معاً لتسخير الابتكار
الابتكار والتكنولوجيا عنصران أساسيان لتحقيق المهمة التي تنشدها مبادرة الإنذار المبكر للجميع. ونسعى الآن إلى تحسين دقة نظم الإنذار المبكر وتعزيز فعاليتها من خلال إدماج الأدوات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتوسُّع في الوصول إلى الحلول القائمة على البيانات. وهذه التطورات تساعد البلدان على الحد من المخاطر وحماية الأرواح وبناء القدرة على الصمود.
ويجري إحراز تقدم في هذا الجانب. ومن شأن زيادة إمكانية الوصول إلى البيانات المناخية والهيدرولوجية، إلى جانب التكنولوجيات الناشئة، أن يُحدِثا تغييراً كبيراً في كيفية تقديم الإنذارات المبكرة. وينقلنا هذا التغيير من التنبؤات الأساسية إلى معلومات يمكن للمجتمعات أن تثق بها وأن تستند إليها في اتخاذ إجراءات.
إن تقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكارات الأخرى تُحدِث فرقاً بالفعل:
- نماذج التنبؤ بالفيضانات: تعمل النماذج التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي على تحسين دقة التنبؤات وتوفير تحذيرات في الوقت المناسب، وهو ما يساعد المجتمعات على التأهُّب للتأثيرات المحتملة.
- إنقاذ بيانات السجلات المناخية: تؤدي رقمنة السجلات المناخية التاريخية والحفاظ عليها إلى تحسين دقة التنبؤات على المدى الطويل وتعزيز التخطيط للقدرة على الصمود.
- التنبؤ القائم على التأثير: إن التحول من التنبؤ "بما سيكون عليه الطقس" إلى التنبؤ "بما سيؤدي إليه الطقس" سيُمكِّن متخذي القرار من التركيز على الحد من المخاطر وحماية المجتمعات.
- لوحات المتابعة المتقدمة: توفر أدوات، مثل لوحة متابعة الهيدرولوجيا والمرصد العالمي للاستثمارات في نظم الإنذار المبكر، بيانات ورؤى في الوقت الفعلي بما يدعم التخطيط واتخاذ القرارات بذكاء أكبر على المستويين الوطني والإقليمي.
والشراكات هي الوسيلة لتوسيع نطاق هذه الابتكارات. وتتعاون المنظمة مع الحكومات ومقدمي التكنولوجيا والمؤسسات البحثية لإدماج هذه الحلول في النظم الوطنية.
وإننا نعمل معاً على تسخير الابتكار لضمان وصول الإنذارات المبكرة إلى مَن هُم في أمس الحاجة إليها - وهو ما يساعد على بناء عالم أكثر أماناً وقدرة على الصمود.
إن ضمان حماية كل شخص على وجه الأرض من خلال الإنذارات المبكرة هو تحدٍ عالمي يتطلب تضافر جهود القطاعين العام والخاص.
سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة