اليوم العالمي للأرصاد الجوية لعام 2025
معاً لسد الفجوة في نظم الإنذار المبكر
أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مؤخراً أن عام 2024 كان العام الأحر على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة. وتؤدي التغيرات في بيئتنا إلى حدوث المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة. وتزيد وتيرة الأعاصير المدارية التي تزداد شدتها بسرعة عقب تشكُّلها، والأمطار المدمرة، وعرام العواصف، والفيضانات، وموجات الجفاف المميتة، وحرائق الغابات. ويرتفع مستوى سطح البحر، وهو ما يجعل المناطق الساحلية المكتظة بالسكان عرضة لأن تغمرها الفيضانات الساحلية ولتأثيرات أمواج المحيط. وتُخلِّف هذه الظواهر آثاراً على المجتمعات تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء هذه الظواهر وتوقُّف وسائل الإعلام عن تداول أخبارها.
ومع بلوغنا منتصف المدة المحددة لمبادرة الإنذار المبكر للجميع، أُحرِز تقدم كبير في إنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود. وكلما تصاعدت مخاطر المناخ، استمرت الحاجة الملحة وتعاظمت إلى المبادرة.
ومع دخول المبادرة مرحلتها التالية، توسِّع الشراكات نطاقاتها بهدف تسريع وتيرة التقدم. ويؤدي التعاون مع الجهات المانحة الثنائية والمتعددة الأطراف وصناديق المناخ والمصارف الإنمائية إلى زيادة الدعم لجهود الإنذار المبكر. وتجري الاستفادة من الشركاء الإقليميين والمراكز المتخصصة لتعزيز الأثر وبناء قدرات دائمة. وتظل المسؤولية والملكية الوطنية في صميم هذه المبادرة، حيث تتولى الحكومات – ممثلة على وجه الخصوص في المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) ـ قيادة الجهود الرامية إلى تعزيز القدرة على الصمود وإنشاء نظم مستدامة للإنذار المبكر.
الأرقام تحكي القصة
مع بلوغنا منتصف المدة المحددة للمبادرة، ما زلنا نحرز تقدماً قوياً في إنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش وتعزيز القدرة على الصمود في مختلف البلدان والمجتمعات.
%55
في عام 2024، أفادت 108 بلدان أن لديها بعض القدرات الخاصة بنظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة، وهذا أكثر من ضعف عدد البلدان التي امتلكت هذه القدرات في عام 2015 وكان آنذاك 52 بلداً.
التقدم المحرز في الدول الضعيفة
سجَّلت أقل البلدان نمواً أهم التحسينات التي أُنجِزت، وتجاوزت البلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية المعدل العالمي.
+ %39
ارتفع متوسط المعدل العالمي لشمولية نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة من 0.35 إلى 0.49، بزيادة قدرها 39%.
حان الآن وقت العمل. فمن خلال العمل معاً لسد الفجوة في نظم الإنذار المبكر، يمكننا أن نجعل العالم أكثر أماناً وقدرة على الصمود.
على الحكومات أن تقود المسيرة
ينطوي التعاون بين القطاعين العام والخاص على إمكانات كبيرة لمبادرة الإنذار المبكر للجميع، إذ يتيح فرصاً للتعاون بين مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة في القطاع الخاص - الكبيرة منها والصغيرة على حد سواء. وفي حين يجب أن تظل الوكالات الحكومية - ولا سيما المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا - هي مصدر الإنذارات الموثوقة، فإن التعاون مع القطاع الخاص يمكن أن يساعد في تحفيز الابتكار وتعزيز نشر هذه الإنذارات وتحسين المعرفة بالمخاطر.
ويستطيع قطاع الأعمال تقديم خبرات مفيدة وتوفير موارد قيمة تتراوح بين أدوات التنبؤ التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ونظم الاتصال المُحسَّنة. وسواء كانت كيانات قطاع الأعمال مؤسسات كبيرة أو شركات محلية، فإن القطاع الخاص لديه مصلحة راسخة في الاستفادة من معلومات الطقس والمناخ لإدارة المخاطر التي تواجهه وحماية أصوله وتحسين عملياته وضمان مرونته وقدرته على الصمود على المدى الطويل.
ومن خلال العمل معاً، يمكن لأصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص إنشاء نظم إنذار مبكر أكثر شمولاً وقوة تحمي المجتمعات وتعزز مرونة الأعمال وقدرتها على الصمود.

كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية لعام 2025
Statement by Dr. Abdulla Al Mandous, President of WMO, on the occasion of World Meteorological Day 2025
توسيع القاعدة: توسيع نطاق نظم الإنذار المبكر للجميع
بينما نتطلع إلى بلوغ الهدف المرجو تحقيقة في عام 2027، ستركز المرحلة التالية من مبادرة الإنذار المبكر للجميع على العمل السريع والشامل والمنسق لتوسيع نطاق تأثير المبادرة من خلال:
- البناء على الدروس المستخلصة والاستفادة من الأدوات التي طُوِّرت لتسريع وتيرة التنفيذ وتحسينه.
- توسيع نطاق الدعم ليشمل بلداناً إضافية غير البلدان الثلاثين التي ركزت عليها المبادرة في البداية.
- تعزيز الشراكات مع الجهات المانحة الثنائية والمتعددة الأطراف والمصارف الإنمائية وصناديق المناخ لزيادة الموارد وتوثيق أواصر التعاون.
- تعزيز القدرات الإقليمية من خلال التعاون مع المراكز المتخصصة والشركاء الإقليميين بما يضمن إحداث أثر دائم.
- إزكاء الشعور بالملكية الوطنية من خلال قيادة البلدان للتنفيذ وضمان الاستدامة على المدى الطويل.
ومعاً، يمكننا سد الفجوة في تمويل الإنذار المبكر وضمان حصول كل بلد على الموارد اللازمة لبناء القدرة على الصمود وحماية المجتمعات من الآثار المتزايدة للطقس المتطرف وتغير المناخ.
معاً لسد الفجوة في نظم الإنذار المبكر
علم نظام الأرض: أساس الإنذار المبكر
تبوأت المنظمة، على مدار أكثر من 75 عاماً، مكانة بارزة عالمياً في مجال علم نظام الأرض - وهو نهج متكامل يربط بين الطقس والمناخ والماء والبيئة. ويُعَد فهم هذه التفاعلات المعقدة والتنبؤ بها أمراً بالغ الأهمية لبناء نظم إنذار مبكر فعالة.
وبينما أحرزت قدرات التنبؤ تقدماً كبيراً، لا تزال هناك فجوات في شبكات الرصد ودقة التنبؤات والوصول إلى البيانات المناخية والهيدرولوجية ذات الجودة العالية. وإن تعزيز المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في الدول النامية ليس عاملاً حيوياً للتكيف مع المناخ فحسب - بل إنه ضرورة لتحقيق القدرة على الصمود والأمن والاستقرار الاقتصادي على الصعيد العالمي.
وبصفتها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال الطقس والمناخ والماء، تواصل المنظمة تسخير قوة الشراكات من خلال شبكتها التي تضم 193 دولة وإقليماً عضواً. لقد حان الآن وقت العمل. ويمكننا، من خلال العمل معاً لسد الفجوة في نظم الإنذار المبكر، أن نجعل العالم أكثر أماناً وقدرة على الصمود.
