جنيف، 27 أيار/ مايو 2021 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) – وفقاً لتحديث مناخي جديد أصدرته المنظمة (WMO)، هناك احتمال بنسبة %40 تقريباً لوصول الزيادة في المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية مؤقتاً إلى 1.5 درجة سلسيوس فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة - وهذه الاحتمالات تتزايد مع مرور الوقت.
فوفقاً للتحديث العالمي السنوي للمناخ العقدي، الذي أصدره مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة (Met Office)، وهو المركز الرائد للمنظمة (WMO) في هذه التنبؤات، ثمة احتمال بنسبة %90 أن يكون عام واحد على الأقل خلال الفترة 2025-2021 الأكثر حراً في السجلات، ليحل محل عام 2016 المسجل كأحر عام.
ويُرجح أن تشهد المناطق الواقعة في خطوط العرض المرتفعة ومنطقة الساحل خلال الفترة 2025-2021 مزيداً من الأمطار، مع زيادة فرص حدوث أعاصير مدارية في المحيط الأطلسي مقارنة بالماضي القريب (الذي يعرف بأنه متوسط الفترة 2010-1981).
ويستفيد هذا التحديث السنوي من خبرات أخصائيي المناخ المشهود لهم دولياً، ومن أفضل نظم التنبؤ في المراكز المناخية الرائدة في جميع أنحاء العالم، لإنتاج معلومات تمكِّن صانعي القرار من اتخاذ قرارات.
وأعلن الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس أن "هذه التنبؤات ليست مجرد إحصاءات ... وزيادة متوسط درجات الحرارة تعنى زيادة في ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر، ومزيداً من موجات الحر وغيرها من ظواهر الطقس القاسية، ومزيداً من الآثار على الأمن الغذائي والصحة والبيئة والتنمية المستدامة".
وأردف قائلاً "إن هذه الدراسة تبين – بمستوى عالٍ من المهارة العلمية – أننا نقترب لا محالة بشكل ملحوظ من الرقم الأدنى المحدد في اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. إنها بمثابة دعوة أخرى للاستيقاظ تشير إلى أن العالم بحاجة إلى اتخاذ التزامات حثيثة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني،". وأشار إلى أن "التقدم التكنولوجي يتيح الآن تتبع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للوصول إلى مصادرها كوسيلة لتوجيه جهود التخفيض بدقة."
واختتم حديثه قائلاً: "من الأهمية أيضاً التنويه بأهمية التكيف مع المناخ. ولا يتوافر إلا لدى نصف أعضاء المنظمة (WMO) فقط (يبلغ عدد أعضاء المنظمة 193)، خدمات الإنذار المبكر المتطورة التي ستكون ضرورية لدعم التكيف في القطاعات التي تتأثر بالمناخ – مثل قطاعات الصحة والماء والزراعة والطاقة المتجددة – وتعزيز نظم الإنذار المبكر التي تحد من الآثار المناوئة للظواهر المتطرفة. وإلى جانب القيود المواجهة في خدمات الإنذار المبكر، هناك أيضاً ثغرات في عمليات رصد الطقس، لا سيما في أفريقيا والدول الجزرية. وهذا يؤثر تأثيراً سلبياً كبيراً على دقة الإنذارات المبكرة في تلك المناطق، بل وعلى صعيد العالم. لا بد لنا من الاستثمار في الشبكات الأساسية أيضاً".
في عام 2020 - وهو واحد من أكثر ثلاثة أعوام حرارة مسجلة - كان متوسط درجة الحرارة العالمية أعلى بمقدار 1.2 درجة سلسيوس قياساً بخط الأساس قبل العصر الصناعي، وفقاً لتقرير المنظمة (WMO) عن حالة المناخ العالمي لعام 2020، الصادر في نيسان/ أبريل. وقد سلط التقرير الضوء على تسارع مؤشرات تغير المناخ، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر، وذوبان الجليد البحري، والطقس المتطرف، فضلاً عن تفاقم الآثار على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ويؤكد التحديث العالمي للمناخ السنوي إلى العقدي هذا الاتجاه. وفي السنوات الخمس القادمة، من المرجح أن يكون المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية أعلى بما لا يقل عن درجة واحدة سلسيوس - ضمن النطاق 1.8-0.9 درجة سلسيوس - قياساً بمستويات ما قبل العصر الصناعي.
وقد تضاعفت تقريباً احتمالات الوصول مؤقتاً إلى 1.5 درجة سلسيوس مقارنة بتوقعات العام الماضي. ويعزى ذلك أساساً إلى استخدام مجموعة بيانات محسنة لدرجات الحرارة في تقدير خط الأساس، عوضاً عن التغيرات المفاجئة في المؤشرات المناخية. ووفقاً للتحديث المناخي، ثمة احتمالات ضعيفة جداً (%10) بأن يكون المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية أعلى بمقدار 1.5 درجة سلسيوس من مستويات ما قبل العصر الصناعي طوال السنوات الخمس المقبلة 2025-2021 بأكملها.
وصرح البروفيسور Adam Scaife، رئيس التنبؤات الموسمية إلى العقدية في مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة (Met Office) تعليقاً على التحديث: "إن تقييم الزيادة في درجات الحرارة العالمية في سياق تغير المناخ يعني الزيادة في المتوسط طويل الأمد لدرجات الحرارة العالمية، لا في متوسط فرادى السنوات أو الأشهر. ومع ذلك، فقد نشهد بالفعل في السنوات القليلة القادمة تجاوزاً مؤقتاً للعتبة 1.5 درجة سلسيوس".
ويسعى اتفاق باريس إلى الإبقاء على الزيادة في درجات الحرارة العالمية في هذا القرن دون درجتين سلسيوس، قياساً بمستويات ما قبل العصر الصناعي، بل ومواصلة الجهود الرامية إلى إبقاء هذه الزيادة في حدود 1.5 درجة سلسيوس. أما الآن، فالالتزامات الوطنية بخفض الانبعاثات، المعروفة بالمساهمات المحددة وطنياً، تقصر تماماً عن تحقيق هذا الرقم.
وترى معظم الأطراف أن عام 2021، والمفاوضات الحاسمة بشأن تغير المناخ في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (COP-26) في تشرين الثاني/ نوفمبر، إنما هي فرصة "العمل أم الفشل" للحيلولة دون خروج تغير المناخ عن نطاق السيطرة أكثر من ذلك. ومسألة التصدي لتغير المناخ تحتل مكاناً هاماً في جدول أعمال قمة قادة مجموعة الدول السبع التي تستضيفها المملكة المتحدة في الفترة 13-11 حزيران/ يونيو.
والتحديث العالمي للمناخ السنوي إلى العقدي يأخذ في الاعتبار التغيرات الطبيعية، فضلاً عن التأثيرات البشرية على المناخ، لتوفير أفضل تنبؤات ممكنة بدرجة الحرارة وهطول الأمطار وأنماط الرياح وغيرها من المتغيرات خلال السنوات الخمس المقبلة. ولا تأخذ نماذج التنبؤ في الاعتبار التغيرات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والهباء الجوي نتيجة للإغلاق جراء فيروس كورونا، والذي كانت آثاره على تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي محدودة حتى الآن بسبب طول عمر عدد كبير من هذه الغازات.
وإلى جانب مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة (Met Office) الذي يعمل كمركز رائد، ساهمت أفرقة التنبؤات المناخية من إسبانيا وألمانيا وكندا والصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأستراليا والسويد والنرويج والدنمارك بتوقعات جديدة هذا العام. فالجمع بين التنبؤات من مراكز التنبؤات المناخية في جميع أنحاء العالم يمكِّن من تقديم نواتج عالية الجودة، قياساً بما يمكن الحصول عليه من أي مصدر بمفرده.
وقد قاد البرنامج العالمي للبحوث المناخية (WCRP)، الذي تشارك في رعايته المنظمة (WMO)، تطوير القدرة على التنبؤ على المدى القريب، وأعلن أن من ضمن تحدياته الكبرى الرئيسية دعم البحث والتطوير لتحسين التوقعات المناخية متعددة السنوات إلى العقدية، وتحسين فائدتها لصانعي القرارات.
والمسؤولية عن إعداد التقارير الشاملة لحالة المعارف العلمية والفنية والاجتماعية والاقتصادية بشأن تغير المناخ وآثاره ومخاطره في المستقبل، والخيارات المتاحة للحد من معدل تغير المناخ، إنما تقع على عاتق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، التي تصدر أيضاً تقريراً خاصاً عن الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة سلسيوس.
للحصول على مزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell 41797091397
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هي الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة
الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ والماء
موجز تنفيذي
تشير آخر التنبؤات إلى ما يلي:
- من المرجح أن يكون المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية (على اليابس وفي البحر) قرب السطح أعلى بمقدار درجة واحدة سلسيوس على الأقل من مستويات ما قبل العصر الصناعي (المعروفة بأنها متوسط مستوى الفترة 1900-1850) في كل سنة من السنوات الخمس القادمة، ومن المرجح جداً أن تكون هذه الزيادة في حدود 1.8-0.9 درجة سلسيوس.
- ثمة احتمال متوسط بنسبة 40% في المائة أن تشهد سنة واحدة خلال السنوات الخمس المقبلة زيادة بمقدار 1.5 درجة سلسيوس على الأقل قياساً بمستويات ما قبل العصر الصناعي، علماً بأن هذا الاحتمال يزداد مع مرور الوقت.
- ثمة احتمالات ضعيفة جداً (10%) أن يكون المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية قرب السطح أعلى بمقدار 1.5 درجة سلسيوس من مستويات ما قبل العصر الصناعي خلال الخمس سنوات المقبلة 2025-2021.
- احتمال قدره 90% أن تتجاوز سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة مستوى عام 2016، وهو أحر عام مسجل حالياً.
- يُرجح خلال الفترة 2025-2021، أن تكون جميع المناطق تقريباً، باستثناء أجزاء من المحيط الجنوبي والمحيط الأطلسي، أشد حراً من الماضي القريب (المعروف بأنه متوسط مستوى الفترة 2010-1981).
- خلال الفترة 2025-2021، يُرجح أن تكون المناطق الواقعة في خطوط العرض المرتفعة ومنطقة الساحل أكثر مطراً من الماضي القريب.
- خلال الفترة 2025-2021، هناك زيادة في احتمالات حدوث مزيد من الأعاصير المدارية في المحيط الأطلسي مقارنة بالماضي القريب.
- في عام 2021، يُرجح أن تشهد مساحات شاسعة من الأراضي في نصف الكرة الشمالي زيادة تتجاوز 0.8 درجة سلسيوس قياساً بالماضي القريب.
- في عام 2021، يُرجح أن تزيد حرارة المنطقة القطبية الشمالية (خط عرض 60° شمالاً) بمعدل يتجاوز ضعف المتوسط العالمي قياساً بالماضي القريب.
- في عام 2021، يُرجح أن يكون جنوب غرب أمريكا الشمالية أكثر جفافاً من الماضي القريب، بينما يُرجح أن تكون منطقة الساحل وأستراليا أكثر مطراً.
رصد الشذوذ في المتوسط السنوي لدرجات الحرارة قرب السطح (درجة حرارة سلسيوس، في الجزء الأعلى)، والضغط (هكتوبسكال، في الجزء المتوسط)، والهطول (ملم/ يوم، في الجزء الأسفل)، قياساً بالفترة 2010-1981. ويعرض العمود الأيسر السنة 2020، فيما يشير العمود الأيمن إلى متوسط فترة الخمس سنوات 2020-2016. ودرجات الحرارة هي متوسط مجموعات البيانات المرصودة الثلاث: HadCRUT5 (Morice وآخرون، 2021، تحديث)، وNASA-GISS (Hansen وآخرون، 2010، تحديث)، وNCDC (Karl وآخرون، 2015، تحديث). ويُستقى ضغط سطح البحر من مجموعة البيانات HadSLP2r (Allan and Ansell، 2006، تحديث)، أما الهطول فهو مستمد من مجموعة البيانات GPCP (Adler وآخرون، 2003، تحديث).