019 استمرار انحسار الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية منذ فترة طويلة. وبلغ متوسط رقعة الجليد البحري في أيلول/سبتمبر (وهو عادة أدنى مستوى في السنة) ثالث أدنى مستوى مسجل، وبلغ الحد الأقصى اليومي للرقعة ثاني أدنى مستوى بالتساوي مع عام آخر.

وحتى 2016، أبدت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية زيادة محدودة على المدى الطويل. بيد أن هذا الاتجاه قد توقف في أواخر 2016 بسبب انخفاض مفاجئ في مساحة الرقعة إلى قيم منخفضة للغاية. ومنذ ذلك الحين، ظلت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية عند مستويات منخفضة نسبياً.

الصفيحة الجليدية في غرينلاند سجلت تسعاً من أدنى عشر سنوات لمحصلة الكتلة السطحية في السنوات الـثلاث عشرة الماضية. وكان عام 2019 هو سابع أدنى عام مسجل. ومن حيث إجمالي محصلة الكتلة، فقد فقدت غرينلاند حوالي 260 جيغاطن من الجليد سنوياً خلال الفترة 2002-2016، بحد أقصى قدره 458 جيغاطن في الفترة 2012/2011. وبلغت الخسارة 329 جيغاطن في 2019، وهو أعلى بكثير من المتوسط.

الأنهار الجليدية: تشير النتائج الأولية للمرفق العالمي لمراقبة الأنهار الجليدية إلى أن موسم 2019/2018 كان السنة الثانية والثلاثين على التوالي التي شهدت محصلة سلبية لكتلة الأنهار الجليدية المرجعية المختارة. ومنذ عام 2010، سُجلت ثماني سنوات من بين السنوات العشر التي شهدت أكبر محصلة سلبية للكتلة.

الآثار المتصلة بالمناخ

يخصص التقرير قسماً كبيراً لآثار الطقس والمناخ على صحة الإنسان والأمن الغذائي والهجرة والنظم الإيكولوجية والحياة البحرية. ويستند ذلك إلى مدخلات مقدمة من مجموعة كبيرة من شركاء الأمم المتحدة. (انظر ملاحظات للمحررين للاطلاع على القائمة الكاملة).

الصحة

تؤثر أوضاع الحرارة المتطرفة تأثيراً متزايداً على صحة الإنسان والنظم الصحية.

في 2019، أثرت درجات الحرارة المرتفعة، التي سجلت أرقاماً قياسية في أستراليا والهند واليابان وأوروبا، تأثيراً سلبياً على الصحة والرفاه. ففي اليابان، أسفرت موجة حر كبرى عن وفاة أكثر من 100 شخص ودخول 18 000 شخص المستشفيات. وفي فرنسا، خُصصت أكثر من 20 000 غرفة طوارئ للأمراض المتصلة بالحرارة في الفترة ما بين حزيران/يونيو ومنتصف أيلول/سبتمبر، وخلال موجتي حرارة صيفيتين كبريين، وبلغ مجموع الوفيات الزائدة عن المعتاد في المناطق المتضررة 1 462 حالة.

Changes in global vectorial capacity for dengue virus vectors

التغيرات في القدرة العالمية للنواقل فيما يتعلق بنواقل فيروس حمى الضنك،
وتُحسب باستخدام البيانات المناخية التاريخية.

والتغيرات في الظروف المناخية منذ عام 1950 تسهل على أنواع البعوض الزاعجة نقل فيروس حمى الضنك، مما يزيد من خطر الإصابة بالمرض. وبالتوازي مع ذلك، زاد معدل الإصابة بحمى الضنك على الصعيد العالمي زيادة هائلة في العقود الأخيرة، وأصبح زهاء نصف سكان العالم معرضون الآن لخطر العدوى. وفي 2019، شهد العالم زيادة كبيرة في حالات حمى الضنك.

الأمن الغذائي

تقلبية المناخ وظواهر الطقس المتطرفة من العوامل الدافعة الرئيسية للارتفاع المشهود مؤخراً في المجاعات العالمية، ومن الأسباب الرئيسية للأزمات الغذائية الحادة. فبعد عقد من الانخفاض المطرد، أخذ الجوع يتزايد مرة أخرى - أكثر من 820 مليون شخص قد عانوا الجوع في 2018. ومن بين 33 بلداً تضررت بالأزمات الغذائية في 2018، كانت تقلبية المناخ وظواهر الطقس المتطرفة، بالتضافر مع الصدمات الاقتصادية والصراعات، عاملاً دافعاً مركباً في 26 بلداً، والعامل الدافع الرئيسي في 12 بلداً من الـ 26 بلداً. وفي ضوء ما تقدم، يواجه المجتمع العالمي تحدياً هائلاً لتحقيق هدف القضاء على الجوع المنصوص عليه في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

هذا، وقد تدهورت حالة الأمن الغذائي بشكل ملحوظ في 2019 في بعض بلدان منطقة القرن الأفريقي الكبرى بسبب الظروف المناخية المتطرفة والنزوح والصراع والعنف. وفي أواخر 2019، أشارت التقديرات إلى أن زهاء 22.2 مليون شخص (6.7 مليون في إثيوبيا، و3.1 مليون في كينيا، و2.1 مليون في الصومال، و4.5 مليون في جنوب السودان، و5.8 مليون في السودان) يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وهو ما يقل بدرجة طفيفة فقط عما كان الحال عليه خلال حالة الجفاف القاسية والممتدة في الفترة 2016-2017.

وشهد آذار/مارس وجزء كبير من نيسان/أبريل جفافاً استثنائياً سقطت في أعقابه أمطار غزيرة وفيضانات غير عادية في الفترة تشرين الأول/أكتوبر - كانون الأول/ديسمبر. كما كان الهطول الغزير بشكل غير عادي في أواخر 2019 عاملاً في التفشي الشديد للجراد الصحراوي في منطقة القرن الأفريقي - وهو الأسوأ منذ أكثر من 25 عاماً، والأخطر منذ 70 عاماً بالنسبة إلى كينيا. ومن المتوقع أن يتزايد ذلك بحلول حزيران/يونيو 2020، مما يشكل تهديداً شديداً للأمن الغذائي.

Number of undernourished people 2019

النزوح

سُجل أكثر من 6.7 مليون حالة نزوح داخلي جديدة بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2019، وقد نجمت هذه الحالات عن كوارث حدثت جراء ظواهر جوية هيدرولوجية، مثل إعصار إيداي في جنوب شرق أفريقيا، وإعصار فاني في جنوبي آسيا، وإعصار هاريكين دوريان في منطقة البحر الكاريبي، والفيضانات في إيران والفلبين وإثيوبيا. ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى ما يقرب من 22 مليون في 2019، بعد أن كان 17.2 مليون في عام 2018. ومن بين جميع الأخطار الطبيعية، تسهم الفيضانات والعواصف أكثر من غيرهما في النزوح.

‏الظواهر شديدة التأثير

‏الفيضانات

أفادت التقارير أن أكثر من 2 200 شخص قد راحوا في عداد المفقودين في مختلف حوادث الفيضانات في الهند ونيبال وبنغلاديش وميانمار خلال موسم الرياح الموسمية، الذي بدأ متأخراً ولكن انتهى وقد شهد أمطاراً زاد إجماليها على المتوسط طويل الأجل.

وبلغ متوسط سقوط الأمطار خلال فترة 12 شهراً في الولايات المتحدة المجاورة للفترة من تموز/يوليو 2018 إلى حزيران/ يونيو 2019 (962 ملم) أعلى معدل مسجل. ويُقدر إجمالي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات في الولايات المتحدة في 2019 بنحو 20 مليار دولار أمريكي.

و‏تضررت أجزاء من أمريكا الجنوبية بأوضاع مطيرة جداً في كانون الثاني/ يناير. وحدثت فيضانات كبيرة في شمالي الأرجنتين وأوروغواي وجنوبي البرازيل، وقُدرت الخسائر في الأرجنتين وأوروغواي بمبلغ 2.5 مليار دولار أمريكي.

وتأثرت جمهورية إيران الإسلامية تأثراً شديداً بالفيضانات التي حدثت في أواخر آذار/مارس وأوائل نيسان/أبريل. وأثرت فيضانات كبرى على العديد من المناطق التي تأثرت حتى الآن بالجفاف في شرقي أفريقيا في تشرين الأول/ أكتوبر وأوائل تشرين الثاني/نوفمبر.

‏الجفاف

أثّر الجفاف على أجزاء كثيرة من جنوب شرق آسيا وأستراليا، التي سجلت أكثر سنواتها جفافاً، متأثرة بالمرحلة الإيجابية القوية للثنائية القطبية في المحيط الهندي.

وشهد الجنوب الأفريقي وأمريكا الوسطى وأجزاء من أمريكا الجنوبية كميات منخفضة بشكل غير عادي من الهطول.

GPCC Precipitation percentile 2019

‏موجات الحر

كانت نهاية العام في أستراليا مثل بدايته: حرارة متطرّفة. كان صيف 2018-2019 أحر فصل صيف مسجل، شأنه شأن شهر كانون الأول/ ديسمبر. وجاء اليوم الأكثر سخونة في المتوسط في السجلات في أستراليا (41.9 درجة سلسيوس) في 18 كانون الأول/ ديسمبر. وشهد 2019 أحر سبعة أيام مسجلة في أستراليا، وتسعة من الأيام العشرة الأكثر سخونة.

وحدثت موجتان حر كبريان في أوروبا في أواخر حزيران/يونيو وأواخر تموز/يوليو. ففي فرنسا، سجل رقم قياسي وطني قدره 46.0 درجة سلسيوس (1.9 درجة سلسيوس فوق الرقم القياسي السابق) في 28 حزيران/يونيو في مدينة Vérargues. كما سُجلت أرقام قياسية وطنية في ألمانيا (42.6 درجة سلسيوس)، وهولندا (40.7 درجة سلسيوس)، وبلجيكا (41.8 درجة سلسيوس)، ولكسمبرغ (40.8 درجة سلسيوس)، والمملكة المتحدة (38.7 درجة سلسيوس)، مع امتداد الحرارة أيضاً لتصل إلى بلدان شمال أوروبا، فشهدت هلسنكي أعلى درجة حرارة مسجلة (33.2 درجة سلسيوس في 28 تموز/يوليو).

حرائق الغابات

شهد العام مستوى فوق المتوسط فيما يتعلق بالحرائق في عدة مناطق تقع في خطوط العرض العالية، بما فيها سيبيريا (الاتحاد الروسي) وألاسكا (الولايات المتحدة)، مع وجود نشاط للحرائق في بعض أجزاء المنطقة القطبية الشمالية التي لم يكن ليحدث فيها ذلك في السابق إلا فيما ندر للغاية.

وأدى الجفاف القاسي في إندونيسيا والبلدان المجاورة إلى أهم موسم للحرائق منذ عام 2015. فكان عدد الحرائق المبلغ عنها في منطقة الأمازون في البرازيل أعلى بقليل من متوسط السنوات العشر، لكن مجموع أنشطة الحرائق في أمريكا الجنوبية كان الأعلى منذ عام 2010، وبوليفيا وفنزويلا من بين البلدان التي تشهد سنوات حريق نشطة بشكل خاص.

وشهدت أستراليا موسم حرائق شديداً وممتداً بشكل استثنائي في جزء متأخر من 2019 مع تكرار فاشيات كبرى استمرت حتى كانون الثاني/ يناير 2020. وفي أوائل 2020، أُبلغ عن 33 حالة وفاة وضياع أكثر من 2000 من الممتلكات، فيما احترق ما مجموعه نحو 7 ملايين هكتار في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا.

وجاء إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون جراء حرائق الغابات بشكل عام بعد متوسط الفترة 2003-2018، وفقاً لمجموعة بيانات النظام العالمي لتمثّل الحرائق (GFAS) التابع لخدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي (CAMS)/ المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF). وأكبر الزيادات التي تتجاوز متوسط السبع عشرة سنة في تموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر ونهاية كانون الأول/ديسمبر، تناظر ذروة نشاط حرائق الغابات في المنطقة القطبية الشمالية/ سيبيريا وإندونيسيا وأستراليا على التوالي.

CAMS Global Annual Total Wildfire CO2 2019

‏الأعاصير المدارية

كان نشاط الأعاصير المدارية على الصعيد العالمي في عام 2019 أعلى من المتوسط. وشهد نصف الكرة الشمالي 72 إعصاراً مدارياً. كما كان موسم 2018-2019 في نصف الكرة الجنوبي أعلى من المتوسط، إذ بلغ 27 إعصاراً.

وقد وصل إعصار إيداي المداري إلى البر في موزامبيق في 15 آذار/مارس باعتباره واحداً من أقوى الأعاصير المعروفة على الساحل الشرقي لأفريقيا، مما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات وعن دمار واسع النطاق. وساهم إعصار إيداي في التدمير الكامل لنحو 780 000 هكتار من المحاصيل في ملاوي وموزامبيق وزمبابوي، مما زاد من تقويض حالة الأمن الغذائي الهشة في المنطقة. وأسفر الإعصار أيضاً عن نزوح ما لا يقل عن 50 905 أشخاص في زمبابوي، و53 237 في جنوبي ملاوي، و77 019 في موزامبيق.

وكان من أشد الأعاصير المدارية هذا العام الإعصار دوريان، الذي وصل البر في جزر البهاما بشدة أعاصير الفئة 5. ومما ساعد في تفاقم الدمار أن الإعصار كان بطيئاً بشكل استثنائي وظل شبه ثابت لمدة 24 ساعة تقريباً.

وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر، وصل إعصار التيفون هاغيبيس البر في غرب طوكيو، مما تسبب في فيضانات شديدة.

‏ملاحظات للمحررين

ساهم في إعداد هذا التقرير المرافق الوطنية (NMHSs)، والمراكز المناخية الإقليمية (RCCs) التابعة للمنظمة (WMO)، وعشرات من الخبراء العلميين.

وكالات الأمم المتحدة: قدمت معلومات من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، ولجنة لليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC-UNESCO)، وصندوق النقد الدولي، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO).

مراكز البيانات: المركز العالمي لمناخيات الهطول (GPCC)؛ ‏مركز هادلي التابع لدائرة الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة؛ المراكز الوطنية للمعلومات البيئية (NCEI) التابعة للإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)؛ المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) وخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S)؛ معهد غودارد للدراسات الفضائية التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA GISS)؛ وكالة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA)؛ المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW)؛ المركز الوطني للبيانات الأوقيانوغرافية (NODC) التابع للإدارة للإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)؛ المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد (NSIDC)؛ مرصد ماونا لوا؛ مبادرة الكربون الأزرق؛ مرصد هونغ كونغ؛ المنتدى الإقليمي القطبي للتوقعات المناخية (PARCOF)؛ مبادرة تغير المناخ (CCI) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)؛ خدمة مراقبة البيئة البحرية التابعة للبرنامج كوبرنيكس (CMEMS)؛ حفظ واعتماد وتفسير البيانات الأوقيانوغرافية للسواتل (AVISO)؛ البوابة القطبية؛ قسم علوم المحيطات الفيزيائية، مؤسسة وودز هول الأوقيانوغرافية؛ معهد البحوث الخاصة بالمنطقتين القطبيتين الشمالية والجنوبية (AARI)؛ مؤسسة "Mercator Ocean"؛ ‏الشبكة العالمية للأكسجين في المحيطات (GO2NE‏)؛ الشبكة العالمية لرصد تحمض المحيطات (GOA-ON)؛ مرفق تطبيقات السواتل الجليدية في المحيطات والبحار (OSISAF) التابع للمنظمة الأوروبية لاستغلال سواتل الأرصاد الجوية (EUMETSAT)؛ ‏المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية؛ منظمة البحوث العلمية والصناعية التابعة لمنظمة الكومنولث (CSIRO) - المحيطات والغلاف الجوي؛

التفاصيل الكاملة عن جميع المساهمين متاحة في بيان حالة المناخ لعام 2019.

للحصول على مزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell +41 79 709 13 97
 

    شارك: