معاً لتعزيز التعاون الإقليمي
الإنذارات المبكرة تنقذ الأرواح - فقط إذا وصلت إلى الناس في الوقت المناسب وبطريقة يمكنهم التصرف بناء عليها. لهذا السبب، تركز مبادرة الإنذار المبكر للجميع على تعزيز القدرات الوطنية وترسيخ التعاون على جميع المستويات، بما يضمن فعالية نظم الإنذار المبكر على المستويات العالمية والمحلية على حدٍّ سواء.
ولا يمكن لأي بلد أن يتصدى بمفرده لهذه التحديات. ويتطلب التنبؤ بالمخاطر تعاوناً دولياً، مع تبادل البيانات عبر الأقاليم والمناطق وتحويل هذه البيانات إلى إنذارات يمكن للمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا أن تتخذ إجراءات استناداً إليها. لكن يجب على الإنذارات أن تتجاوز مجرد التنبؤات - إذ يجب أن تكون واضحة، ويمكن الوصول إليها، ومرتبطة بالعمل المبكر حتى يعرف الناس والمجتمعات كيفية الاستجابة عند اقتراب الأخطار.
وتؤدي المراكز الإقليمية المتخصصة التابعة للمنظمة دوراً رئيسياً في هذا المسعى، فهي توفر الخبرات وتقدم الإرشادات التي تتناسب مع كل إقليم بهدف دعم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا. وتعزز هذه المراكز النظم الوطنية للإنذار المبكر، وتسهل التعاون عبر الحدود، بما يضمن الاتساق والدقة من إقليم إلى آخر.
والتعاون بين النظراء ضروري أيضاً. وتساعد المنظمة على تعزيز خدمات الإنذار المبكر من خلال تهيئة الفرص أمام البلدان لتبادل الخبرات والدروس المستفادة وأفضل الممارسات، وهو ما يُمكِّن البلدان من حماية المزيد من الأرواح.
وإننا نعمل معاً، من خلال الشراكات وبناء القدرات وتبادل المعارف، على مساعدة الحكومات على تعزيز خدمات الإنذار المبكر التي تقدمها، بما يضمن أن تكون الإنذارات موثوقة ويمكن اتخاذ إجراءات على أساسها وتصل إلى مَن هُم في أمس الحاجة إليها.
إن أزمة المناخ هي التحدي الحاسم الذي تواجهه البشرية.
سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة